الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

لا حكم غير الشعب

مشرفين على إتمام العقد الرابع من مسيرة كفاح هذا الشعب ,هنالك دروس تستخلص و ملاحظات تسجل وتاريخ يسطر, فكطالب وشاب حديث النشأة, ليس له إلمام كبير, قد تبلورت لديه فكرة عن الحياة النضالية لهذا الشعب و مراحلها ,سواء تلك التي أرعبت العدو أو تلك التي وفرت عليه عناء الرد ,سألقي بعضا مما يجول على العموم قي بيئة الطلبة .هذه المراحل قد شهدت على معظم الأشخاص الذين نالوا شرف الوكالة في أن يمسكوا بزمام أمور هذا الشعب طيلة الأربعة عقود الماضية فمنهم من أجاد و أتقن, ومن كان دون ذلك و منهم من أساء التصرّف. للأسف العدو مع قادة من هذا الصنف لا يعد نفسه في حرب مهما كان نوعها فما بالك إن كانت تلك التي لها طابع سياسي والضحية في الأخير ليس إلا الشعب الصحراوي, إن توحد الصفوف بين قادة هذا الشعب في اتخاذ القرارات التي تخدمه انتصار اصغر ,كذلك فهم العالم الحالي و ما يتطلبه هو انتصار اصغر, تقديم الأشخاص الذين لديهم الرغبة و القدرة هو أيضا انتصار إن هذه الانتصارات إذا تم تحقيقها ستجر إلي الانتصار الأكبر.
الوضع الراهن ليس مطلقا بالأمر الصعب الذي يستعصى حله .هنالك نقطة إتباعها على هؤلاء هو واجب قبل أن يكون منفذا في الأخير,إن الوعي الكامل بالعالم المعقّد المتشابك في ما بينه اقتصاديا, سياسيا, اجتماعيا و الذي شعبنا يعتمد بالدرجة الأولى على دعم شعوبه في إيجاد حل للقضية,هذا العالم صارت الشعوب فيه على مستوى عالي من الثقافة السياسية التي تمكنهم من اختيار أشخاص لهم من الذكاء السياسي ما يمكنهم من عدم إصدار أي قرار ما لم يكن يصب في مصلحه شعوبها بشكل كلي و هذا ما يعني أن الأمور زادت تعقيدا أمام الطريق الذي يسلكه هذا الشعب أو بالأحرى الذي ينظر إليه على انه حتمي و لا مناص منه ,فلا الشعب و لا نخبته رأت فيه رأيا,شعوب العالم و ما لها من ثقافة سياسية اندفعت إلى جمعها مدركة أن لا مخرج و لا منفذ من الظلام السياسي إلا بجمعها ليست على الإطلاق عقبة أمام الطريق الذي على الشعب الصحراوي أن يسلكه بل هو النقيض .إن هذه الشعوب بثقافتها لا تزيد إلا من فرص هذا الشعب و حظوظه في أن يصير ذا سيادة.إذا اقتنعت هده الشعوب على أن شعبنا له الحق في أن يقرر مصيره من خلال استفتاء عادل و حر يضمن الاستقلال لهذا الشعب فان قيادتها ستستشعر الحراك في داخل شعوبها و هدا نفسه هو ضغط دون ضغط غير أن الضغط الصادر من هذه الشعوب يستلزم قوة أخرى من الخارج لتلفت انتباه قادتها إليه لأن الذكاء السياسي الذي اختارتهم شعوبهم لأجله ولنقصه قد يرشدهم إلى إنكار ذلك, و لكن أن تلفت انتباه أشخاص على مستوى عالي من العلم و الدقة لابد لك من أشخاص هم أهل لمجابهة هؤلاء, فانه إذا وصل الأمر هذه النقطة يصير الأمر كله عائد عليك معتمدا على مهارتك في مجابهة أناس اختارتهم شعوبهم ليقودونهم لما لهم من علم و معرفة تخلق الدقة اللامتناهية التي بها لا قرار دون معرفة هل القرار سيصب أو لن في صالح شعوبها؟.لذلك هذه النقطة مهمة أهمية البصيرة التي من دونها البصر قد لا يسمى بصرا وعدم الاستعداد لهكذا تغيرات في عالم يزداد صغرا ليس بالضرورة عثرة النهوض بعدها مستحيل .متيقنا لا متأمل هذا الشعب تنبض بداخله قدرات سياسية و اجتماعية قادرة دوما على أن تحول المحنة إلى فرصة,شباب وطلبة أعرفهم و يعرفونني جمعتني و إياهم أطوار الدراسة كلهم لهم إيمان راسخ على أن تجسيد الدولة الصحراوية كائن لا محال ولكن أيضا لهم يقين على أن الأمور لا تجري كما ينبغي وهذا ما يزيد من حسرتهم ,قادرين و يعلمون كيف يجب أن تكون و لكن لا يمكنهم أن يحركوا ساكنا فهم كأفراد تم المجيء بهم من أكثر المجتمعات تحضرا مع احترامي الشديد للشعب الصحراوي وحبي له و إدراكي التام على انه ما من احد كائنا من كان ,متعلما كان أو لم يكن, من شعبنا أو من شعب آخر يمكنه إلقاء اللوم على هذا الشعب و إنما اللوم كله على ذاك الجزء من القيادة الذي يلهي عن النظر في هكذا شؤون .إن غض النظر عن هذه النقطة و نقاط أخرى درايتي بها أقر أنها محدودة إن لم تكن معدومة, لا يزيد الطين إلا بله و يصعب من مسيرة هذا الشعب .
الآن على كل من يبحث بجد عن مصلحة هذا الشعب أن يساهم على قدر الوسع في ترقيع هذا الخلل مع الإقرار بأن الدور العائد على الطلبة من عيار خاص, فمستقبل هذا الشعب يعتمد عليه دون ادوار غيرهم ,وهل قاد هذا الشعب طيلة هذه السنين غير الطلبة؟ وأولئك الذين أعلنوا عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كان معظمهم طلبة, فعلى الطلبة دون غيرهم تشكيل البنية التي يجب أن يكون عليها المجتمع ثم جعل شرائحه تقتبس لتسود البنية وتسري في أذهان أجيال هذا المجتمع, بعدها ودون شك كل ذهنية لا تصب في صالح هذا المجتمع ستنبذ وتهجر ,هذا دور بالإضافة إلى التفاني في طلب العلم و نشر القضية قدر المستطاع فالعالم صار الآن تلك الكتلة التي يمكن للطالب الصحراوي أن يحدث فيها ما يمكن أن يساهم في نشر القضية ويسهل الأمر على المسؤولين فتصل الرسالة إلى تلك الشعوب على أن هنالك شعب من حقه أن يقرر مصيره ومؤمن على أن الحق دوما يعطي القوة و على هذا الأساس, حتى الاستقلال, سيقوم بدوره في متابعة المسيرة النضالية, ويكونون يهذا قد أدوا واجبهم القيادي على اكمل وجه لينتقلوا لغيره. هذا الدور المناط بالطلبة كان ضمن مداخلتي في إحدى الندوات الطلابية التي تم تنظيمها بمقر اتحاد الطلبة خلال عطلة الربيع الماضية و التي كانت تحت شعار "عزيمة الأجيال تضمن الاستقلال''كما أن المقالات التي نشرتها على موقع ''ارسو'' بالغة الانجليزية لم تخل أبدا من هذه النظرة ,نظرة انبثقت من البيئة الطلابية مؤمنة ان الطلبة على قدر كبير من العلم و المهارات في شتى المجالات ما يؤهلهم لان يسيروا في مقدمة هذا الشعب لينبثق فجر الاستقلال بعد مسؤولية عبر ظلام حالك و مزرعة ألغام العدو لم و لن يحتاج فيها إلى خارطة بتاتا.
بقلم : دمين حيدار .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر