السبت، 14 يونيو 2014

اسرار خطيرة ضمن صراع "من يحكم من ؟" في البوليساريو يرويها احد زعماء تمرد 1982 الاخ محفوظ ننات في مذكرات تنشر لأول مرة

اسرار خطيرة من سنوات الرصاص والتعذيب والاختطافات وفبركة السيناريوهات التي راح ضحيتها ابرياء ضمن صراع "من يحكم من ؟ " في البوليساريو يرويها احد زعماء انشقاق تمرد 1982 الاخ محفوظ ننات في مذكرات تنشر لأول مرة في اجزاء متتالية
حاوره الباحث ابراهيم احمد.
تقديم :
-1 كتصويب وللتاريخ لابد من وضع النقاط على الحروف ، وهنا اذا تطرقنا لموضوع او استدللنا بتجاوزات او تصفية حسابات معينة او تأجيج صراع ما او ردع ظاهرة ما او الحد من نفوذ ما على مستوى التنظيم السياسي في الغرف المغلقة او ما يدور في معارك التحالفات ضمن صراع القيادات على مستوى السلطة بغرفتيها اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي من اجل نقل الحقيقة التاريخية ، أستوجب علينا الاستدلال بعامل القبلية والجهوية لكونهما الخلفية الحقيقة للصراع وهما العملة الخفية للنظام في كل اعتباراته و تصرفاته.
-2 لم نقصد هنا تشجيع الجهوية او القبلية وانما من اجل تسليط الضوء على تجاوزات واخطاء وسيناريوهات تمت فبركتها ¨ لغاية في نفس يعقوب ؟ ¨.
- سنروي كل التفاصيل من المخططين والمنفذين والضحايا .
- نعتبر ان هناك مناطق وشرائح اخرى أُُرتكبت في حقها اخطاء وعانت التهميش والاقصاء هي الاخرى
س : السيد محفوظ ننات انتم كنتم على رأس التمرد الذي وقع في الفترة مابين (1980-1982) والتي تميزت باتخاذكم قرار الانشقاق و مغادرة القتال والمنظمة بصفة عامة بتوجهكم الى موريتانيا جماعات ، جماعات ما الذي غير مواقفكم في الوقت الذي كنتم فيه تقاتلون بروح عالية و بشجاعة وتضحية في سبيل قضية كانت عندكم مقدسة ؟
ج : للجواب لابد اولا من الرجوع الى اصل القضية والامر الذي جمع الصحراويين الذين كانوا مشتتين في دول الجوار وتحت هيمنة الاستعمار الاسباني وكما هو معلوم للجميع بعد الحراك الثوري الذي تزعمه الفقيد بصيري من سنة 1968 المعروف بالحركة الوطنية والذي انتهى باختفائه يوم 17يونيو 1970 في انتفاضة الزملة التاريخية تاركاَ وعياً و شعورا بالهوية الصحراوية وقابلية للتحرك من اجل التحرر وارضية خصبة للتعبئة والنضال والتحريض في انتظار ميلاد اطار كفيل بتحقيق التحرير وفي هذا المخاض تبلورت فكرة التحرر لدى مجموعة من الطلاب بجنوب المغرب من اصل صحراوي يتزعمهم الولي سنة 1972 وتم التأسيس بتاريخ 10 ماي 1973 بمدينة ازويرات وعلى ذكر هذه المدينة لابد ان اقول انه لله وللتاريخ يرجع فضل نجاح الحركة لاهل الجنوب بصفة عامة ولسكان شمال موريتانيا بصفة خاصة ( افديرك ، ازويرات ، بئر ام اكرين ، اطار ،انواذيبو وضواحيه) الذين احتضنوا النواة الاولى للحركة كذلك لابد ان اشهد لله وللتاريخ ان شخص الشهيد الولي كان اروع مثال وظاهرة استثنائية في تاريخ الذاكرة الصحراوية من حيث القدرة والجرأة وسرعة الابداع في التحليل والمبادرة ومسايرة الاحداث في مقاماتها وازمانها ومزاجه الاجتماعي العاطفي والاخلاقي الجذاب القنوع الذي كان له الفضل في كسب وجذب غالبية الصحراويين بغض النظر عن من معه (....؟) .
وفي هذا الجو المميز الذي تطبعه لغة التحرر ، لبت جميع اطياف وشرائح المجتمع نداء الثورة كما يعرف الجميع .
الولي كفكر يختلف عن كل رفاقه ويبعد عنهم كمنظر ومسير بفارق عشرات السنين وكان متشبعا بالتاريخ والمجتمع والعقلية الصحراوية فهو كبير الشيوخ اذا جالسهم وهو الاب عند العطف ولم يسجل عليه التاريخ اي خروج عن العاد الصحراوي او اي اداسة لاي خلق في السيرة الصحراوية ونبذه للقبلية لم يكن من منظور الكراهية وانما سخطه في توظيفها على حساب المصلحة العامة .
استشهاد الولي المبكر ترك فراغا مازال شاغرا الى اليوم في الزعامة المجسدة في التنظيم السياسي في كل مجلاته التسييرية والتنظيرية والمبادراتية والاخلاصية ، وكان الرأي العام حينها يطمح الى تجاوز ذاك الفراغ بدون ان تتعثر مسيرة الثورة بغض النظر عن من سيحكم ؟ ( الرب واحد والشور واحد) ، فمصيبة الشعب الصحراوي بفقدانه زعيمه البار كانت فائدة عند قوم غير مؤهلين استولوا على السلطة تحت حلم وبراءة وطاعة الضمير الصحراوي السخي ، ومن وقتها انحرفت الثورة عن قيمها قبل اهدافها .
فبعد الاعلان عن استشهاد الولي بدأ التحضير للمؤتمر الاستثنائي وبحكم امر الواقع وطبقا لقانون المنظمة الداخلي تولى محفوظ اعلى بيبة رحمه الله منصب الامين العام لمدة اربعين يوما ( الفترة الاستثنائية) الذي كان يشغل منصب الامين العام المساعد ثم بدأ صراع التحالفات من اجل نيل منصب الامين العام وفي هذا الاطار تسلل نجم البشير مصطفى ( اقفز ) وقد ساعده انذاك عامل التعزية والوكر العاطفي الذي تركه شقيقه الشهيد الولى في قلوب الناس في الوقت الذي لم يكن فيه يتمتع باية مسؤولية قيادية واستدرج معه سيد احمد بطل او العكس الصحيح ضد التحالف الذي يتمع بشرعية السلطة ( محفوظ اعلى بيبة مدعوما بمحمد الامين احمد ) و لعب التحالف الثالث الذي يقوده عمر الحضرامي على تأجيج الخلافات بين التحالفين الاولين من اجل الظفر بمنصب الامين العام باعتماده على الاغلبية القبلية ضمن صراع ¨من يحكم من ؟¨
منذ تأسيس الحركة وبحكم قناعة الجميع بعبقرية وقدرة الولي بقى ذاك الهاجس نائما وفي هذا الجو المكهرب أستيقظ ذاك الهاجس السلطوي الذي كان نائما وبكل خلاياه السرطانية التي دمرت شرايين الانسجام والفعالية والوحدة الوطنية والثقة طيلة مراحل المنظمة فيما بعد وكأنقلاب على الشرعية القائمة وحل وسطي توافقي قررت لجنة التحضير للمؤتمر التي يعتبر معظمها من خلفية عسكرية والتي طغى على توجهها تحالف البشير والبطل تعيين المقاتل قائد الناحية الاولى والمنسق السابق مع سلطات الجزائر محمد عبد العزيز من خارج دائرة التحالفات المتصارعة كأمين عام ( شكلي ) على ان يتولى البشير مصطفى سياسة الحركة ، وقد استسلم ابراهيم غالي الذي يعتبر اول امين عام ووزير الدفاع و كذلك المخلوع محفوظ اعلي بيبة لامر الواقع وتبخر امل وطموح عمر حضرامي الذي خرج منهزما وبخطة انتقامية تجسدت فيما بعد بما يُعرف باحداث 1988.

ومن وقتها بدأت الحركة تنحرف وتدخل شيئا فشيئا في مستنقع السفاهة السياسية والاستراتجية والاخلاقية والغطرسة والحسابات الضيقة على النهج الشيوعي تماما .
ومن ذاك التاريخ دخلت المنظمة في منعرج الصراعات المتفاقمة والقبضة الحديدية وتقديس الاشخاص بحيث تربع البشير مصطفى على مقعد تدبير شأن المنظمة بمساعدة واستشارة ¨المرشد ¨ سيد احمد البطل الذي وَلاَّهُ الملف الامني .
وقد عمل هذان الشخصان على طمس و تسويد تاريخ المنطقة وامجادها المسجلة عبر مراحل مقاومتها وبالخصوص ما يتعلق منها بجنوب المنطقة وشمال موريتانيا الذي ميّز تاريخ المنطقة خلال القرن الماضي وتم التنكر والتجاهل لذاك التاريخ من وزن احمين ولد منصور وابراهيم السالم ولد ميشان واسويلم ولد احمد ابراهيم والعلامة الشيخ محمد المامي ولحبيب ولد ادليمي واحمدسالم ولد افرييط والحكيم العقيل الرمز محمد الخليل وابنه ايدة ومحمد ولد الناجم وعبد الحي ولد عبد الل ولد عمار وشقيقه جولي و بشري عمار ومحمد الحسين وأبا ولد ادخيل، هذا التجاهل والاقصاء المتعمد لهذا التاريخ والوزن من الهيئة السياسية للمنظمة يتفاوت بحيث عملوا على تخفيف اهمال البعض بمغازلتهم في التمثيل بالغرفة الشكلية الثانية ( المكتب السياسي ) ومن هنا يمكن ان تتضح لك الرؤية و خلفية التمرد الذي فرض علينا الانشقاق:
اذاكانوا قد اعطوا اعتبارا سياسيا نسبيا للبعض او جاملوهم على الاقل فبالنسبة لنا كوسط اجتماعي ضارب في اعماق التاريخ تجاهلوا وزننا عمدا من ثقل الزعيم الحكيم محمد الخليل الذي ذاع صيته مشرق ومغرب المنطقة كلها وباعتراف كل قواها وببيه ولد افرييط ومن وزن المجاهدين سيدي ولد ابراهيم امحمد وسيني ولد الدرويش واسماعيل ولد الباردي والتوأمين البشير ولعروصي اولاد باب حمو و ادخيل ولد امبارك والطالب ولد بلخير والظباح امحمد ولد الشيخ امبارك وعمي عمار و اعتبروا هذا الوسط مصدر للعداوة والثقافة الدخيلة ووضعوا فيتو ضدنا في حق التمثيل في كل الهيئات السياسية ، ألا تتصوروا ان وزير الخارجية ابراهيم حكيم ليس عضوا لا في اللجنة التنفيذية ولا المكتب السياسي والسالك ببيه حُرم من حق وزير ( وكيل) وقد أتهموا الاب الحكيم الرمز والقائد محمد الخليل رحمه الله بالعمالة من اجل القضاء على تاريخه الساطع وتشويهه ضمن صياغ حروب صناعة التاريخ ، وكانوا سيرتكبون حماقة مبكرة لولا حكامة الاب امهمد ولد زيو الذي منعهم من تعميم هذا المنشور .
الولي كان واسع البال والاناج ولم يبق وسط في الساحة الصحراوية إلا و أحظاه تقديراً له خبرة عالية في صنع الاحداث ويعتمد على التاريخ والفعالية من اجل تحقيق التفوق والانتصار من خلال الرغبة والتطوع في المشاركة مع اخذ عين اعتبار معرفة المكان والارض وفي تركيزه على اضعاف موريتانيا لتعجيل خروجها من الصراع ، اعتمد على اهل الجنوب ( اهل مكة ادرى بشعابها) من اجل ضمان نجاح الهجمات والتقليل من الاحتمالات الغير متوقعة في المعارك ، هذه الوحدات التي شتتوها بعده تخوفا من ترسب قوة قتالية من الوسط ¨ العدو ¨ المحذور عندهم .
بعد الاطاحة بنظام ولد داده وخروج موريتانيا من الحرب وألتحاق الالاف من اهل الجنوب وشمال موريتانيا والمتعاطفين مع القضية الصحراوية من اهالينا وبني جلدتنا وعمقنا من اشقائنا بموريتانيا وعلى ذكر هذه الاخيرة وما لم يفهمه بعض الصحراويين للأسف وبالخصوص السلطة التي اخلفت الولي رحمه الله هو انه اذا تركنا شبيحة نظام ولد داداه وضعفاء العقول والصراع على جنب ، تبقي موريتانيا العميقة بضمائرها الحية الحكيمة ونسيجها الاجتماعي المتعاطف وعمقها البيظاني المتسامح الذي نحن جزء لا يتجزأ منه ، ويمكن القول انهم طووا صفحات الماضي وساعدوا على تخفيف معاناة الصحراويين وفتحوا حدودهم وابواب منازلهم ، وأتذكر حس ووعي الشهيد الولي بذاك العمق الذي يربطنا بموريتانيا حين خاطبنا اثناء التحضير لعملية انواكشوط قائلا : ايها المحاربون حرم الله عليكم قتل اهالينا المدنيين وفلذة اكبادنا او مس ارزاقهم ولو بادروا بالشر ، نحن نقاتل نظام لم يتقاسم معنا العمق وخالف الصواب والحق ووقفه الى جانب الظلم لا يفقدنا نحن لعقولنا لكي نرتكب نفس المجازر التي ارتكبها.
بعد هذه الانطلاقات والالتحاقات الجياشة والعارمة التي فرضت تحولا على مستوى القاعدة واعطت دفعا جديدا في نكهة المعارك القتالية وأتساع دائرة التعاطف و الانتصارات الدبلوماسية جعل النظام يفكر في فبركة سناريو لردع هذا التفوق الذي يعكس خلفية ثمرة الوسط الجنوبي المحذور اصلا في عقل النظام ، فبدأوا تحضير سناريو المؤامرة الكبرى وسنوات الرصاص والاختطاف والتعذيب .... يتبع.
ملحق1 تطورات اللجنة التنفيذية
في الجزء الثاني :
- اهل الجنوب ضحية في موريتانيا وفي البوليساريو
- فبركة وسيناريو شبكة 1982
- الترهيب والتعذيب في معسكر 12 اكتوبر والنواحي القتالية
- التصفيات
- خطوات نحو الانشقاق
- تكتيك مناورة سياسية في المؤتمر الخامس
- الزج في سجن الرشيد الاسود .
حاوره الباحث ابراهيم احمد .

2 التعليقات:

Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Unknown يقول...

يقول القادمون من جنوب المغرب انهم سبب نجاح الثورة , و يقول القادمون من تندوف نفس الشيء, و يقول القادمون من موريتانيا نفس الشيء, و نحن نناظر أهل المنطقة ماذا سيقولون............

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر