اريحوا ضمائركم...

كل انسان خطاء الا من تاب , والله سبحانه وتعالى يحب التوابين . والانسان العاقل هو من ينتبه لامور اخراه قبل دنياه ليصحح اخطاءه ويعالج هفواته واعوجاج سلوكاته ليعيش حياة هادئة مستقرة .

كما ان الفرص النادرة التي تتاح لنا يجب ان نستغلها , وهاهي مناسبة الاربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ماثلة تدعو كل واحد منا لأن يقف وقفة مع الذات ويتجرد من ذاته ونفسه الامارة بالسوء ويتحلى بشجاعة المؤمن الذي لا يخاف الا الله , وفي المقام الاول اعني بكلامي الذين ساقتهم الاقدار لتولي مصير الشعب الصحراوي الذي اولاهم ثقته المطلقة وسلمهم مقاليد شؤونه واصطف ورائهم مستعدا لاداء ما عليه من واجبات في صمت متأففا عن طلب الدنيا وزحرفها وملذاتها رغم قساوة اللجوء ومرارة الشتات والبعد عن الاوطان . فيا من اذنب وتمادى , هذه فرصتك مثلت امامك فلا تضييعها واغتنم من الدنيا ما تفوز به في الدارين فتريح الضمير وتستريح في المضاجع . الضمير الثوري والوطني يناديك بصرخة البراءة وروح الوحدة الوطنية ان تتوب وتعود الى رشدك وثوريتك التي عاهدت عليها الرفيق المخلص والاخ الشجاع وقدمت في سبيلها ضريبة الدم والعرق وابليت شبابك خدمة لها .قواقل الشهداء و الوطن والشعب والضمير ينادونك لان تغتسل من عظام الذنوب وترتدي ثوب الصدق والنزاهة التي عاهدت الشهداء على ان تخلفهم في ذيهم بها وعليها .
تصغر الذنوب او تعظم تخفى او تظهر لكن الله سبحانه وتعالى يغفرها جميعا على قدر توبة صاحبها , فاستحضروا شجاعتكم يا من تحملتم الامانة و ارتقيتم سلالم المسؤولية لردم الذنوب والخطايا ومصارحة ابناء جلدتكم وتجديد العهد مع شعبكم وشهدائكم والرحيل عن ضنك الماضي الى رحابة المستقبل , فتريحوا ضمائركم وتسترجعوا ثقة شعبكم ويحق فيكم حينها قول الشاعر :
ليس من مات واستراح بميت ان الميت ميت الاحباب
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل 

بقلم : جمال البندير