السبت، 8 مارس 2014

رفقا بالمرأة الصحراوية التي خدش ثراء القيادة نعومتها


الثامن مارس من كل عام يرتدي العالم حلة ناعمة متدثرة خلف هموم المرأة باعتبارها الكائن الاضعف في لعبة الحياة. ولليوم في ذاكرة كل الصحراويين موعد مع استحضار الشهداء في ذكرى استشهاد اول شهيد على طريق الحرية والانعتاق الشهيد البشير لحلاوي، لذا تقترن ذكرى الشهيد بعنفوان امرأة صحراوية طاهرة انجبته مثلما انجبت نسوة صحراويات كثر ولازلن رجال صنعوا التاريخ بمداد من ذهب .
ينبري العالم اليوم يعدد خصال النساء ويطرح همومهن على طاولة البحث الجاد في ظل عالم متأزم ضحيته الاولى عادة الطفولة المحرومة والنساء المستبحات بسادية ديكتاتور او هوس متطرف او قيم مجتمع غير متوازن الكفة . قصص النساء في العالم تتشابه وإن إختلفت الأمكنة لكن يبقى اثر الألم منقوش على جسد ناعم بين الإغتصاب في الحروب او العنف في البيوت او المتاجرة بالاجساد الناعمة عبر إعلانات دعاية خسيسة بضاعتها الأولى المرأة وصولا الى عدم التكافؤ في فرص الاستحقاق السياسي والمكانة الاجتماعية، سيما في دول العالم الثالث بينما أضحت نساء العالم المتطور رهينات المتاجرة والتسويق بالجمال او بالجسد تحت شعار الحرية المطلقة في التصرف والتبرع طالما الجسد ملك المرأة وحدها ولعل مايسمى ظاهرة "فيمن" التي اجتاحت العالم كإحتجاج نسوي دليل بارز لحجم المفارقة التي يدعيها الاوصياء على حقوق المراءة.
وسط هموم كل نساء العالم تبرز المرأة الصحراوية شامخة بحكم قيم المجتمع السمحة لكن تبقى هي الاخرى تصارع الاحكام المسبقة والإرث الجاهلي المستوطن في اذهان البعض خصوصا في ظل احجام القيادة الصحراوية عن تحقيق بعض مطامح النساء المشروعة كقانون للأسرة يضمن لهن حقوقهن كضحايا لظاهرة مايسمى "التعلاق " ويقدم لهن واجباتهن لأداء مهمتهن كلاعب رئيسي في الحضور الفعال في كل اوجه الحياة .
في اليوم العالمي للمرأة تتشدق القيادة الصحراوية بمكانة المرأة الصحراوية في الهيئات السياسية للدولة الصحراوية خاصة البرلمان من حيث انها هي الأعلى نسبة في العالم العربي غير ان ذلك لم يمكن النساء الصحراويات بعد من كسب حقوق ناضلن طويلا لاجلها خاصة مايتعلق بالاحوال الشخصية . تاريخيا يبدو من البداهة القول ان المرأة الصحراوية واكبت حرب التحرير من أول رصاصة وظلت الحارس الامين على مكتسبات الدولة الصحراوية بتربية الاجيال على نهج الابطال .إلا ان سنوات السلم الجارف وبفعل ضغط الواقع بدلت قناعات المرأة الصحراوية التى جنحت أخيرا لكسر طابوهات عديدة كانت من المحظورات في عرف المجتمع .
ركبت المرأة الصحراوية في مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ سنوات عديدة قطار الهجرة الى كل الاتجاهات بحثا عن لقمة عيش عجز اب مقاتل او زوج بطال او اخ معوز عن توفيرها في ظل فُحش ثراء القيادة في "الحمادة " بل تسابقت نفس القيادة مع المواطن البسيط في الاستفادة من المساعدات التي يقدمها إقليم "الباسك" للمهاجرين الصحراويين المعوزين .
وهكذا تحولت نعومة المرأة الصحراوية الى خشونة بفعل تهاون وتخاذل القيادة حين بدت المرأة الصحراوية تغزو بيوت الغرباء في اسبانيا وغيرها كخادمة، تكنس وتحضر الوجبات واحيانا تقوم بالعناية بعجزة الغير اكثر من قيامها بخدمة والديها. ورغم اوجود قصص نجاح خارج الوطن لنساء صحراويات عديدات في مهن مختلفة كالطب والتعليم وغيرها إلا ان اغلب النساء الصحراويات المغتربات يمتهن مهنة العمل كخادمات لدى عجزة إسبان وهي ظاهرة تعرف لدى المهاجرين ب"انتيرنا".
ظاهرة تطرح الكثير من الاسئلة وتحرك العديد من الهواجس التي قد تعصف بتماسك المجتمع الصحراوي وإستقراره الأسري, لكن يبدوا ان سلبيات الظاهرة لازالت لم تثير اهتمام اتحاد النساء الصحراويات باعتباره منظمة جماهيرية تٌعنى بشؤون المرأة ليس داخل المخيمات فقط بل يٌفترض في كل مكان توجد فيه إمرأة صحراوية ناجحة او مقهورة .
لم تحرك قصص قهر النساء الصحراويات غيرة اتحادهن ولا نخوة القيادة . أمر محزن لكنها ظاهرة حقيقية وملجأ في الغربة للنساء الصحراويات لايمكن نكرانه ينبغي التوقف عنده لكل لبيب في يوم التخليد وهو امر فرضه الواقع المر والعوز المستشري مهما حاولت القيادة الصحراوية تجاهله واقتصار تخليد اليوم العالمي للمرأة على الكلام عن حجم الحضور السياسي للمرأة في مراكز القرار وهو حضور باهت في نظر العارفين بخبايا الامور لايعدو دور "الاطرش في الزفة " لاغير . .
معاناة المرأة الصحراوية بالمناطق المحتلة مع الاهانات اليومية لقوات الاحتلال المغربي وعجز القيادة الصحراوية عن سماع صرخة "وامعتصماه" التي تسمع في ارجاء العيون والسمارة والداخلة وبوجدور ومدن جنوب المغرب طالبة العوز والعون من جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي لم يستطع ان يحرك ساكنا امام الفظائع التي ترتكبها القوات المغربية في حق النساء الصحراويات بسبب قرار وقف اطلاق النار الذي اتخذته قيادة القواعد الخلفية عام 1991 دون استشارة جنود الجيش الصحراوي الذين كانوا يقارعون العدو في القواعد الامامية.
في يوم العيد تريد القيادة للنساء الصحراويات ان يزين الديكور ليس بالأنين الصادق بل بالمساحيق المستوردة.
المصدر: المستقبل الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر