الاثنين، 11 مارس 2013

الرقابة والمحاسبة…….فاصل ونواصل



كثر اللغط والحديث في الاونة الاخيرة عن الرقابة والمحاسبة حتى ليخيل اليك ان مشروعنا وهدفنا هو الرقابة والمحاسبة واصبح خطاب المسؤول تضمين للثنائية الغائبة في مضامين سلوكه واصبح المواطن البسيط بقاموسه البسيط يعيش رحلة البحث الدائم في فائدة الرقابة والمحاسبة ؟

فقبل واثناء وبعد المؤتمر الثالث عشر للجبهة كانت الرقابة والمحاسبة الثنائية الاكثر حضورا فشكلت محور الاهتمام وحاصرت الازمنة المزمنة وتغلبت على الاولويات وساقت الكل خلف سجع حروفها واصبحت سلاح المرحلة لتسفيه البعض ورميه بالكفر الوطني والضرب تحت الحزام وسلاح البعض الاخر لطرح سؤال من اين لك هذا ؟ في اندفاعة الكسب غير المشروع الذي طبع مرحلة الانتظار وبناء المؤسسات .
فهل المشروع الوطني ثانوي لتشكل محاربة الفساد اولوية ام ان تعرية الواقع المضني جزء اساسي لاحداث النقلة النوعية في الاداء ؟
لقد طبع مشهدنا حديث دائم عن الرقابة والمحاسبة حتى اصبنا بتخمة الفراغ المتناقض وعاش المواطن البسيط على اعصابه في انتظار المشهد القادم من مسلسل هندي عنوانه الفساد ، وقدم مخرجوا تلفزيون الواقع الصحراوي فواصل اشهارية عنوانها الرقابة والمحاسبة ولم يتفطنوا ان دقائق الفواصل لاتفيد اذا كانت المشاهدة لحساب مسلسل هندي يختلط فيه الحابل بالنابل و لاتعرف فيه الادوار وتنعدم فيه رؤية الفهم للسيناريو ومالته ويختفي الابطال بظهور ابطال ولاعيبين جدد يشتركون في الادوات ودرجة الاستفادة ويختلفون في العمر والخطاب ، وحتى وان بدا الخطاب ناعما وجديدا فانه لايختلف عن ذلك الذي يختفي وراء عناوين قد تبدو غير واضحة المعالم على من اضفى الملائكية ورفع المنازل الى مراتب من لايخطي وتناسى في لحظة الضياع ضرورة النقد والمحاسبة وان الرقابة تربية مجتمعية وسلوك دائم وليس خطبة مناسباتية لشراء السلم الاجتماعي واظهار المرونة والجدية فأصبحت وللأسف فواصل تجافي الحقيقة وتنافي الواقع ةتبين معها ان اكثر المستفيدين من ريع الثورة -المكتسب المحول الى ريع- هم الاقل عطاء تجاهها بل حتى اكثر الناس عداوة لها بأفعالهم وسلوكاتهم واصبح الفساد معه اخطبوط يمتد حتى الى العقول واصبح الحديث عنه محرما وغير مقبول ومن دروب الخيانة والعمالة .
وعندما يعم الفساد ويكبر ويتجاوز القدرة على الرقابة والمحاسبة كما هو الحال فإن صرخة سلمان الفارسي لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنهما لاسمع لك اليوم علينا ولاطاعة حتى تبين لنا من اين لك هذا البرد الذي ائتزرت به تصبح مشروعة بل واجب على كل من يؤمن بمستقبل الدولة الصحراوية ، مستقبل يستفيد من تجارب الاخرين حتى لايسقط في تجربة دول الفساد المؤسس التي تعيشها خارطة العالم العربي ةنصبح معه نلعب دور الغبي في حلقة التهريج .
المصدر: المصير نيوز ـ بتصرف ـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر