الأربعاء، 26 فبراير 2014

صديقنا الوزير


قالوا – مزايدة طبعا – ان الكتابة في المستقبل وغيره من المواقع ضد الفساد وسوء الإدارة هو امر في غير محله، وبأنه يخدم العدو أكثر، وان الاولى بهكذا نقد وطرح هو مؤسسات الدولة، وقد شن النظام عبر رموزه او مريديه حملة تشويه وشيطنة ضد كل من ظهر في هذه المواقع.ولقطع دابر هذه المغالطة، جاءت نية الترشح لعضوية المجلس الوطني، وليس لأي شيء آخر فانا بحمد الله محصن ضد اغراء السلطة ايا كان نوعها، لم تنجح الخطوة”ذاك الفيه الخير” .
لم تنجح ايها السادة، لان هناك وزير احترف اللعب على اعصاب زعيمه، وطالما اوهمه ان هناك مؤامرة تستهدفه، لكي يثبت له انه لا يمكنه الاستغناء عنه، وهو اسلوب رخيص معروف خاصة في الانظمة التي تشبه نظامنا، فيروح يرسم له سيناريوهات عجيبة غريبة تتفوق في غرائبيتها واستحالتها على عباقرة هوليوود. هو وزير تاريخه عنيف و دامي، دافعه الاول كسب ثقة اولياء نعمته فكان قفازهم في كل الاعمال المشبوهة، وخوفا من استفزاز مشاعر الناس وخاصة ضحاياه وعائلاتهم ، احاله النظام الى شبه عزلة، الى ان تم تعميده من جديد من خلال احدى الوزارات الهامة، معتمدا في ذلك على قصر ذاكرة المجتمع، وعلى طيبة الصحراويين بصفة اخص وتسامحهم المنقطع النظير، والحقيقة انه دولة تحترم نفسها مكانه ليس الوزارة .
هذا الوزير يلعب دائما دورا مشبوها في كل الاستحقاقات الانتخابية، يوجه لصالح هذا او ضد ذاك، هاجسه الاول قبلي محض، وهاجسه الثاني خدمة الزعيم، من خلال نسج مؤامرات افتراضية ولصقها بكل من تجرأ وطالب بالإصلاح، وبالتداول السلمي على السلطة، وسبق له التدخل في انتخابات اتحاد الصحافيين والكتاب الصحراويين ضدي، وتدخل ايضا في الاستحقاق “التشريعي” الأخير بزعمه ان وزيرا اخر مغضوب عليه من النظام يدعمني ضمن مجموعة اخرى من المترشحين، لكي نأتي به رئيسا للمجلس الوطني، وهذا حديث خرافة تماما مثل الغول والعنقاء، فلا انا بيدق وصاحبي يعلم ذلك جيدا، وليس انا من عين الرجل في منصب وزير مستشار او من اسبغ عليه تكليفا اخر، او قل تشريفا فالمسؤولية عندنا تشريف لا تكليف، وفي اطار هذه الفلسفة حتى لا اقول الرؤية يتحرك صاحبنا، و الذي يجب ان لا ينسى انه هو صنيعة الرجل المغضوب عليه، وليس انا، وانه تخلى عنه حين تخلى عنه “النظام” واستبدله بوزير اخر يحتل من النظام نفس المرتبة التي احتلها السابق. والذي لا يعلمه “صديقنا الوزير” ان غريمه ودون سابق معرفة عرض علي رئاسة تحرير موقع لسان حال البوليساريو، واعتذرت او قل رفضت ،وقد بينت له سبب الرفض باني لا اريد ان اصنف في فريق هذا او ذاك، وان كنت قد تعهدت له بكتابة الافتتاحية تطوعا وهي افتتاحيات تخصصت في الشان المغربي من خنوع نخبه الى الفساد المستشري فيه، الى عزلته الدولية بسب احتلاله اللا شرعي لبلادنا . ولو كنت صياد فرص او محترف سياسة لقبلت و استغللت ما يفترض انه تقاطع “المصالح” بيننا، والشهادة لله وللتاريخ ان الرجل حين قدم رؤيته حول الموقع المزمع اطلاقه، اوجزها بان الوقت حان ان لم يكن تأخر على اطلاق موقع الكتروني باسم مجلة 20 ماي، والموقع منذ انطلاقه الى الان يفند الشكوك التي تكون ساورت البعض و انا منهم، بان هدفه تصفية الحساب اعلاميا مع الخصوم وإحراجهم.
ليس من طبعي شخصنة الامور وعرضها على الرأي العام، لولا ان الوزير بالغ في خياله وفي تآمره، وبالغ في الاساءة لي شخصيا، وتعمد تشويه سمعتي،وقد وقفت على ذلك بنفسي في اكثر من مكان ومع اكثر من شخص، وقد قابلت مرة وزيرا كبيرا من اهل الصفوة، فقال لي انت يا فلان غير منضبط، فكان جوابي هل ابداء الرأي ليس انضباطا ؟ ان الجبهة نفسها تتيحه من خلال ندواتها السياسية ومؤتمراتها، قال بل لأنك فعلت كذا وقلت كذا، فقلت له رأيي مكتوب و بإسمي فمن اين جئت بهذا الكلام؟ فرد بأنه ينقل عن “صديقنا الوزير” ، ولم ازد عن القول انت تعرف صاحبك اكثر مني ان شئت صدقته او تركته ، اما عن نفسي فهذا محض افتراء ونصيحتي ان تحذر الوشاة و “الناس اللي تخيط بجْمر”.
رغم ان “صديقنا” ماضيه وحاضره موجب للنقد، وهو ما لم افعله في ما فات وربما فيما هو آت، لاعتقادي بأنه كان ومازال اداة لا كفاءة لها سوى المكيدة، وانا انتقد صاحب الاداة لا الاداة نفسها، وان عاد عدنا.
بقلم: اسلامه الناجم.
المصدر: المصيرنيوز.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر