الاثنين، 18 مارس 2013

الفيس بوك : حرب الاستحواذ على العقول

الفيسبوك هو أحد اكبر واهم المواقع الأجتماعية الفعالة الواسعة التأثير على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والنفسي أيضا .ومثله كأي موقع أجتماعي فهو يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف سواء سياسية أو اجتماعية أو أقتصادية .. الخ. 


وتحقيق تلك الأهداف يعتمد اعتمادا كبيرا على شعبية الموقع وزيادة أعداد مرتاديه والمشاركين فيه ..وهذا ما يدفع الموقع لاعتماد سياسة داعمة لأهدافه تعتمد على أجتذاب أكبر عدد ممكن من المشاركين فيه وهي سياسة متعددة الأتجاهات لتعدد اسباب ارتياد الأخرين لمثل تلك المواقع ....فمنهم من لديه اسباب اجتماعية كالتفاعل مع الأخرين ...ومنهم من لديه اسباب سياسية كتحقيق هدف سياسي كالدعوة مثلا لقيام العديد من الأحتجاجات السياسية في العديد من الاقطاركما انتشر في الأونة الأخيرة .
منهم أيضا من لديه اسباب اقتصادية كنشر مثلا بعض الاعلانات التجارية المعلن عنها في مثل تلك المواقع مستغلا الأعداد الكبيرة لمرتاديها .كثيرة هي الأسباب الدافعة لارتياد مثل تلك المواقع الأجتماعية منها أيضا أسباب تعليمية وتثقيفية وترفيهية ....الخ وتعد الأسباب النفسية والفكرية من أبرز تلك الاسباب ...وهي من اهم عوامل الجذب التي تستغلها تلك المواقع للتأثير في الأخرين ...بل وهي أخطرها على الاطلاق. العقل البشري هومن أهم القوى الدافعة والمحركة ليس للأفراد فقط بل للشعوب وهذا منحدر خطير وهام .....
ولا أبالغ إن قلت أن السيطرة عليه هي اساس التأثير والجذب... وبها تتم السيطرة الكاملة وإنجاح التحكم في اختيارات واتجاهات الأخرين بصورة مباشرة وغير مباشرة .الدوافع النفسية , العقلية , والفكرية ...التي تقوم بدور اساسي في نجاح الفيسبوك كموقع من أكبر المواقع الأجتماعية وأوسعها انتشارا وتأثيرا ...هي احدى اهم نقاط البحث في العوامل الجاذبة للفيسبوك والمؤثرة علي نجاحه واستمراريته .
التأثيروالتأثر النفسي للفيسبوك بين الموقع ومرتادية لعدد من المحاور هي اولا :التأثير النفسي للفيسبوك على مرتاديه لاجتذابهم نحو المشاركة والتفاعل مع الموقع .وثانيا :التأثروالأنجذاب من قبل المشاركين نتيجة الحاجة الى إشباع مشاعرهم ورغباتهم وتوفير احتياجاتهم النفسية والعقلية والفكرية ،وثالثا:العوامل البيئية والمجتمعية بل والعالمية المساعدة والدافعة نفسيا للمشاركة في مواقع كالفيسبوك وأثرها في أنجاح التفاعل بين الموقع ومرتاديه.
أولا : التأثير النفسي للفيسبوك على مرتاديه لاجتذابهم نحو المشاركة والتفاعل مع الموقع .
لينجح الفيسبوك في اجتذاب اكبر عدد ممكن من المشاركين عليه توفير احتياجاتهم النفسية والعقلية والفكرية وهذا يحتاج بالطبع لدراسة يضعها خبراء نفسيين لوضع خطة جذب وتجاذب وسيطرة مباشرة وغير مباشرة على عقول المشاركين للتفاعل مع الموقع
ويتحقق ذلك من خلال توفير عدة شروط ..أهمها : 
1)دراسة الاسباب والدوافع النفسية المؤدية الى حاجة المشاركين للتفاعل مع الموقع ...
ـ سواء كانت دوافع نفسية أو فكرية .
2)توفير كافة الأحتياجات النفسية التي يسعى المشاركين لتحقيقها والوصول اليها عن طريق التفاعل مع بعضهم البعض عبر الموقع بالطبع ...مثل:
ـ التعرف باناس جدد وتوسيع رقعة العلاقات الأنسانية مع الغير.
ـ أشباع الحاجات العاطفية وتشمل البحث عن صديق ..أخ ..اسرة ..أو حبيب ...
ـ تبادل الأراء.. المشاعر.. والاهتمامات مع الاخرين.
ـ تحقيق الذات وتعزيز الثقة بالنفس لدى المشاركين عن طريق علاقاتهم بالأخرين.
3)توفيرعوامل جذب تعززاشباع الحاجات والرغبات النفسية لدى المشاركين عن طريق تفاعلهم مع الموقع نفسه على اختلاف تلك الحاجات تبعا لاختلاف الأعمار والبيئات والمجتمعات والديانات والاتجاهات السياسية والفكرية ..الخ
وتزيد من الانجذاب للمشاركة في الموقع.
ـ كتوفير امكانية انشاء مجموعات وتشارك الاصدقاء بها.
ـ توفير العاب ترفيهية مختلفة تناسب كل الاعمار والشخصيات والأهتمامات .
ـ مشاركته كوسيلة للحصول على معلومات تستخدم في الابحاث العلمية المختلفة وتسهيل الحصول على تلك المعلومات عبر مؤشر البحث في الموقع.
ـ اعطاء الفرصة للتعبير عن الرأي وسماع الرأي الأخر والمشاركة والتفاعل مع الأخرين ومقابلة الاصدقاء والتعرف على اصدقاء جدد والبحث السريع عن الاصدقاءعبر مؤشر البحث بالموقع.
ـ اعطاء فرصة لتحقيق الذات عبر عرض مشاركاتهم الخاصة سواء كانت علمية أو مهنية أو فنية ...الخ
والاستماع الى أنطباعات الاخرين ومشاركاتهم لهم.
ـ سهولة ومجانية الأشتراك بالموقع وأضافة الاصدقاء له والتواصل معهم عبره.
ـ الاحساس بالأمان عن طريق سرية المعلومات الشخصية وحرية الأختيار بين الظهور بالأسم الحقيقي او المستعار والتحكم بعرض المعلومات الشخصية اواخفاء بعضها وهذا يعطي مساحة أكبر للتفاعل بحرية وارضاء كافة الرغبات في الظهور أو الأحتفاظ بالخصوصية.
ـ توفير وسيلة للتواصل بين المشاركين عن طريق نشر المشاركات واستخدام الشات وامكانية ارسال رسائل خاصة تضمن الخصوصية ويمكن للمرسل له الرد في أي وقت شاء.
ـ ربط المشاركين بالموقع باستمرار والتواصل معهم حتى في حالة عدم تواجدهم وذلك عن طريق ارسال كافة مشاركات الاصدقاء وردودهم على ايميله الخاص المرتبط بمشاركته بالموقع.
4) توفير نوع من انواع الدفء العاطفي الأنساني الذي يسعى الجميع بالطبع للحصول عليه وينشئ تعاونا غير مباشر بين المشاركين حتى وان لم يعرفوا بعضهم البعض ....مثال ذلك
ـ طلب مساعدة شخص في البحث عن اصدقاء له أواقتراحهم له او الكتابة على حائطة لمساندته لأنه عضو جديد بالموقع ولا اصدقاء له .
ـ الألعاب الترفيهية بالموقع تعتمد على اللعب الجماعي ودعوة اكبر عدد ممكن من الأصدقاء للمشاركة باللعبة 
ولهذا احيانا وبالدراسة ثبت ان البعض يدعون أناسا لا يعرفونهم وليسوا من ابناء جلدتهم ولا علاقة لهم بهم من أي نوع ولكن فقط ليشاركوهم في اللعبة التي يحبونها.
ـ الجو العام في الموقع دافئ كجو الاسرة ويسمح بمشاركة المشاعر العامة والخاصة وحتى القومية منها...وجدير بالذكر ان هذا في منتهى الخطورة إذ يسهل التأثير على العقل والتفكير وتوجيه المشاركين نحو أهداف لبعض الجهات سياسيا أو أجتماعيا ...الخ عبر استمالتهم نفسيا باستغلال مشاعرهم ورغباتهم.
ـ الدفء العاطفي بالموقع والاحساس بتقديرالذات ينمي شعورا بالترابط بين الموقع والمشاركين يتحول بمرور الوقت لنوع من الادمان على النت وعلى التفاعل مع الموقع ومرتاديه يصعب التخلص منه .
ثانيا: التأثرو الأنجذاب من قبل المشاركين نتيجة الحاجة الى إشباع مشاعرهم ورغباتهم وتوفير احتياجاتهم النفسية والعقلية والفكرية .
يسعى كل فرد الى تحقيق ذاته واشباع احتياجاته النفسية والفكرية والعقلية ويبحث عن سبل للوصول الى غايته والتي كثيرا ما يجدها عبر الأشتراك والتفاعل مع الأخرين وهذا مايتوفرفي المواقع الأجتماعية كالفيسبوك.
من أهم تلك الاحتياجات :
ـ الحاجة الى تقديرالذات وتعزيز الثقة بالنفس عبر التواصل مع الاخرين والتعبير عن الرأي و القدرة على عرض أفكاره ومشاعره بوضوح ودون خوف أو ارتباك .
ـ الحاجة لتعزيز الذات وتعزيز قدراتها عبر اكتساب خبرات جديدة اجتماعية او فكرية او تثقيفية او تعليمية .
ـ الحاجة الى اكتساب مشاعر إيجابية جديدة كالحب ..الصداقة..الأهتمام من قبل الأخرين أو حتى لفت انتباههم الى مميزاته وتعزيز جاذبيته وهذا يعزز قبوله لذاته ورضائه عنها وهو من أهم شروط الصحة النفسية للفرد.
ـ الحاجة الى التواصل مع الأخرين والقضاء على الأحساس بالعزلة والوحدة فالبشر كائنات إجتماعية بطبيعتها .
ـ تنمية مهاراته وقدراته الأبداعية عبر المشاركة في مجموعات أومناظرات أو حتى العاب أو غيرها من المجالات التي تمكنه من عرض واظهار وتنمية مواهبة وإمكاناته الشخصية فيها وتعزيز ثقته بنفسه وهي متوفره في الفيسبوك.
ـ رفع معنوياته وتحسين صحته النفسية من خلال تفاعل الأخرين معه ومبادلته مشاعره وأرائه وشعوره بتغيير يومي يقضي على الملل والروتين في حياته وتتسع رقعة معارفة واصدقائه وانشغاله المستمر بما يطرأ على حياته من تجديد.
ـ حاجته الى تحقيق هدفا له إجتماعيا كان او سياسيا او تجاريا او تعليميا أو أيا كان و إيجاد متنفسا لتحقيقه في موقع إجتماعي كالفيسبوك يقلل هذا من حدة التوتر النفسي لديه ويريحه نفسيا وعصبيا.
ثالثا : العوامل البيئية والمجتمعية بل والعالمية المساعدة والدافعة نفسيا للمشاركة في الفيسبوك 
لاشك أننا في عصر العولمة بتنا نعيش في قرية صغيرة يتأثر غربها بشرقها وعربها بعجمها ...يترابط اقتصادها وسياستها وثقافتها ويتبادل التأثير والتأثر كل من فيها.،وتؤثر الأحداث والتغييرات الأجتماعية والأنسانية على وجه التحديد في سلوك الأفراد والجماعات وتؤثر البيئات المختلفة للأفراد على طريقة التعبير عن مشاعرهم ونقلها الى الأخرين والتأثير فيهم.
وهذا يعزز دور المواقع الأجتماعية في التفاعل مع تلك المجتمعات وإمداد الأفراد بالقدرة على التفاعل والتأثير،وإبداء الرأي ونشر الفكر والمذهب بل وترجمته الى أفعال ملموسة تحول وتغيرحتى مجرى التاريخ نفسه .
كمثال لذلك وليس حصرا ، ومنح الفيسبوك منفسا و فرصة للتحاور بين الشباب والتحدث في أمور يصعب التحاور بها علانية كالأمور السياسية مثلا ويسر سهولة الوصول لأكبر عدد ممكن من البشر ونشر الفكرة بينهم ...قد يبدوا هذا تفاعلا يعزز الدوافع السياسية لا النفسية ولكنه حقيقة قائم على التفاعل مع المشاعر الأنسانية المكبوتة تحت وطأة الظلم والقهر والظروف الأنسانية الصعبة التي تعيشها مجتمعاتهم.
الخطورة في الأمر هو التلاعب بتلك المشاعر واستغلال حرارتها من قبل جهات مجهولة ذات اهداف خاصة تتسلل وسط الجميع وتسيرهم كما تشاء عبر التأثير والضغط نفسيا وعقليا على المشاركين بالاتفاق مع او بدون موقع الفيسبوك ...
وهذا من أخطر سمات الفيسبوك..إذ لا يسهل تتبع مصدر شائعة ولا يسهل السيطرة عليها ولا يؤمن نوايا الدخلاء ويسهل استخدامه لأغراض سلبية ..هدامة ..بل مدمرة .ويبقى الفيسبوك كأمثاله من المواقع الأجتماعية هدفا ومرتعا لنشر الأفكار والأيدولوجيا المختلفة من قبل الجميع ..معمر ومدمر.. افرادا ومجتمعات ومنشأت ومنظمات وغيرها.ويبقى سلاحا ذو حدين وسفينة توصل لغاية من فيها إلا أنها لا تؤمنهم من الغرق والضياع .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر