الجمعة، 21 سبتمبر 2012

لا تظلم الآخرين ......... فتظلم نفسك


يقول الشاعر

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً … فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ

تنام عيناك والمظلوم منتبه … يدعو عليك، وعينُ الله لم تنمِ

أحقاً تريد السعادة لنفسك.. أحقاً تريد الامن والإطمئنان النفسييْن .. إذن لا تظلم 

الآخرين .. قال تعالى : " الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن...". لا 

تظلم بيدك، لاتظلم بلسانك، لاتظلم بقلبك.. فالظلم باليد بيِّن و أمره معروف و الظلم 

باللسان جرحه لا يلتئم ومنه النميمة ورمي الناس بالبهتان.. والظلم بالقلب الحقد والغيرة 

و الحسد وسوء الظن بالآخرين فالظلم يولِّد ظلمة في القلب و ضيقاً في النفس، والظلم 

يعكّر على الظالم صفاء العيش و لذة الحياة و قد بيَّن الله سبحانه وتعالى أن الظالم 

محروم من الفلاح في دنياه وأخراه، ومصروف عن الهداية في دينه ومعاشه ، فقال : 

"إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" و الظلم يخلّف سوء العاقبة " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ 

يَنقَلِبُونَ "، ويؤدي إلى الندم، و قد أخبر سبحانه و تعالى عن الندم الذي يسببه ظلم 

اللسان في قوله تعالى " إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا 

عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"فقبل أن تقول: أخي هكذا فعل !! أخي هكذا قال !! قبل أن تستمع 

إلى خبر فاسق، أو حاسد، أو مُبْغِض أو مفْتَرٍ دقِّق في الخبر و تبيّن، فمن أحسنَ الظن 

بأخيه فكأنما أحسن الظن بربه، فهذا أخوك مؤمن، فاحذر أن  تقدفه بالبهتان وترميه 

بالباطل كما أنك  تخشى الله هو يخشى الله، فلماذا تُحْسِنُ الظن بنفسك وتسيء الظن به؟ 

فربما أنت أكثر منه تقوّلاً على الناس وإلا لما بلغك الخبر، و ربما من جاءك بالخبر هو 

أول من يؤمن بمحتواه و أوصله إليك ليسمعك مالا يقدر أن يقوله هو لك!!

و ربما هذا الفاسق الذي جاءك بالخبر اختلقه بنفسه و أراد، لغيرةٍ تنخر صدره أو 

لحسد يقطّعُ أحشاءه، أن ينال من بريء هو في غفلةٍ عمّا يُحاك ضده..

فاحذر أيها الغافل، المستيقظ - النائم، أن تصيبك دعوة المظلوم التي لن يفلت منها لا 

محالة ذلك الفاسق المشّاء بالنميمة المروِّج

 للأكاذيب والأضاليل، قال عليه الصلاة و السلام :"اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها 

وبين الله حجاب" أخرجه البخاري عن ابن عباس

و لا تنسى أنك حينما تتهم بريئاً وتبلغه هذه التهمة يحقد عليك، ويبغضك وتنقلب المودة 

عداوةً، و الصحبة فُرْقَةً، والمحبة بغضاءً، وأنت تعلم أن مجتمعنا ما تشتت و تفتت إلاّ 

بالغيبة والنميمة، كما قال الله عزَّ وجل:" تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى"(سورة الحشر)

ستقول لي ببراءة طفولية: من مشى بالخبر-النميمة إنسان مؤمن، والمؤمن لا يحسد

حتى يلتجأ للبهتان للإيقاع بغريمه!

سأجيبك بما يثلج صدرك و يخمد شكوكك. قد ورد في الأثر "أن المؤمن لابدَّ له من 

كافرٍ يقاتله، ومنافقٍ يبغضه، ومؤمنٍ يحسده، وشيطانٍ يغويه، ونفسٍ ترديه"

للمؤمن خمسة أعداء، منهم مؤمن حسود وما أكثرهم!!!

الظلم وما أدراك ما الظلم ؟! خلق ذميم ، وذنب عظيم ، وأذى جسيم ، ووصف لئيم .. 

مرتعه وخيم ، وشؤمه ثقيل، يأكل الحسنات ،ويجلب الويلات والنكبات، ويورث 

البغضاء ، ويسبب الأحقاد والعداوات، يقول سفيان الثوري - رحمه الله - : « إن لقيت

الله تعالى بسبعين ذنباً فيما بينك وبين ،الله تعالى، أهون عليك من أن، تلقاه بذنب واحد 

فيما بينك وبين العباد » ،وأنهي كلامي بهاتين القصتين المعبرتين ،لشخصين ظالميْن 

يتحدثان فيهما عن العقوبة الدنيوية التي ،حلت بهما بسبب ظلمهما لأشخاص بدون وجه 

حق!!

نسأل الله أن يحمينا ويبعد عنا الظلم بكل أنواعه

- قصة تركي

تحدث تركي قائلا : "استدنت من رجل مبلغ مائتي الف ريال من اجل اتمام احد 

المشاريع ، وبعد انتهاء المدة المحددة لإعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه ولكني 

قمت بطرده ،وانكرت انه اعطاني أي مبلغ خاصة انه لم يأخذ مني أي اثبات"!!!

توقف تركي ثم واصل قائلاً :" لم أكن أعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي

فبعد مضي ثلاثة أشهر، خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال ومنذ ذلك اليوم 

والخسارة تلازمني ،و قد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ لصاحبه لأن ما يحدث لنا 

عقاب من الله ولكني مع الأسف ، لم استمع إليها وتماديت في المكابرة حتى خسرت 

أعز ما أملك وهم أبنائي الثلاثة في حادث سيارة اثناء عودتهم من الدمام"

ويتابع: "وأمام ذلك الحدث الرهيب، قررت بدون تردد إعادة الحق لصاحبه

وطلبت منه أن يسامحني حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني ذي السنوات السبع 

فهما كل ما بقي لي"!

- قصة نورا

وهي استاذة جامعية ومطلقة مرتين، قالت نورا: "حدثت قصتي مع الظلم قبل سبع 

سنوات ،فبعد طلاقي الثاني قررت الزواج بأحد اقاربي الذي كان ينعم بحياة هادئة مع 

زوجته وأولاده الخمسة ، حيث اتفقت مع ابن خالتي الذي كان يحب زوجة هذا الرجل 

على اتهامها بخيانة ،زوجها. وبدأنا في إطلاق الشائعات ،بين الأقارب ومع مرور 

الوقت نجحنا حيث ،تدهورت حياة الزوجين وانتهت بالطلاق"، و توقفت (نورا) 

والدموع في عينيها.. ثم أكملت قائلة : "بعد مضي سنة تزوجت المرأة ، برجل آخر ذي 

منصب، أما الرجل فتزوج امرأة غيري وبالتالي لم احصل مع ابن ، خالتي ،على هدفنا 

المنشود ولكنا حصلنا على نتيجة ظلمنا حيث اصبت بسرطان الدم !

أما ابن خالتي فقد مات ، حرقاً مع الشاهد الثاني بسبب تماس كهربائي في الشقة التي 

كان يقيم فيها وذلك بعد ثلاث سنوات من القضية


0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر