الأحد، 17 مارس 2013

مواليد...واسماء بلا هوية ؟


يطرح موضوع الاسماء نفسه كتعبير عن واقع مريض اصاب الذاكرة فأسقطها في متاهة اللاهوية التي اصابت المجتمع فدفع معها الماضي كلحظة زمنية مؤسسة الثمن بمسخ اعاب التاريخ ومسمياته وطبع الحاضر بأسماء من خارج كنوز الارث الشعبي الذي نفخر به في المنابر ونخالفه سلوكا عندما تحين اللحظة والفرصة ، فنقف معها بنفاق اجتماعي مبرر ايجابته ان المسايرة ضرورة كي لا نخرج خاسرين ، خسارة تحيل في نظر انصار من اصابهم المرض الى عدم ظلم جيل الابناء بإلصاق اسماء الاباء واستدعائهم كقدر يحدد مستقبلهم.
فإذا كانت الاسماء تعبير ثقافي عن هوية متأصلة للشعب الصحراوي فما الذي اصابنا ومن المسؤول ؟
فعندما يحالفك الحظ في حضور حفل عقيقة صحراوية تندهش بأسم المولود الذي يخرج من الخيمة ليعبر حدود اللامنظور الجغرافي والزماني وتصاب معه بدهشة التساؤل المشروع في معنى ان يحمل المولود اسما من خارج دائرة الثقافة والموروث او انه يعتدي عليهما بإلصاق اسماء تعادي الثقافة والارث التاريخي لشعبنا ورموزه ، وهو ما تشترك فيه جغرافيا تواجد الصحراويين في الارض المحتلة ومخيمات اللاجيئين والمنفى والجاليات، وتحمل خصوصية التأثر بالمكان والزمان والظرف عناوين الاسماء وتصبح معه اسماء سمير ، وزهير بديلا عن الولي والبشير وزهية ، وحليمة وصباح ، وشفيقة بديلا عن فاطمتو والسالكة وعيشتو بما تحمل اسمائنا من ايحاء ديني وفلسفي وبعد وطني يتجاوز العقدة ليمنح الخصوصية حق الحياة في خضم البلع المننهج الممارس تجاهنا.
ان المنظومة القيمية المجتمعية التي انهارت ، افسحت المجال للاتمثل المفاهيمي للتاريخ ورموزه و ارثه الزاخر بالأساطير المعنوية وهو ما يدق ناقوس الخطر الداهم الذي يصيب العقل الجمعي الصحرواي كسرطان ينخر جسدنا ومعه يضيع الحاضر والمستقبل ، فعندما تصبح الثقافة عنوان الصراع ونكون معها السبب الرئيس في انهيارها فإن الطامة والعطب جليين والخطب اكبر من ان نتبرأ منه باتهام المجهول في انه سبب بلوانا بإحاء خفي يؤسطر للتملص من المسؤولية.
مــــــــــــــــــــــن المـــــسؤول ؟
ان تحديد مسؤولية الانهيار كمسؤولية جماعية نشترك فيه ككل ضرورة من اجل البدء في معالجة الاخطاء ، فالدوافع مشروعة وابتداع الحل لايخرج عن سياق تجريم الخروج عن المسمى الشعبي ، تجريم معنوي يؤسس لتحريم الابتداع المنقول وذلك من خلال السلطة القانونية بإستحداث مدونة الاسماء الشخصية الوطنية وهو ما سيؤسس لتصالح مع الذاكرة الشعبية والرموز الوطنية ، وسر غيابها الى حد الساعة سؤال اخر عن كيف غابت اداريا وقانونيا ، وفتح نقاش مجتمعي سيسهم في بعث السؤال المشروع عن المسؤلية وكيفية انتاج الحل وسيكون بداية تفاعل شامل تكون تشاركية المؤسسات فيه شاملة ويلعب فيه الكل الدوره المنوط به بدء من الفرد الى المؤسسة.
فإذا كانت الاسماء حفر للرموز في ذاكرة الاجيال فإن واقعنا وافرازاته المسمياتية يحفر عداء للرموز في الذاكرة الجماعية الصحراوية ومعه يبدأ السقوط نحو هاوية المسخ الثقافي والانهيار الكلي .
المصدر: المصير نيوز

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر