الخميس، 13 سبتمبر 2012

اختلط الحابل بالنابل فمن المسؤول؟


النظرة السياسية التي تنعكس على ذاتها لتخدم مصالح صاحبها لا تفيد بقدر ما هي تدمر ,بينما توجيه المجهود المبذول فيها الى السياسة الخارجية قد يكون مجد نوعا ما ,سأعرّج في هذا المقال الذي هو تحت عنوان 'اختلط الحابل بالنابل فمن المسؤول' على سبب من الاسباب هو الاول الذي اليه تعود جميع مخططات ذلك الجزء من القيادة الذي لم يعتد الاّ على خدمته ذاته, نحتا في بنية الشعب الصحراوي ثانيا و فكره أولا.إنّ أول شعار يردده هؤلاء ينبغي ان يصب في معنى ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ما كانت الاّ باجتهاد جبهة البوليساريو ,ثم يزداد الشعار قربا مما اتفق عليه المتفقون ليصير قائلا الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجبهة البوليساريو سواء و انّ لهما مصير مشترك, ثم يزيد الشعار الى أن يصل الى حد الطغيان فيقول أنّ لا قول فوق ما يقول وأنّ جبهة البوليساريو أولا ثم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ربّما ثانيا, و على أنّ هذا ما أتفق عليه الشعب الصحراوي بالإجمال في مؤتمر الإهمال ,نعم إهمال ,إهمال للغاية المنشودة منذ التأسيس و إن كانت الشعارات تتلبس بها, إهمال لنخبة المجتمع الصحراوي و جله و عدم السماح الاّ لمن لم يعد يبصر حاليا و ليس في ذهنه إلا صورة مؤتمر- النضال- أو اولئك الذين يتبعون سياسة أي شيء و لا يهم ما يكون أو ما سيكون ,و كل أولئك لا يتجاوز عددهم( 2,5 الى3,5)من المئة من مجمل الشعب الصحراوي القاطن في مخيمات اللاجئين بتندوف .
لأول مرة في التاريخ نرى حركة تحررية تجري تحطيم ذاتي و ذلك بعدم ردع من يؤجج نار هذا التحطيم بالترويج لهذا الفكرخدمة لذاته ظنا منه على أن الحال سيظل على ما هو عليه,ولكنه يجهل ان داخل هذا الشعب أفراد يخدمون هذا الشعب دون انتظار شكرا من أحد,فهم يحللون كل خطوة اقدم عليها,أفرادا يعلمون أن جبهة البوليساريو ليست إلا جزءا من نضال الشعب الصحراوي و على أن مصيرها في سبيل مصير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية اذا أضطر الأمر,ويعلمون أن الأمين العام للجبهة و مؤسس الجمهورية قالها في فحوى الكلام و ربما بصريح العبارة على أن النضال الصحراوي لا يتلخص أبدا في جبهة البوليساريو و قول كهذا القول لا يدل إلاّ على فكر الرجل .
نعلم أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هي ذلك العضو الدائم في الاتحاد الافريقي و ليست جبهة البوليساريو ,الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هو ما يكتب على سفاراتنا بالخارج و ليس جبهة البوليساريو ,الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هو ما طبع على بطاقة كل مواطن صحراوي و ليس جبهة البوليساريو ,فجبهة البوليساريو لا وجود لها إلا في أذهان شريحة من مجتمعنا ,شاخت و فقدت ما يسمى الابداع ,محتفظة بتجربة من الطراز الاول أبدع فيها من أبدع,فهي في أذهانهم موجودة ما دام اسمها يكرر على أسماعهم,ولكن للأسف هي الآن لا تخدم الاّ ذلك الجزء من القيادة في الشق و السبق لتحقيق المصالح, فهي الآن تضعف أكثر مما تقوي .ليس العيب إطلاقا في جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي ,فهي نفسها جبهة البوليساريو ل 1973 -1997 لكن الذي تغير منذ ذلك الزمن الى يومنا هذا هو قادتها فصارت البوليساريو غريبة كليا.
الوفاء للعلم أمر عظيم ,و طلبة الساقية الحمراء و وادي الذهب هم أول المطالبين في أن يندفعوا للذود عن الوطن و لكن بالطريقة التي يرونها أنسب ,و لا أرى أن البوليساريو اليوم هي الوسيلة الأنسب ما دامت تهتم بالدون و تترك الاسمى ما دام تهتم بنفسها دون الشعب و الشعب لا يريد سوى ما أنطلق من أجله,و أقول هذا الكلام و أعلم أنّ قول الحق أدعى للريبة مع بعض من قادة بوليساريو اليوم الذين لا يترددون في نعت من يمسك بالديمقراطية من الجمهورية بكل النعوت المعارف عليها عندنا في المخيمات لمن هذا رأيه, و لكننا طلبة و الطلبة لا يرون للحق بديلا و العلم هو كذلك في سبيل الوطن, و الجبهة أسست لدفاع عن حق الشعب الصحراوي ولكن الطابع الغالب في سياستها الآن بعيدا كل البعد عن طابعها السابق ,لذلك إعتمادها على الطلبة-نوع من تعكير الأجواء عند هؤلاء- شيء يقارب المستحيل ما دامت تخدم قادة و لا يخدمونها ,و يسوسنها و بعضهم لا يعلم و هو قائد من قادتها, و قول 'لا ل' ,'لا ل'...... وحده لا يكفي دون أن نرى مثالا, فبه سيتضّح لنا ما قد قيل.التعصّب للرأي الفردي كارثة و السكوت عنه كارثة أعظم تودي صاحبها الى مكان تنقلب فيه الأمور رأسا على عقب ,بالسياسة الحالية التي لا تري لها قادة البوليساريو بديلا نحن نوشك على الوصول الى ذلك المكان, فمن المسؤول؟
بقلم : دمين حيدار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر