الاثنين، 3 مارس 2014

الفاعل الحقوقي الصحراوي مابين الصفة والممارسة

العيون عاصمة الصحراء الغربية منطقة أصبحت قبلة للوفود الأجنبية و المنظمات الحقوقية الدولية في إطار تقصي الحقائق و الوقوف على الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية في حق الصحراويين المطالبين بحقوقهم المشروعة وعلى رأسها حق تقرير المصير وهذا شيء ايجابي في اعتقادي لأنه يضيف نقاط لا نقول بأنها حسنة وإنما لا بأس بها بالنسبة للقضية الصحراوية التي طال أمدها
لكن الغريب و الذي أثار استغرابي أن المشهد الذي كنا نعتبره مكسبا وانجازا أصبح يتكرر دائما في السنوات الأخيرة توافد (الوفود والمنظمات الحقوقية والزيارات المتتالية كريستوفر روس)إضافة إلى الوجوه التي تمتهن الاستقبال و كأنها تمثل جميع الإطارات الصحراوية أو الرائد الفعلي للحراك الشعبي والحقوقي الذي يتبرأ منها تبرئ الذئب من دم يوسف بسبب التجاذبات و تضارب الآراء و البحث عن الشهرة و سرقة الأضواء و لو على حساب معاناة القاعدة الجماهيرية التي كان لها الفضل في صنعها وإعطائها الشرعية وحق الترافع و التمثيل حتى أصبحت لا تراهم إلا في مثل هذه المحطات استقبال(الوفود و المنظمات) ليس في الشارع طبعا وإنما بالمنازل حيث الاطمئنان و الأمان والشاي والحليب والعصير والجلوس جلوس الكبار على *الفوتاي*وارتداء الزى الصحراوي الناصع البياض ووضع الرجل على الأخرى والقهقهة وأخذ صورة إلى جانب المسئول أو الغير المسئول ليس هناك فرق مادامت الصوة هي الهدف قصد تسويقها على المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك
بعيدا عن العمل الحقيقي الجاد المتمثل في التوجيه والتأطير بعيدا عن الضوضاء والضجيج وسحل النساء وضرب الشيوخ والأطفال بعيدا عن هذا الواقع الأليم والمر الذي تدمع له العين بكاء من الحسرة والألم و العجز القليل الحيلة حتى وان شاركوا فهي ليست إلا كمشاركة جمهور يشجع ملاكمين في حلبة ملاكمة
السؤال الذي يطرح نفسه مالفائدة من استقبال هذه الوفود الأجنبية و الذهاب بها إلى المنازل بدل الذهاب بها لزيارة العائلات و الضحايا في أماكنهم و بالمستشفيات
ماالذي قامت به هذه المنظمات أو ماهو الدور الذي لعبته آو المكسب الذي حققته لا شيء في الوقت الذي لا زالت فيه أجهزة النظام المغربي تعذب و تعتقل و تختطف وتقمع الصحراويين في الشوارع والبيوت
إذا في اعتقادي يجب أن تكون هناك نوع من الموضوعية و الشفافية ونكران الذات في تسيير الطرح الحقوقي و السياسي بشكل مقبول وهادف بعيدا عن الانتهازية و الشوفينية وتصفية الحسابات والنزاهة في التقارير و عدم إقصاء آي رأي أو فكرة تقبل النقاش من اجل تصحيح هذا المسار الذي أصبح يهدده الانحراف والإهمال والنسيان .
بقلم: سالم اطويف

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر