الخميس، 6 سبتمبر 2012

في ذكرى وقف إطلاق النار الحادية والعشرين: المقاتل الصحراوي بين هموم العائلة وواجبات الإستعداد

واحد وعشرون سنة بليالي بيض يكسر رتابتها ضؤ القمر وايام يعكر صفو شمسها غبار صهاريج محروقات بعض القادة وهي تقطع الفيافي الطويلة باتجاه اسواق التصدير كي يعود الريع لجيب الزعيم الفذ، تمر والمقاتل الصحراوي صبور عنيد، صبور لان كل مطبات السياسيين لن تستطيع جره لمستنقع الفضيحة وعنيد لأنه مابدل تبديلا رغم هوان الساسة وخيانة بعضهم ومتاعب الحياة في مخيمات اللاجئن الصحراويين .
وهكذا بعد عشريتين من صمت المدافع وإستراحة المحارب يجد المقاتل الصحراوي نفسه مجبرا على ان يعود للحنين، ازيز البنادق تدفعه أمانة الرفقاء للمواصلة ويشحن عزيمته إستماتة المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة في وجه اعتى قوات المخزن وهم الأعزلون من كل شيء، حصارإعلامي وصمت دولي وقلة ذات الحيلة في وجه المعتدي بينما يشرب الساسة نخب الوطن البديل، بمشاريع تكسب ومقاولات بيع للذمم على ارض جرداء قاحلة .
عشريتان تغيرت فيهما قناعات الرجال بكل تأكيد فمنهم من نكص على عقيبيه ومنه من بحث عن الإستقرار في بلد جار وكثيرون بقوا على العهد حتى يتم الله امرا كان مفعولا ، وبين هذا وذاك ثمة عامل آخر دخل في الحكاية ليعيد حسابات الكل، إنه العائلة ومتطلباتها الكثيرة، ففي ظل السلم والآمان الموهوم من حق المستريح البحث عن سبل العيش الكريم، هكذا اراد السياسيين اللعبة واقحموا فيها الكل فبات الهم اليومي للعائلة يسيطر على يوميات كل المقاتلين .
اليوم ومع الذكرى لازال المقاتل الصحراوي يبحث عن الخلاص من ضغط التجار والساسة كي يصنع المستحيل . يحرص وطن مغتصب ويرعى عائلة معوزة محتاجة. حتى في يوم الذكرى ومنذ مايزيد عن أكثر من ثمانية اشهر بالنسبة لنواحي جيش التحرير الجنوبية وسبعة بالنسبة لنواحي القطاع الشمالي لم يتلقى المقاتل الصحراوي أجرته التي تعرف لدى العامة ب"الإستفادة"، وهو ما انجر عنه إمتعاظ كبير أحسته المستقبل الصحراوي وهي تقترب من بعض المقاتلين في يوم الذكرى، إذ لاحديت بين هؤلاء سوى عن تأخر إستفاداتهم بشكل كبير إنجر عنه تحمل الكثير منهم ديون كبيرة أصبحت تحيل نومهم الى كابوس حقيقي.
وفي يوم الذكرى يغيب كذلك اي إنجاز سياسي يمكن ان يكون الشجرة التي تغطي خيبة غابة الإنكسارات والتنازلات المتوالية، يدفن ساستنا رؤوسهم في التراب ويحيطون مشاريعهم بسياج قانوني محكم يضمن لهم عدم المحاسبة بينما يُترك المقاتل لواقعه المرير .
قراءات كثيرة قد تراود الكثير منا في يوم ذكرى وقف إطلاق النار لكن الأكيد ان قراءة لم تكن سليمة مالم تُسقط خلاصاتها على الواقع الحالي الذي يعيش المقاتل الصحراوي أداة الفعل الحقيقية ومكمن النصر المتبقي "وجمل الثقلة " الذي يحمل الوطن وضعف السياسيين رغم كل شيء .
حظ العظماء الموت وهم واقفون ...
المصدر: المستقبل الصحراوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر