الأربعاء، 5 مارس 2014

التغيير في زمن الفواتير

بعد مرور أربعين سنة على إندلاع الثورة الصحراوية ،وبعد ثمانية وثلاثين سنة على قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،ولأن الهدف الذي أعلنا كفاحنا من أجله وأقمنا دولة في سبيله،وقدمنا قوافلا من الشهداء البررة وتحملنا اللجوء والحرمان دون أن تظهر بوادره من خلال العودة الى وطننا معززين مكرمين تحت راية الدولة الصحراوية التي نحلم بها،كان لابد من حل شفرات لغز سياسي يؤدي حتما الى معرفة مركب النقص الذي يجر العربة الى الوراء ،فالشعب نفسه هو الشعب الذي إنصهر في بوتقة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والجيش هو نفسهالذي لقن العدو المغربي دروسا في الشجاعة والإقدام وصنع ملاحم بطولية ستبقى راسخة في الذاكرة الجماعية للشعب الصحراوي. إن المتغير الثابت في تاريخ ثورتنا المجيدة ودولتنا الفتية هو النظام الحاكم الذي إنحرف إنحرافا كليا عن قيم ومبادئ الثورة منذ وقف إطلاق،فبدل الحفاظ على المكتسبات التي حققها الشعبالصحراوي بتضحياته الجسام ذهبت رموزه الى العمل على الحفاظ على بقائها في السلطة إنطلاقا من المقولة الشهيرة لمكيافلي (( الغاية تبرر الوسيلة ))ولو كانت الضحية قضية عادلة وشعب أعطىما استبقى شيئا.
وعجبي من أناس تربعوا على مقاعد السلطة ردحا من الزمن ،وبدل تحقيق أهدافنا أصبح اليأس يدب في النفوس والأحلام الوردية تتبخر يوما بعد يوم،وبالرغم من هذا كله لا احد منهم صاح صيحةالنعجة وترك عنه الكرسي وأراح الشعب وأراح نفسه من أعباء مسؤوليات أصبحت أكبر منه،وليت الأمر يتعلق بالرئيس وحده لهان الأمر،فهذا نظام برئيسه ووزارئه وبقادته العسكرية وبسفرائه وممثليه وأمنائه العامين ومدرائه المركزيين والجهويين وكتابه وسواقه وطباخيه مترنحون على العرش لأكثر من أربعين سنة،وبالتاكيد فإن هذه ظاهرة سياسية جديدة جديرة بالدراسة والتحليل رغم أني ادركتمام الإدراك انها ستكون من أسواء الظواهر السياسية في تاريخ انظمة الحكم البشرية.
لقد بينت الحركية الأخيرة التي قام بها الرئيس بأن التغيير الذي ينشده الشعب الصحراوي أصبح رهينة مزادات سرية في أروقة الحكم البقاء فيها لمن يدفع فاتورة الولاء والطاعة وتعصف بكل من تقرأ في عينيه علامات التمرد واللارضى حتى ولو كانت لديه إبتسامة خبيثة ،ولا أظن أن الشعب الصحراوي سيبقى مكتوف الإيدي في وجه الذين يعبثون بمصيره عبثا،فالتاريخ علمنا أن الشعوب قدتنام طويلا،لكنها إذا استيقظت يسطع النور تلقائيا بعد طول ظلام.
بقلم الأستاذ:التاقي مولاي ابراهيم

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

كل الناس لهم وطن يعيشون فيه إلا نحن لنا وطن يعيش فينا
أخي الفاضل لقد أصبت و صدقت فيما يجري داخل قيادتنا التي اصيبت بداء أتشرتيت و الخوف من السقوط من الكراسي المتعفنة .
و بين الاستقلال و الكراسي لاختارو الكراسي عن الاستقلال . هذه تجارب مرت بها شعوب من قبلنا و اخرها تعنت القذافي على السلطة 42 سنة وكان باستطاعته تجنب سفك الدماء للشعب الليبي و مثله بشار الاسد لن يترك كرسي الشيطان الا بعد ان تسفك دماء الملايين من السوريين.
أخي الفاضل !! الكرسي له طعم لذيذ و من ورائه تجني الاموال بسرعه البرق ! بلا ملل و بلا كلل !
اذا كان هناك قائد او مسؤول له الغيرة على الوطن ,فليكن قدوة للأخرين ,في المسؤولية و الاخلاص و التفاني في العمل . و الرجوع الى نمط عيش المواطن البسيط او بالاحرى سنوات الانطلاقة ؟
و ما بعد .؟..
و ترك فيلات تندوف و الرجوع الى المخيمات ! و ان تكون عائلته و أبنائه في كل مرافق النظام من الخلية الى الناحية ..!
ليكن نموذج للقيادة و ان يكون صحوة جديدة على الساحة السياسية و ان يكون مثال للجميع .

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر