الأحد، 2 مارس 2014

حركية الرئيس هل اصابت الهدف؟

اجرى رئيس الجمهورية الصحراوية بناء على الصلاحيات التي يخولها له دستور الجمهورية الصحراوية وقانون جبهة البوليساريو حركية من نيجيريا، لكن هل تستجيب تلك الحركية لمتطلبات المرحلة ام انها لتغطية العجز الذي بات يكبل جل المؤسسات الوطنية الغارقة في اوحال المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الصحراوية في اصعب مراحلها، وضيق الافق السياسي خاصة مع جمود ملف المفاوضات وانسداد مسلسل التسوية الاممي؟
حركية الزعيم تندرج في سياق الحرب الباردة او مخرجات 88 خاصة بعد ان استيقظ الخصم العنيد لنظام ولد عبد العزيز والذي لم تستهويه هذه المرة البادية وما حوته من ابل وغنم ليستقر به المقام بين جدران مركزية الفروع ، ليزرع الرعب في الخصوم من جديد، مع ابتكاره لأساليب حديثة أعادت الى الأذهان حرب المناشير وخط تحرير مجلة الاستفتاء في ثوب موقع الكتروني ومقالات وصفت بالخارجة عن النص في شرعنة الاحتجاج وشرح قواعده، كلها امور نفخت في نار الفتنة بين المتخاصمين ووجدت في الوشاية والدعاية طريقها الى بعض السذج.
صرح الرجل المتمرد مرارا وتكرارا بفساد تبعية التنظيم السياسي للوزارة الاولى، وهو ما جعله يرفض تقديم برنامج المؤسسة هذه السنة للوزارة الأولى، وهو نفس السبب لغيابه عن جلسات المجلس الوطني ورفضه المثول أمامه للإجابة عن أسئلة النواب و تقديم المجلس لوم في حقه، هذه الاسباب وغيرها عجلت برحيل الرجل وإحداث الحركية التي ذاع صيتها قبل انتخابات البرلمان الأخيرة.
ما جعلها تستهدف مسؤول امانة الفروع والتنظيم السياسي في سياق حرب تصفية الحسابات التي لم تتوقف بين أجنحة النظام المتصارعة منذ احداث 88، وما تبعها من تقطيع اوصال التنظيم السياسي والقضاء عليه وهو السر في تسميته بأمانة الفروع وفرض تبعيته للوزارة الاولى.
الرهان الثاني بعد 88 يتمثل في إضعاف الجيش كمؤسسة تهدد النظام الحاكم واستمرار العبث بالمصير ما جعل المؤسسة العسكرية تنهار وتسقط في فخ صراعات الخصوم.
ما يفقد الحركية الهادفية المطلوبة والمرامي النبيلة التي تراعي انشغالات المواطنين، والتخفيف من اعباء حياتهم اليومية في شتى ميادين الحياة.
الجديد في الحركية هو الزج بالقادة العسكريين في قضايا الوضع الداخلي المتأزم والحفاظ على نفس الاشخاص في الحركية دون ظهور وجوه جديدة لم تتورط في تردي الاوضاع الراهنة، كما ان الحركة لم تشمل بعض القطاعات التي اشتكى منا المواطنون وسببت أعباء إضافية للواقع الذي نعيشه كقطاع المياه والبيئة الإعلام و التعليم و حالات العطش التي تعدت فصل الصيف لتستمر في عز الشتاء.
ما جعل البرلمان يطالب بلجنة تحقيق لولا تدخل الفاسدين والمفسدين الذين يدافعون عن الفساد داخل المجلس الوطني.
الحركية تجاهلت قطاع التعليم الذي يسجل ادنى مستويات التحصيل الدراسي والفساد الذي ينخر المنظومة التعليمية برمتها في ظل التسرب المستمر للأطر والاساتذة وازدواجية المعايير في المنح الدراسية للخارج وما تسجله من فضائح بتصدر ابناء القيادة كل القوائم المستفيدة.
الوضعية الامنية وما تشهده المخيمات من فوضى لم يسبق لها مثيل منذ الثمانينات ، وضعف التنسيق الامني مع الحليف وفرار اباطرة الجريمة المنظمة من السجون و ملف التشريفات واختفاء خمسة سيارات تويوتا خلال فترة وجيزة لا تتعدى العام.
وزارة الاعلام و اختفاء ميزانية ضخمة “مليار وخمسمائة مليون” في مهب الريح كانت موجهة للنهوض بالمؤسسة الاعلامية دون اثر لها في المؤسسة التي تئن تحت وقع الفساد والقضاء على الاعلام الالكتروني في عصر الانترنت وتقاعسها عن اداء رسالتها الاعلامية… الخ.
والخارجية وموجة سحب الاعترافات والهزائم التي تلاحق السفراء وغياب السفير بامريكا اللاتينية عن المشهد والخلافات التي تعيق عمل الممثل بامريكا واسيا … الخ.
لم تشمل الحركية المسؤولين عن الملف مع الامم المتحدة بالرغم من الفشل الذريع في التقدم منذ انخراط الجبهة في مسلسل التسوية الاممي.
كلها ملفات خطيرة ساهمت في تحطيم المعنويات وتردي الاوضاع الاجتماعية، ما يجعل الحركية فارغة المحتوى والمضمون وبعيدة كل البعد عن الهدف المنشود وتعزز تردي الاوضاع الداخلية المفتوحة على المزيد من التعقيد في ظل صم السلطة اذانها عن المطالب الملحة بضرورة الاصلاح.
واستجابتها لانشغال الحاكم الذي يروم الخلود على انشغالات المواطنين الذين يكوون بنار السياسة العمياء لنظام الفرد الواحد، الذي يجعل كل حركية منوطة بحركة الاشخاص بدلا من الوظائف والمهام التي بإمكانهم ان يؤدوها على الوجه المطلوب.
ومالم تضع الحركية في جوهرها مشاكل المواطنين، ويقبل الحاكم بحركة نفسه تصبح كل الحركيات عبثية تزيد من تأزيم الوضع المتردي وتجر على الشعب الصحراوي المزيد من الويلات وهو لم يحقق استقلاله بعد.
الحركية المبيتة و الجزئية كشفت عن استمرار سياسة المحاصصة القبلية وفق قواعد جديدة تناسب توجهات الرئيس علي نحو يحقق مصالحه بأقل تكلفة ممكنة، ويقلص من أعبائه في مواجهة جل المشاكل و المعوقات داخليا.
تحمل الحركية رسائل واضحة حول ما يريده الرئيس خلال الفترة المتبقية عن المؤتمر الرابع عشر وطبيعة سياساته تجاه الجبهة الداخلية خاصة و ضمان عدم الانفجار.
بقلم : الصالح ابراهيم الصالح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر