الأحد، 8 سبتمبر 2013

تساؤل حاضر بقوة يطرحه الكاتب الصحراوي اندكسعد ولد هنان ..المفاوضات الى اين ؟؟؟؟

تحدي الربح السياسي لأهداف القتال والصمود !!!!؟؟؟؟ أعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم في مقابر التاريخ "
موسى الصدر- جنوب لبنان
الموقف الوطني القائم عندنا يستوجب القول: أعدلوا وتيقظوا قبل أن نبحث عن وطننا في مزابل التاريخ .
لا نختلف اليوم على دقة ومفصلية الموقف الوطني، إسقاطا إلى صدمة النتائج بين ما كان مُؤَمَلْ ومَا هو مُحَصَلْ من التعاطي الصادق الساذج المرهق البريء حتى لا نقول البليد مع الهيئة الأممية من منطلق الإلتباس الواضح والخطير في فهمنا أصلاً لماهيتها قبل وفي خضم التعامل معها، بمعنى أننا نتعاطى معها باعتبارها حامية الحق والعدل والإنصاف والأمن والآمان في وقت هي في حقيقتها حوصلة تلاقي إرادات المصالح وقوى النفوذ و التنفذ، و تنظيم إيقاع وضوابط وآليات التعاطي والتقاطعات بين مصالح المتنفذين وأدوار المنفذين وتطلعات وتظلمات أصحاب ساحات النفوذ، المنفذ فيهم وعليهم....
فمقتضيات التحليل السليم، تقتضي استحضار وحضور كل الأبعاد ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة في تركيب عناصر صورة المشهد العام القائم والمحتمل وبالتالي تَمَثُّلْ المخاطر والتحديات والمخارج والسيناريوهات تفاديا لكل المخاطر واستعدادا وتحسبا لكل الاحتمالات، من خلال تقوية وترسيخ وتجذير عوامل وعناصر وأسباب الصمود الوطني بمفهومه العميق الشامل والمنسحب، لنسج عوامل وشروط حسم المواقف وطلائعية المواقع لتقصير عمر الصراع والمأساة، من منطلق تكثيف الجهود وتنسيق تناسق أنساق إدارة الصراع وتوجيه الجهود والمجهود الوطني الشامل لتحقيق التطلعات الوطنية في الحرية والانعتاق والاستقلال وإقامة الدولة الوطنية الصحراوية على كامل ترابنا الوطني: الصحراء الغربية أي الساقية الحمراء ووادي الذهب. في عالم لا يكترث للضعفاء، لأن من يرضى بالهوان يَهُونُ ويُهَانْ. عالم لا مكان فيه للتباطؤ أو التقصير أو التقاعس أو العمل المبعثر، ولا التحاليل المفرطة في التفاؤل أو الموغلة في التشاؤم إلى درجة التفريط. ولا "ثقافة" ونهج التوريط الذي يوصل إلى التفريط "ثقافة" انتصار الرّغيف والتّأثيث على قيم الحياة الكريمة والإنتخاء للحق والحقوق المشروعة في الوجود والسيادة والاحترام والعزة، وذلك بالإقلاع عن الأبوية وتوهم الوصاية واستخلاص أن التعاطي المبعثر الارتجالي البريء الساذج الانفعالي المفعول فيه بدل أن يكون فاعل، إذا لم يرقى إلى مصاف الفاعل. نتيجة حداثة التجربة حتى لا نقول انعدامها في التعاطي مع الأمم المتحدة والمفاوضات: ( آلياتها، أساليبها، تنظيم إدارتها وإدارة انسياق أدوارها، وجولاتها وتدرجاتها وتداخلاتها، وبالتالي مراكمة تراث من ثقافتها هي بحد ذاتها). بإعتبارها هي في حد ذاتها كذلك حرب وأحيانا كثيرة مهلكة؟ فإن كانت الحرب تعرف في أنساقها المسلحة أنها: هي امتداد للسياسة بوسائل العنف. فإن المفاوضات هي كذلك حرب وهي امتداد للسياسة بوسائل ناعمة. وهنا يطرح الربح السياسي لأهداف القتال نفسه كتحدي، وتطرح المفاوضات وتحدي براعة إدارتها تحدي، معقد ومركب لرفع التحدي، باعتبارها حرب من نوع آخر لها أسلحتها ووحداتها ومعاركها الرئيسية والفرعية وأنساق الهجوم والانسحاب وحقول الرماية و التراشق وحتى أحيانا فنون وتقنيات القتال المتلاحم، يتوقف نجاحها كما الحرب المسلحة على محورية براعة إدارتها بمفهومها الشامل المتكامل وتنسيق وتنظيم إدارة تناسق أدواتها وتحولاتها وضبط إيقاعها والمعايشة الحيثية التراكمية لتأثير كل العوامل الداخلة أو المتدخلة المتأثرة والمؤثرة سلبا و إيجابا في إيقاعها ونتائجها ومدِّها وجزْرها.لا مكان فيها للعفوية ولا الشخصنة ولا غيبية ولا قدرية "أ رَيْظَ وأَلْمَزْنَ" ولا طبعا " سَرَحْ أجْمَلْ لَعْوَرْ"، ولا كارثية إستعجال النصر على قاعدة " أدَّرْجَ مَا يُشَلْوَدْ ِبيهَا " ولا تختزل في من هو " ألْ شَايْلْ رَاسْ أنْعَامَ "، لأن "أَلْشَيَلْ" هو الشعب والقضية والأهداف والطموحات والتطلعات، وباعتبار أن "هَنُّونْ" الوحيد هو الشعب في البداية والصيرورة و النهاية هو دوما صاحب " أشَّيْلَ " على قاعدة (أشَّيْلَ يَ هَنُّونْ ، يَ هَنُّونْ أشَّيْلَ) .
القضايا المصيرية لا ينظر لها ولا يتعاطى معها بالعفوية ولا السذاجة ولا القدرية ولا تقبل التسطيح السياسي، بل تتطلب إقران الشعارات بالحسابات، لأن الذي ينتصر دائما هو الحسابات.
وتحليل المنحنى البياني للتفاوض يلاحظ أنه منحنى تنازلي، في إختلال بيِّنٍ خطير وكارثي بين مكاسب وطنية وازنة ومُرَجِّحَة حُصِّلَتْ أصلا بتضحيات جسام ومعاناة كبيرة وصمود واستبسال قلَّ له نظير، لتوظف في فرض وترسيخ شروط الحسم و النصر، في وقت تم التنازل عنها على دفعات في أول جولات العلاقات العامة للتفاوض (وقف إطلاق النار، التنازل لبقاء الإدارة والجيش والمستوطنين المغاربة في الإقليم؟! ، هدايا إطلاق الأسرى لفلان وعلان لتختزل كل معاناة تحصيل المكسب الورقة واحتمالات توظيفها للمناورة والضغط وحتى الترجيح، لتختزل في مجرد التقاط صورة ؟! قبول توسيع لوائح المقترّعين؟! ، مجانية إعطاء ضمانة قبول بقاء مئات آلاف المستوطنين المغاربة في أرضنا في حالة حصول الاستفتاء ؟! قبول خطة بيكر؟...................)
في تخمة تنازلات أقل ما يقال عنها " الْكَرَمْ اللِّي لَهِ تَعْگْبُ أسْگاطَ" لم يقل لنا: أسْگاطَ على من ؟؟ ولماذا ؟؟ وهل جئنا وكافحنا وقاتلنا وتشردنا وعانينا ما عانينا وقدمنا من التضحيات ما قدمنا بكل شجاعة وإقدام وإستبسال وسخاء، لنجد أنفسنا أمام سؤالي: ألمنفى واللجوء الى مالا نهايه ؟؟ أو أَسْكٌاطَ على من ؟؟ ولماذا ؟؟
وما الذي أوصلنا إلى أن نكون أمام سؤال المسار والمصير ؟؟؟
السبب يعود بالأساس الى التعاطي مع المفاوضات وبالمفاوضات بشكل منفصل بل حتى منفصم، عن كونها فقط إحدى أوجه ألفعل المقاوم، الفعل المقاوم بمفهومه الشامل الذي يفترض أن يكون: شامل متكامل ومتناغم. مما أحدث خلل خطير ترتب عنه مع الوقت نوع من الشلل العضوي، إن صحّ التعبير، بحيث أختزل كل شيء في المفاوضات، وكأنه بها وحدها سيحقق كل شيء وبالتالي نحن في غنن عن كل واجهات وتمظهرات وجبهات الفعل المقاوم الأخرى، بل أكثر وأخطر من ذلك فإن ألقييمون على إدارة صراعنا مع المحتل الغازي كأنه خييل لهم حتى، أنهم في غنن عن دور ألإنسان الصحراوي بإعتباره في الجوهر والأساس هو وسيلة وغاية حسم الصراع مع الغزاة، به وله ؟؟ في خلل جوهري قاتل؟ لا يتوقف عند التسطيح القاصر لإدارة الصراع، بل يطرح تحدي النقاش الوطني الصادق المسؤول الواعي المتسامي المناقبي وبكثير من حس القيادة التارخية المناقبية، للمشروع الوطني في حدً ذاته، ليس من حيث الغايات وسقف الأهداف وعلاقة ذلك بالإيمان والإصرار والتمسك بالحق في الوجود والإستقلال والسيادة وإقامة الدولة الوطنية الصحراوية، والإيمان بها: حقيقة تارخية لارجعة فيها، بل يتعلق الأمر بإدارة الصراع؟ ، النجاعة وتظافر الجهود؟ إدارة التجربة وعلاقتها بعنصر الصمود من خلال الطمأنة والإقناع بالإرتباط بالمطلب الوطني، وعلاقة ذلك بالتناسب طرديا أو عكسيا، بالتمييز والتمايز أو التماهي بين المشروع الوطني بكل حمولته الوطنية، ومشروع الإحتلال بحمولته الإحتلالية (وللمزاييدين على الوطن والوطنيين نقول: نحن شركاء في الوطن والمعاناة ونبل الغايات والإيمان بأن: حَمَلْ أَجْمَاعَ رِيشْ، وليس إختزال القضية في إعتبارها: كٌارَبْ مَكْسُورْ، والتستر وراء المزايدات والتوريط وبالتالي التفريط ؟؟؟) ، أختزل كل شيء في المفاوضات دون أن نُوَّفَقَ في تحويلها الى زخم وآلية لترجمة تظافر كل الجهود وتراكمات مكاسب جبهات الفعل الوطني المقاوم الأخرى، وتأثيرها الإيجابي المفترض على آلية و زخم الفعل المفاوض المقاوم ، ناهيك عن أن يُتَعَاطَى مع الفعل المقاوم المفاوض بشكل مشخصن أي على مقاس الأشخاص، بدل أن تكون الكلمة العليا فيه للمؤسسة و ليس للأشخاص، تُرَاكَمُ فيه التجارب وتٌستحدث فيه الأساليب و الخطط، بل ظلَّ : إرتجالي إنفعالي فوضوي يستند الى ألإنتظارية يركن الى ردود الأفعال بدل الفعل المبادر صانع المبادرة، طَبَعَتْهُ الرتابة . في وقت يراكم العدو ما يكفيه وأكثر من دراسة أفراد وفدنا المفاوض ولا أقول طاقمنا المفاوض ( ببساطة لأن كلمة طاقم: تعني التكاملية و العمل المنظم ، وهو نقيض ما هو حاصل عندنا، وإللا فنحن نطالب بندوة وطنية للأطر يفسرلنا ويعرض علينا الوفد المفاوض الدائم، ماذا حَصَلَ وحٌصِّلَ ؟ ويقنع الشهداء بأنهم كانوا في غنن عن أن يستشهدوا؟؟؟ لأنه وصي على المصير أكثر من دمائهم الزكية الطاهرة........)، دراسة وفدنا المفاوض: مؤهلاتهم أدائهم أمزجتهم، حتى أصبح بإستطاعته التشويش مسبقا على أنساق ردود أفعالهم وكأنه بل الأكيد راكم أَتْشِيبْ(CHIP) يمنحه التأثير لاإراديا بالرُمُوتْ ـ كُونْتْرُولْ (ROMOT- CONTOL) في إرباك أولويات إهتمامات ووجهة وزخم ردود أفعال مفاوضينا (مراجعة ودراسة كيفية التذاكي على محاورينا من مناظريهم على قنوات ومنابر الإعلام وتمييعهم المتعمد لمحتويات النقاشات وتفريغها من مضمونها الإقناعي المرافع عن مطلبنا الشرعي، وإنجرارنا آليا وراء إستفزازاتهم المتعمدة حتى نتحول إلا مجرد ظاهرة صوتية ترد على إستفزازهم لتضييع الوقت، إذا لم يدخلوننا في متاهات مدرسة التحليل النفسي الفروئدية: وهل هي غربية أم مـ....غربية ؟؟؟ ، ردود أفعال وفدنا المفاوض المختلفة المتضاربة المتفاجئة المرتبكة ؟؟؟)، في وقت عدونا يغير بإستمرار تشكيلاته المفاوضة، مما يؤكد أنه يعمل بشكل مؤسساتي، أي إدارة تراكمية ثابتة مؤسساتيا ومتغيرة وحركية كأساليب وبرامج وخطط وطواقم (المؤسسة هي الثابت، الأشخاص متغييرون زائلون هم: المتغيير...) حسب مقتضيات الفعل و الإيقاع التفاوضي من جهة، وكذا التحديات المطروحة والمناورات المطلوبة خدمة طبعا للأهداف الخبيثة من جهة أخرى، أي الدينامكية والحضور وبالتالي العمل على قاعدة مراكمة التجربة.
وهذا في الأساس هو جوهر ومكمن التحدي عندنا ؟؟؟
الحسم فيه يتوقف علينا ؟؟؟
وعلى قدر حسم و حزم الحسم و وجهته، يتوقف: هل لنا أم علينا ؟؟؟
إختلال وتناقض خطير وكارثي مؤلم بل مفزع بسببه نحن نخسر ومن خسراننا يكسب عدونا ما عجز عن كسبه بتدبيره (في إدارتنا مثلا للحرب المسلحة راكمنا وكسبنا شروط كسب كل شيء، وفي إدارتنا لشروط السلام فشلنا في كل شيء ؟! )
لدينا خلل عميق في التعاطي مع مقتضيات صراعنا مع العدو، يتطلب وقفة وطنية جادة و بِتَمَثُّل استراتيجي للصراع (أسبابه، مساره ومصيره؟). عدونا يزج بكل شيء لحسم الموضوع لصالحه وهذا لا يعني البتة أنه قوي وقادر ولا لديه أدنى شروط الحسم، بل فاشل ومرتبك ومتخبط وعقيم ليس لديه أفق كل ما يقوم به مرتجل وردود أفعال،...، كل ما يعتمد عليه ويستند إليه هو إ ستثماره لنقاط ضعفنا خصوصا مضاعفات ونتائج قصور وتقصير الطلائع والقيادات.
نحن نتعاطى مع الموضوع كأنه مسألة ربح أو خسارة بشكل قدري: (انتظار وفاة الحسن الثاني، الخلافات الداخلية في المغرب بين القصر والجيش؟ وهم على وهم، وكأن العامل البيولوجي لديهم فقط ولا يعنينا نحن!!؟؟ ) وهذا منتهى أَلأَعْشَوِيَه السياسية إذا صحّ التعبير،أي عمى ألألوان السياسي ، في وقت يعمل عدونا بإعتبارها مسألة مصيرية لا يقبل فيها لا جدل ولا خلاف ولا اختلاف، نجح النظام الغازي على صعيده الداخلي في تحويل احتلاله لأرضنا من اعتبارها قضية نظام إلى ربط العقل السياسي الجمعي المغربي إلى اعتبارها قضية "وطنية " من جهة، ومن أخرى سوقها خارجيا بإعتبارها مسألة مصيرية يتوقف عليها استقرار النظام العلوي في المغرب، و ما لذلك من علاقة مباشرة وتداعيات على أمن ومصالح تخوم أوروبا جنوب البحر الأبيض المتوسط ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية الجيوستراتيجي (الإرهاب، الأمن والإستقرار، الهجرة السرية، المصالح الإقتصادية و المبادلات التجارية...).
في وقت يحدث عندنا العكس، تحصل لدينا رِدَّهْ ، نفشل تنظيميا وسياسيا واجتماعيا في الحفاظ و ترسيخ وحدتنا والتفافنا العفوي حول قضيتنا وخياراتنا المصيرية، حتى وصل الوهن السياسي إلى حد أن الفشل في الإقناع للإنضباط التنظيمي والسياسي أصبح يعوض عنه ب: "الْمَنْ بِالْغَرْفَاتْ" وبدل أن تكون تجربتنا التنظيمية، تجربتنا في تجريب إدارة تجربتنا الوطنية، بدل أن تكون مبعث استقطاب وإقناع وطمأنة حصل العكس، بدل أن يحصل ما كان يجب أن يحصل !!!؟؟؟ .فإستمرأت القيادات القول وهجرت الفعل، وأصبح الزمن في أماكن أخرى يتقدم وعندنا يراوح مكانه، وطلائعنا تجتر خلافاتها واختلافاتها، تتقاذف الإتهامات ولا تجيد إلا كيل الشتائم بعضها لبعض، تدور في دائرة مغلقة تتفنن في تفريغ تبريرات إخفاقاتها وقصورها وتقصيرها، فغابت الطلائعية بغياب المناقبية وبالتالي الإحترافية التي تعني: أن لا تكون عاديا في عملك وأدائك بل مبدع فاعل وإيجابي، وحل محلها "أَتْحَطْرِيفْ"، فترهلت همم الرجال وحلت " ثقافة " تحقيق الأحلام الشخصية ولو بتدمير الآمال العامة، يقال إن : "صاحب الإيمان تنصره نفسه، وصاحب الطمع تخذله نفسه ".
وبالتالي اهتزت المصداقية في الطلائع والقيادات، وهنا مُسَّ رأس المال الوطني، لأن الارتباط الوطني والانخراط في المشروع الوطني: طوعي إرادي عفوي، ليس هناك من هو مرتزق أو طفيلي أو متطفل أو أجير في المشروع الوطني يتوقف عطاؤه على مايقدم له ؟! ليس هذا فحسب بل الأخطر أن تُمسَّ في الجوهر مساحة التمييز والتمايز بين المشروع الوطني بحمولته الوطنية ومشروع الإحتلال الذي لاَيتوانى عن "تَسْمَانْ كَبْشْ ألْعِيد" وبالتالي تحصل ضبابية الرؤية لمسافات التمييز والتمايز إذا إمْتُهِنَتْ كرامات الصحراويين !!!؟؟؟
من هنا بدأ التآكل الداخلي، وبدأت ساعة الرمل تسير لصالح عدونا، وهي كذلك إذا لم نتدارك الأمر ونلتقط اللحظة التاريخية، ونحسم جميعا في الخيارات ونجمع أمرنا على أمورنا. وبالإمكان إذا صدقت النوايا وصفيت القلوب، انطلاقا من أن الجبهة ظاهرة وطنية إذا صلحت الظاهرة صلحت المرحلة.
ولتصلح الجبهة الظاهرة حتى تصلح المرحلة يتوقف ذلك على :
1. مراجعة الوحدة الوطنية في العقول والعقليات والمسلكيات والعلاقات، وذلك بإعادة الاعتبار لكرامة الإنسان الصحراوي ومحوريته في المشروع الوطني باعتباره وسيلة وغاية تحقيقه ونجاحه
.
2. الفصل الواضح والقاطع فكريا وسياسيا وتنظيميا وعمليا في اللبس والالتباس الحاصل، بين هل نحن مقاومة وحركة تحرير بأهداف وعقليات وخطاب وأساليب وخطط وبرامج وبالتالي إدارة التحرير؟ أم "دولة" في المنفى إلى ما لا نهاية ؟! وبالتالي وقفة وطنية جادة ومسؤولة لتحديد وتوضيح المفاهيم والأهداف؟ على ضوئها تتحدد المواقف والخيارات وبيان القواسم المشتركة: تحقيق الإستقلال، عودة اللاجئين مكرمين، إقامة الدولة الوطنية العادلة والمطمئنة، وليست " گُوگُّوهْ " .
3. فتح نقاش وطني فكري صادق واضح وشفاف يشارك فيه كل الصحراويين دون استثناء أو إقصاء أو تهميش دون مزايدات ولا تسفيه ولا تشفي ، يفضي إلى إجماع وطني شامل في التفكير والأحاسيس والمشاعر والأهداف وتقاسم أعباء التحرير بكل رفاقية ووطنية وتكريم .
4. مراجعة صادقة وبحس كبير من المسؤولية لكل مؤسسات وروافد جبهات الفعل الوطني: خطط برامج أساليب عمل ضوابط فعل وتفاعل وتفعيل لضمان أكبر قدر ممكن من التناغم الوطني بين المؤسسات فيما بينها وفيها من جهة و روافد الفعل الوطني والامتدادات الوطنية في كل مواقع تواجداتها.
5. توسيع دائرة القرار السياسي، وتحديث إدارة الفعل الوطني على أسس علمية تساير الركب وتتعاطى مع التحولات بعقلية تتماشى مع إيقاعات الصراع وحركة الفعل والتفاعل لأن السياسة هي موازين قوى، وهي إدارة متحركة للصراع و التحولات. والقيادات التاريخية مطالبة بتحقيق ما يحتاجه الشعب وليس بالضرورة ما يريده . أحرى أن تكون قاصرة ومقصرة في وعن تحقيق ما يحتاجه وما يريده ؟
6. المراجعة العاجلة بل المستعجلة حتى، لمؤسسة جيش التحرير الشعبي الصحراوي: تنظيما وتدريبا وتجهيزاً وتأهيلا وتحديثا لعقيدتها القتالية، ورفع روحها المعنوية وضمان أمنها وتأمينها: مواقعا وعتاداً وأفراداً . ومدِّها بكل الشروط والأسباب المادية والمعنوية والمكانة ألمستحقة كمؤسسة: سيادة وردع وترجيح . ضمانة وطنية في كل الاحتمالات.
7. التفكير الجاد والمراجعة الصادقة والعاجلة لإيجاد سياسة اجتماعية صحيحة ومدروسة (الصحة، التعليم، الخدمات، الاستفادات،...)، توظف الإمكانات الوطنية في خدمة المواطنين بشكل فعال للتخفيف من معاناتهم وتحسين أحوالهم الصحية والمعاشية والتعليمية، وإعطاء الأولوية لجرحى الحرب والنساء والأطفال والعجزة والمسنين والمعاقين، وذوي الاحتياجات الخاصة. أظن أن هذا حقل خصب للتكفير عن الأخطاء وصقل المصداقية بالنسبة للقيادات التي لازالت تمتلك وازع ضمير وحس المسؤولية والقيادة المناقبية.
8. هجمة سياسية وطنية على كل جبهات الفعل الوطني: قواعد شعبية، مدن محتلة، جاليات، ريف وطني، تدريبات وجاهزية في الجيش بعيدا عن التهديدات الهوجاء الجوفاء، تحرك دبلوماسيا ونشاطا إعلاميا...إلخ
تأسيسا على ما سبق ومن منطلق أن التفكير السياسي عموما والوطني خصوصا هو تفكير بالبدائل والحلول، في بعض الأحيان هي بين ألسيء والأسوأ. والحصافة في السياسة والتفكير السياسي دائما تكمن في: ما هو البديل الأنجع بين البدائل المتاحة؟ واعتبارا لكون عنصر الصمود هو الفيصل، والصمود يتوقف على إرادة الإنسان الصحراوي المؤمن الواعي المقتنع، وقدرتنا على الاستفزاز الصادق المقنع الواعي لمنسوب قِيَّمِهِ وخصاله الحميدة من تضحية وعطاء وتفاني وإخلاص رغم التقصير الذي حصل في تثمينها والبناء التراكمي بها وعليها، إستفزازها من خلال قيَّمية طلائعنا ومشروعنا الوطني المتّصفة والمتصف بالقدوة المحفزة على الإقتداء، وخلق أسباب وشروط طمأنته بعدل وإنصاف وأمان وشفافية إدارتنا لتجربة تجريب نموذجنا الوطني والابتعاد النهائي عن كل أسباب تشوش الرؤية في العقليات والمعاملات والعلاقات بين الأفراد والمؤسسات على ضوء الواجبات والحقوق دون تقصير أو حيف.
وبحصول الاستنهاض الشامل وتفعيل كل جبهات الفعل الوطني، بشكل متناغم وفق خطة مدروسة ليست ظرفية ولا انفعالية، وبعث عوامل وعناصر الصمود وترسيخها. فإننا نكون قد استعدنا أوراق التعاطي مع الأمم المتحدة والتفاوض مع العدو من موقع قوة من خلال: طرح على الطاولة شروط تفاوض جديدة وازنة ومرجِّحة وضاغطة تجسيم وتستثمر و تترجم فعل ووقع شروط وعوامل الربح السياسي لأهداف قتالنا وتراكمات مكاسبنا المترتبة عليه من: اعترافات دولية، وإجماع وطني حول شرعية المطالب ووحدانية التمثيل المؤزر بانتفاضة شعبية جماهيرية سلمية حضارية بمطلبها السياسي وملف انتهاكات حقوق الإنسان الساند لظهور والمقوي لحجة الطاقم المفاوض ، الشيء الذي سينعكس آليا على وجهة التعاطي مع الهيئة الأممية وكشفها أمام المنتظم الدولي بحشرها أمام امتحان المصداقية، بتغيير شروط اللعبة و التعاطي، بشكل ذكي ومحترف، ليس انفعالي ارتجالي كما حصل في الأيام الأولى للصدمة (عدم وجود تنسيق ولا تناسق، موقف متفاجيء، وصدمة واندهاش مكشوف على الآخر، كل يندب حظه) ؟ من جهة ، ومن أخرى التحكم في مسار المفاوضات مع العدو وإفشال محاولاته الخبيثة الماكرة بإيهام المنتظم الدولي ومغالطته بتسويق منتجه الفاسد الفاقد الصلاحية : أنه صاحب مبادرة للحل ، من خلال تقديم خطة " حكمه الذاتي " و محاولة حشرنا في الزاوية ديناميكيا و مناوراتيا. استعادة المبادرة و تغيير شروط اللعبة اعتباراً لكون عدونا يراهن بالأساس على: تآكل جبهتنا الداخلية وكسر النفسية المقاومة المجاهدة الرافضة للاحتلال، وبالتالي لما يتأكد من استعادتنا للمبادرة ويخلص إلى أن عامل الوقت أصبح في غير صالحه و شروط الصمود الوطني تتقوى حقيقة وتتعزز و تثمر، وعوامل النصر تتظافر و أن شروط حسم الصراع في تغير لصالحنا فإنه: يسلم ويذعن، وبالتالي نستوفي نحن شروط ومؤهلات وضمانات الإجابة على السؤال الكبير :
المفاوضات الى أيـــــــــــن ؟؟؟؟
من خلال قيادة المسَيرة على بصيرة ، وبالتالي حسم:
تحدي الربح السياسي لأهداف قتالنا وصمودنا ؟؟؟؟
قلم: أندكسعد ولد هنان

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر