السبت، 8 مارس 2014

تذكر أيها الرئيس


أشرت في مقالي السابق المعنون ب((التغيير في زمن الفواتير))والذي لم يلقى ترحيبا في الأوساط المنتفعة من الواقع الحالي رغم الترحيب الواسع الذي لقيه من قبل الغيورين على مصلحة هذا الشعب ومصيره الذي أصبحميتافيزيقيا بإمتياز،لابد من الإشارة إلى أن الهدف الذي ننشده كصحراويين تواقين للتحرر والإنعتاق من خلال دولة مستقلة على أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب أصبح رهينة إصلاح بيتنا الداخلي من خلال تحديد مكامن الضعفوالوهن التي بلينا بها بعد وقف إطلاق النار والعمل على معالجتها وفق رؤية وطنية شاملة لا إقصاء فيها، تحررنا من الوصاية والإنفرادية في القرار التي ضربت مكاسبنا عرض الحائط وجعلتنا اقرب إلى نظام ملكي سري للغاية رغمأننا جمهورية عربية صحراوية ديمقراطية كما نتشدق في أدبياتنا ونسوق للعالم الدولة الإفلاطونية المناقضة لظلها في الواقع الحقيقي.
أنا لست ضد الرئيس كما يتصور البعض،ولعل الجميع لازال يتذكر تلك المداخلة التي كنت أنوي أن إلقيها بمناسبة إنتخاب رئيس المجلس الوطني في العهدة السابقة في منطقة التفاريتي المحررة،وقد نشرها عدد من المواقع الإلكترونية الوطنية المستقلة يوم 29/02/2012 ،أين ورد في مقطع منها:
((إن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ورئيس الدولة يمثل بوزنه الكبير معادلة أساسية في المشروع الوطني وتاريخه البطولي والنضالي لا يحتاج إلى تذكير في هذا المقام،فالرئيس رمز من رموزناالتاريخية والشعب الذي لايحترم رموزه معرض للفشل والضياع،ومن هذا المنطلق فإن الرئيس الذي منحه الشعب الضوء الأخضر في المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو ملزم أمام الله والشعب بتحقيق طموحاته في بناء دولةالحق والقانون التي ننشدها جميعا،دولة لامكان فيها للفساد والمفسدين الذين أصبحوا يشكلون العقبة الكبرى في عملية التحرير والبناء،هؤلاء المفسدين الذين أصبحوا يشكلون لوبي خطير بدأ ينهش الجسم الوطني رويدا رويدا وحانالأوان أن يستخدم الرئيس سيف الحجاج في وجه هذه الطغمة الفاسدة والشعب والبرلمان من ورائه في سبيل تحقيق الإصلاح المنشود،فنعم لدولة الكفاءات والقدرات لا لدولة التوازنات القبلية ولا سيما وأن الرئيس قال في المؤتمرالأخير أن زمن القبلية قد ولى إلى الأب
إن الضوء الأخضر الذي منحه الشعب للرئيس هو رسالة واضحة من أجل النهوض بالدولة الصحراوية نحو أفاق واعدة،وأي توجه مخالف لإرادة الشعب معناه بقاء دار لقمان على حالها وزرع الإحباط واليأس في النفوس وهو ما لانتمناه بأي حال من الأحوال،ولن نسكت كبرلمانيين عن أي تجاوز أو تقصير في حق هذا الشعب الذي حملنا هذه المسؤولية الجسيمة لأننا ملتزمين امامه بالدفاع عن مصالحه العليا ومحاربة كل أشكال الفساد والتعسف والجور داخلأجهزة الدولة)).
تذكر سيدي الرئيس هذا الكلام جيدا،فصحيح أن المجلس الوطني لم يوفق في تحقيق طموحات القواعد الشعبية في فرض رقابة قوية وفعالة للبرامج الحكومية،ولم يكتب له التاريخ شرف سن قانون واحد يكبح جماح المظالم العديدة الممارسة من قبل المسؤولين في حق المواطنين،لسبب واحد بسيط هو أن الشعب وممثليه بالذات يعلقون أمال كبيرة عليكم في سبيل تحقيق ماعجزوا عنه بحكم الصلاحيات التي تتمتع بها والمصداقية التي تحظى بها ....وإلا فأفسح الطريق لمن يلتزم بتجسيد احلام الصحراويين في بناء دولة الحق والقانون على أرض الواقع بعيدا عن الخطابات الجوفاء التي لا تسمن ولاتغني من جوع.
بقلم: التاقي مولاي 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر