امثال من وقعوا في هذا الافتراس الثقافي والتاريخي هو الدكتور المصري راغب السرجاني ،وتشبعوا للأسف للتاريخ من وجهة نظر واحدة دون ان ينبههم ذكاؤهم الى ما قد ينجر عن القراءات غير السليمة للتاريخ من فخاخ ومغالطات .
اذ كيف بدكتور مثله يقع في تناقضات فاضحة في قراءته للتاريخ والأحداث المتتالية في المنطقة فالرجل لا يفرق بين الصحراء الغربية كبلد وبين الصحراء الكبرى ، ثم يسترسل في كلامه و يجزم ان اسبانيا احتلت الصحراء الغربية 91 عاما من 1884 الى 1975، ولا يعرف السيد راغب السرجاني ان اسبانيا احتلت الصحراء الغربية 1886 وخرجت 26 فبراير 1976 ، ثم ينساب في المغالطات ان البوليساريو انطلقت من افكار شيوعية وهو لايعرف ان الشعب الصحراوي هو شعب مسلم ومحافظ ختى اكثر من جيرانه من الشمال ،ولو كانت البوليساريو بالفعل شيوعية لما التف حولها الشعب الصحراوي.
ويضيف السرجاني بندم مصطنع ان البوليساريو ماركسية لينينية وتحكم شعبا لا تطبق فيه الاسلام ، وكأنه يريد ان يقنعنا ان المغرب ذو التوجه الاقرب الى اللائكية الغربية كان ذا توجه اسلامي مطبقا للشريعة وغير متآمر على اشقائه في الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية المحتلة وحتى في فلسطين المغتصبة ، كما انه يتحاشى ان يقول ان البوليساريو هي من اسست الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ذات التوجه القومي العربي حتى لا يقع في تناقض فاضح مع ما يقول ، ثم يحاول ان يقفز على حقائق تاريخية مستغلا في ذلك ضعف مضيفه الصحفي وجهله بتاريخ النزاع ، ليعطي للمغرب وموريتانيا مبررا شرعيا في غزوهما للصحراء الغربية ولا يتحدث عن كيف دخل هؤلاء الى الصحراء الغربية ولا كيف ارتكبوا المجازر في حق الصحراويين ، وقنبلوا واحرقوا الناس في المدن والبوادي ورميهم احياءا من الطائرات وووو....ثم يعترف ان الذين حرروا الصحراء الغربية هم الصحراويون ولا يعطي لنفسه فرصة للدفاع عن هذه الحقيقة الساطعة والمرافعة عنها .
كان بإمكان السيد السرجاني ان ستعمل نوعا من الذكاء ولا يحشر نفسه في غبر معركة لا يعرف من بغى فيها على الاخر، فيدعو للمسلمين بالفرج وان يدعو للمظلومين الصحراويين المسلمين لاستعادة حقوقهم المسلوبة والتعاطي مع رغبتهم في العيش بسلام وحرية في ارضهم ،بدل ممارسة طقوس النفاق السياسي الثقيل، بل عليه ليكون بالفعل ذو توجه اسلامي ان يدافع عن الظلم اينما كان اما قراءة التاريخ بمزاج "سرجاني" سطحي يقدم للظالمين فتوى جاهزة للإجهاز على حقوق الغير فهذا لعمري قمة البلادة والسطحية ممن يتوسم فيهم ان يقفوا مع الحقيقة فقط مع الحقيقة لاغير.
بقلم : محمود خطري
0 التعليقات:
إرسال تعليق