الاثنين، 11 مارس 2013

رحيل تشافيز...


من منا لا يتذكر هوغو تشافيز ذلك اللاتيني الأسمر العنيد والثائر على سياسات الظلم العالمية , رجل خرج من رحم الفقر والمعاناة ليثور على كل شيء فوقف مع الجياع والمحرومين والمضطهدين في العالم , رجل تحركت فيه النخوة وحب العدالة فوقف مع القضايا العادلة في العالم من فلسطين إلى الصحراء الغربية إلى غيرهما من القضايا العادلة في العالم , فأزعج الظلمة والمستعمرين ووصفهم بالشياطين الماردة والخونة الملعونين , خفض من التمثيل الدبلوماسي مع المحتل المغربي بسبب غزوه للصحراء الغربية وعدم امتثاله واحترامه للشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير , كما وقف مع غزة اثر العدوان الصهيوني الغاشم عليها .
إن رحيل هوغو تشافيز لاشك سيترك مساحة من الفراغ في النضال وجذوته , رغم انه ترك خلفه مناضلين يعتنقون نفس المبادئ التي كان عليها رفيق دربهم تشافيز .
تشافيز ذلك الرجل الأسطورة , والذي رغم اختلافنا معه في المذهب والدين إلا انه تجمعنا به قيم إنسانية ومبادي تتمثل في العدالة والتحرر والتوق للانعتاق والتخلص من ربق الاستبداد والتسلط , نتذكره حين يقف معنا في كل المواقف والمناسبات وحين يحتضن بلده حدثا يتعمد أن يظهر الحضور الصحراوي فيها , ونتذكره حين كان يقف مع الطالب الصحراوي محمد الزاوي ليذكر الجميع بان في الصحراء الغربية شعب يعاني من الاضطهاد والقمع والاحتلال وانه على جميع الأحرار أن تقف وتتضامن معه , لرفع الغبن والحيف عنه , رحل دون أن يحقق أمنيته بزيارة المخيمات والمناطق المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، لكنها ظلت أمنية تسكنه طول حياته.
رحل تشافيز مالك قلوب آلاف اللاتينيين وآلاف المناهضين للظلم والطغيان في العالم ، وترك في قلوبهم تعاطفا كبيرا وحزنا دفينا على فقدانه باختلاف أديانهم ولغاتهم وألوانهم ، الكل كان متفقا على إن هوغو تشافيز رغم أخطاءه كبشر إلا انه حمل هموم الملايين من الفقراء والمحرومين في العالم ، أحبهم بصدق ودافع عنهم وعن آلامهم وطموحاتهم ومصيرهم .
هوغو تشافيز احد قلاع التحدي والصمود في وجه إعصار الامبريالية الغربية ، رجل من حديد أذاب كل المحاولات الغربية الرامية لإطاحته ، فوق جلمود صخر نضاله وإيمانه بمبادئ الوقوف في وجه الظلم أينما كان ، رجل كرس حياته للمقاومة والذود عن حياض الكرامة الإنسانية ، لإيمانه العميق بحرية الشعوب والمجتمعات بان يعيشوا أحرارا، بعيدا عن مظلة الهيمنة والتسلط واستعباد البشر واستغلال خيراته ونهبها ومعاملة العالم الثالث كقطيع من الغنم يسوقه الغرب المتقدم حسب هواه وسياسته .
رجل ظل يشكل عقدة للغرب ويبني المتاريس أمامه ،كي لا يترك لهم الفرصة في الانقضاض على المستضعفين واستغلال عرقهم وجهدهم بكل ما هو زهيد ورخيص.
هوغو ... إن الشعب الصحراوي سيظل يتذكر مواقفك الشجاعة ، وروحك الثورية ووقوفك معه في قضيته ودفاعك عنها ، ستظل علما شامخا في كل القلوب ، ورجلا حفر اسمه في ذاكرتنا ولم يمنعه بعد الجغرافيا واختلاف الدين واللسان ، من ان يكتب اسمه ويسجل مواقفه في دفاتر التاريخ ، ونقف نحن احتراما لتلك المواقف التي مات الرجل عليها ، ولسان حاله يقول انا معكم حتى النصر والتحرير.
بقلم : محمود خطري 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر