الاثنين، 18 مارس 2013

الخيمة والدراعة والملحفة وحربهم المستمرة مع العدو

إن معاركنا المفتوحة والمستمرة مع العدو المغربي , تتواصل وتتنوع مع الأيام , والحقيقة انه وبعد وقف إطلاق النار والصمت المؤقت للغة الرصاص تكلمت لغات أخرى شن العدو حربها علينا وقد كنا حديثو العهد بها ، ولا شك كانت بدايتها السياسة ثم الإعلام ثم الثقافة ، فاتحا من خلالهم جبهات عديدة ،ظل شعبنا يواجهها بإرادة فولاذية صلبة ،رغم ترسانة العدو ومن يقف وراءها.
ولقد ظل الشعب الصحراوي متحصنا بمقومات وجوده ، في مقارعة الأعداء ، رافضا أشكال الإغراء ودعاوى الانفتاح إلا ما يتطلبه الذوق والعقل دون المساس بما قد يشكل تعديا على ثقافتنا وتميزنا، ومن هذه المقومات الثقافية التي ظلت تسمك سماء وجودنا ، نجد الخيمة التي ظلت تؤرق الاحتلال المغربي ، بل أصبحت الشبح الذي يطارده المحتل في كل مكان ، فظل يعمل على مصادرتها ، و" تكريس " أي خيمة " سمكت " في سماء مدينة صحراوية محتلة ، لتأكد العدو المغربي أنها مكان لا يجتمع فيه الصحراويين على ضلال ، بل ليخرجوا بالإجماع على قرار خطيرعلى الاحتلال وسياسته التوسعية في المناطق المحتلة ، والرامية إلى مغربة و" شلحنة " مناطقنا المحتلة وطمس معالمها .
حيث ظلت الخيمة تحارب في كل الأماكن ، ويحظر بناؤها فوق أسطح المنازل وفي الشواطئ وفي الشوارع ، بطريقة مخزنيه ممنهجة ، وظلت هذه الطريقة متبعة إلى أن جاءت ملحمة اكديم ايزيك ، التي حركت في الصحراويين مكامن الإبداع والثورة ، ليرسموا للعالم لوحة فريدة ، ألوانها ألاف الخيام ، تعبيرا عن رفضهم للإقصاء والتهميش وتغريبهم في أرضهم ، ليبنوا وطنا من الخيام شهد العالم فيما بعد اللهم إلا جاحد ، انه كان الانطلاقة الحقيقية للربيع العربي .
فالخيمة إذن تعد هاجسا ، يربك الاحتلال ويخل بتوازنه ، يختلق الحجج لمحاربتها ، دون أن يفلح أمام صمود الصحراويين وتشبثهم بها.
وبعد الخيمة تأتي الدراعة والملحفة ، وما يحملانه من رمزية ، للمواطن الصحراوي كونهما تعكسان مدى تميزه واعتزازه بهويته وانتمائه للثقافة الوطنية الصحراوية .
فمن يشاهد المعتقلين السياسيين الصحراويين ، أبطال اكديم ايزيك وهم يرتدون الدراعة ويرافعون عن القضية الصحراوية ، يدرك جيدا مدى قوة شخصية الدراعة ، ودورها في شحذ عزم المعتقلين ومد معنوياتهم بذخيرة الصمود والارتقاء بها ، هذا مع ما تشكله الدراعة من هجوم على حجج العدو وهزيمة لقضاته وجلاديه.
ومن يشاهد النساء الصحراويات وهن يرفعن إشارة النصر أمام محاكم الاحتلال بملاحفهن الصحراوية ، ومن يلاحظ الملاحف الملطخة بدمائهن الطاهرة بسبب التعذيب وضرب الجلادين المغاربة ، يستخلص صلابة المرأة الصحراوية وقوة شكيمتها ، وحضورها الدائم في كل المناسبات ، للوقوف إلى جانب الرجل ، للتعاون على كسر شوكة الاحتلال وتقليم أظافره.
إن كل هذه المظاهر والمعطيات تفسر وجود حرب ، تدور رحاها بين المحتل وأجهزته والصحراويين وزيهم ، يهدف من ورائها الاحتلال المغربي إلى مصادرة ثروة الصحراويين الثقافية ، وامتصاص جذورهم لتفقيرهم ثقافيا ، حتى لا يبقى شعبنا عصيا على الابتلاع .
ورغم كل هذه المحاولات الشوفينية للعدو ، ومحاربته بناء الخيم مهما كان شكلها ،والدراعة والملحفة ، فان العجز يبقى حليفه الدائم ، كونه يبحث عن اقتلاع هوية الصحراويين ، والتي لطالما ظلت سلاحا فتاكا ، وسببا للمناعة الصحراوية ، في وجه كل أشكال التذويب والتدجين . 
بقلم: محمود خطري

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر