الثلاثاء، 12 مارس 2013

كيف كان الماضي وكيف تبدل ؟


ربما لن يسلمني القلم مقوده للكتابة عما يختلج بداخلي من حرقة ،ولكن سأحاول طوعا أو كرها مجابهته لعليّ أرصع مقالتي بزبرجدة الشعب الصحراوي الذي ظل يرزح تحت وطأة الإستدمار أزيد من ثلاثة عقود . إن الحديث عن المكسب الأول للصحراويين ـــــــــ ولؤلؤة تاجهم ــــــــــ لهو المحطة التي يجب أن يُعْكَفَ عليها بإسالة الحبر الكثير من أجل تأطيرها ،وتدوينها كما هي مدونة في قلوب وعقول الصحراويين وغيرهم بغية التأسيس لثقافة حفظ التراث ،وصيانة المكاسب الوطنية التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والمفقودين .
المحطة التاريخية أو “الإعلان عن ميلاد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ” الرمز السماوي الذي يفخر و سيفخر به الصحراويون قاطبة ،بات في الآونة الأخيرة وكأنه “صندوق العودة ” المركون في الزاوية ،الصرح الذي مدّ الثوار أجسامهم من أجله لنعبر نحن بقداسته نحو تقرير المصير ،و بناء الدولة الصحراوية الفتية التي ستأوي الصحراويين من ضيم و قطرسة الملوك ،في عالم القرية الصغيرة التي لا تؤمن إلا بالماديات ، وغير آبهة بحقوق الضعفاء .
إن الضعف الذي ينخر في الجسم الصحراوي ،ويكسر أشرعة الوحدة الوطنية ،ويضعف الإحساس بالمسؤولية ، لجدير بأن يراع سواء من القمة أو من القاعدة بعين ٍ متبصرة ، وخاصة تجاه ” يوم الإعلان” الذي نرى فيه الفقيد محمد أبراهيم بصيري ،و أول شهيد البشير لحلاوي ،و الرمز الولي مصطفى السيد حين قال ملء حنجرته :” نعلن اليوم عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ” .
فالعنف الثوري والصمود الصفة التي كانت معهودة للشعب الصحراوي منذ أن وطأت أقدامه أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب أو حتى قبل ذلك بكثير ، في الذود عن حمى الوطن ،والغيرة على أمانة الشهداء ، أصبحت توصف اليوم بالرخيوية نظرا لضعف تلك الحماسة والاندفاع بقناعة ، مما سيسبب عرجا في المبدأ السليم الذي انطلق به آبائنا و أمهاتنا عند ما صدحت الأغنية الوطنية بـــــــــــــــــــــــــــــ” حيو يا ثوار حيو ” مجذرة لكفاح مرير تشعبت فصوله بين أروقة الأمم المتحدة ،دون أن يخبو حدث “الإعلان ” من مسير شعب مازال يسقي بدمائه بذور الحرية .
الحدث يجدر بنا تبجيله و تقديسه ، والوقوف عنده كرمز يمثل كيان المجتمع ،وأن نلتف حوله كمرجع نغترف منه جميعا أنفة وشموخ وصمود الثائر الحقيقي ،والباحث دوما حتى الإمساك بالمنشود .
البوابة التي أدخلتنا التاريخ ومن بابه الواسع ، مازالت إلى حد الساعة بالنسبة للكثيرين شيء عادي لماذا ؟ ببساطة لأنهم لم يرضعوا من ضرع الثورة القيم والمبادئ بل رأى قلوبا أغافلها فواصل دون اهتداء ، ولكن ليس الشجاعة أن تصرّ على خطئك ..وإنما أن تعترف به .. ولا تكرره مرة أخرى .. كي لا نقول نادمين “كيف كان الماضي ..وكيف تبدل ؟”
بقلم : الشيخ محمد بلاو

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر