الأحد، 2 سبتمبر 2012

عطل في سلام : اطفال جالية الشمال يجهلون قضيتهم ويعزفون النشيد الوطني الجزائري محل النشيد الصحراوي

لم تخلوا رحلة اطفال "عطل في سلام" الى فرنسا هذه السنة من الطرافة والاستغراب حيث طرح عزف الاطفال للنشيد الجزائري بدلا من النشيد الصحراوي الكثير من الأسئلة حول مستقبل الأجيال الصحراوية التي باتت مقسمة بين تندوف الجزائرية وشمال موريتانيا واوروبا حيث تنشأ هذه الأجيال على قطيعة تامة مع القضية الوطنية وهو ما يبدو جليا ووضحا خلال عطلة الأطفال الصحراويين من جاليات الشمال بتندوف الى فرنسا حين طلب منهم عزف النشيد الوطني لبلادهم فعزفوا النشيد الوطني الجزائري محله في مشهد يوحي بجهل تام بكل ما له صلة بانتماءهم الوطني ، واعتراف ضمني بانهم جزائريين ولاعلاقة لهم بالقضية الصحراوية.

وما يزيد الاستغراب هو كون هؤلاء الاطفال الصغار "رسل السلام" يروج بانهم رسل سلام للقضية الوطنية والتعريف بكفاح الشعب الصحراوي لكنهم يجهلون بديهيات القضية
ومايثير التساؤل ايضا هو ان غالبية الاطفال الصحراويين بمخيمات اللاجئين حرموا هذه السنة من هذه العطل الصيفية خارج ظروف لحمادة والحرارة المرتفعة بالمخيمات ، ناهيك عن أطفال المناطق المحررة و البدو و الريف ، فيما تمتع بها ابناء تندوف الذين يحملون الوثائق الجزائرية ويتمتعون بنفس حقوق المواطن الجزائري في المسكن والمعاش وظروف الراحة وهو ما يعني ان القائمين على تسجيل الاطفال في رحلات الاصطياف خارج المخيمات يتاجرون بهذا الملف ويتلاعبون بمعاناة الاطفال من خلال صفقات مشبوهة تنافي المبدأ الثوري القائم على تكافؤ الفرص بين جميع ابناء الشعب الصحراوي وعدم الاتجار بمعاناة ودموع والام الصغار.
مع العلم ان
مدينة ننتيرفيل الفرنسية التي تربطها توأمة مع دائرة الجريفية بولاية الداخلة، وليس ولاية تندوف الجزائرية كما تتصرف وزارة الشباب والرياضة، وتستقبل الأطفال الصحراويين في إطار البرنامج الصيفي لعطلات الأطفال بمخيمات اللاجئين وليس اطفال تندوف كما تتصرف الوزارة نفسها.

ليس إستخفاف أو تشكيك لوطنية الصحراويين بولاية تندوف ولكنه الوقوف على مكامن الخلل الذي يصيب الجسم الوطني الصحراوي و تحديد الاهداف من جديد ورسم الاستراتيجيات المستقبلية لقضية بات النظام يتاجر بها والشعب يتهرب من مسؤولياته تجاهها.
وتلعب الجاليات دورا بارزا في خدمة بلدانها ودعم تضحياتهم ونضالاتهم وتعزز مقومات صمودهم من خلال الدعم بخلاف جالياتنا التي باتت عبء مضاف على القضية الوطنية والتنافس مع اللاجئين على فتات المساعدات الانسانية والاستحقاقات المادية والنفعية دون ان تقوم بدور نضالي يعرف بقضية الشعب الصحراوي داخل المجتمع المدني الجزائري او الموريتاني باعتبارهما البلدان الاكثر احتضانا للجالية الصحراوية؟
وبخلاف ايضا الجالية الصحراوية باسبانيا وأوروبا والتي تقوم بدور كبير يستحق الإشادة والثناء من خلال دعم صمود الشعب الصحراوي والوقفات والمظاهرات والندوات المطالبة بحق شعبنا في الحرية والكرامة والاستقلال.
وهنا يتسأل التغيير إلى متى يستمر نزيف الصحراويين إلى دول الجوار وأوروبا ؟
ومن يتحمل مسؤولية ذلك ؟ وما هو دور التنظيم السياسي في ربط الجاليات بعمق قضيتهم الوطنية والدفاع عنها في المحافل والمنتديات الدولية؟
ولماذا تسمح الجبهة باستمرار هذه التجاوزات في اللعب بمصير الشعب والقضية وخيانة عهد الشهداء ؟
كما يتسأل التغيير عن دور البرلمان في مراقبة ومتابعة أصحاب هذه التجاوزات العابثون بالمشروع الوطني؟

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

إذا علم او تأكد الحليف الجزائري ان مواطنيه" البيظان" الذين يقطنون تندوف و بعض القرى المدن الجزائريةالأخرى، انهم جالية صحراوية، و الحليف يعتبرهم مواطنين جزائريين يتمتعون بكل الحقوق المدنية و السياسية فإن النكسة لا محال قد تعصف ببن جلدتنا الذين نسموهم جاليات الشمال.
ثانيا: لا يخفى على احد ان إخواننا "داليات الشمال" تضر عليهم بقرة الرابوني ما لا تضر على اللاجيئين المتمركزين في اكواطينهم و تحت طرطيق سنكهم في جحيم الصيف و جاره "عالة الشمال" تحت مكيفات LG في إسترخاء تام، و سمره في ليل المخيمات السامرة.
و الحديث في هذا الموضوع قد يدفعنا إلى نبش امور نحن في غنى عنها ما دمنا غرباء نبحث عن مسلك يقربنا من إستنشاق رائحة المحيط و معانقة اهالينا الذين انهكتهم سطوة المستعمر في ارض الكرامة و العزة و الشموخ.

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر