الخميس، 27 فبراير 2014

ذكرى اعلان الجمهورية 38 : استعراض حصيلة مكاسب

جاء اعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يوم 27 فبراير1976 " لملء الفراغ القانوني الذي انجر عن انسحاب المستعمر الاسباني بطريقة فوضوية، بعدما ابرم اتفاقية مدريد الثلاثية يوم 14 نوفمبر 1975، في ظل كذلك تعرض المنطقة لغزو عسكري مغربي يوم 31 اكتوبر 1975. ثم تنظيم ما اطلق عليه "المسيرة الخضراء" يوم 6 نوفمبر 1976 في ظل "التعتيم والحرب المستعرة" وما رافقها من "مغالطة سياسية ودعاية " بحسب المراقبين
فإعلان الجمهورية الصحراوية جاء " تتويجا " لجملة من الإنجازات والمكاسب التي ناضلت من أجل تحقيقها جبهة البوليساريو بداية بحل الجمعية الصحراوية وانضواء أعضائها ضمن صفوف الجبهة بعد مؤتمر الوحدة الوطنية في عين بنتيلي 12 أكتوبر 1975 ، ثم تأسيس أول حكومة صحراوية يوم 5 مارس 1976 ،بل أن ذلك الإعلان "التاريخي" جاء مباشرة عقب انسحاب آخر جندي إسباني من المستعمرة والذي تم يوم 26 فبراير من سنة 1976
إن الاعتراف الدولي بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من طرف أزيد من 80 دولة في : إفريقيا ، أمريكا اللاتينية وآسيا ، بجانب عضويتها في الاتحاد الإفريقي يشكل في نظر القانونيين " دليلا ملموسا " على المكانة التي تحظى بها الدولة الصحراوية
واكثر من هذا يضيف المراقبون ان البوليساريو تسيطر ادارتها على ثلث مساحة الإقليم في ظل الاعتراف بها "كشريك " في صنع السلام في المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة بين طرفي النزاع (البوليساريو والمغرب)
اضف الى ذلك "عدم وجود أية دولة أو منظمة " تعترف للمغرب ب"مزاعم السيادة" في الصحراء الغربية وتكريس جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي سواء على المستوى الوطني أو الدولي، بحسب الملاحظين .
في الميدان التعليمي،عكفت الدولة الصحراوية منذ البداية على بناء مدارس ابتدائية ثم متوسطة وهي الآن تحضر لتغطية المرحلة الثانوية بل أكثر من ذلك فهي تقوم بالتحضيرات لبناء أول جامعة صحراوية ببلدة التفاريتي المحررة بالتعاون مع جامعات من إسبانيا وأمريكا اللاتينية وترقية علاقاتها الدولية
إن وجود المئات من الخريجين وحملة الشهادات العليا ومؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية، يترجم إرادة وطنية في بناء دولة المؤسسات" في نظر قيادة جبهة البوليساريو المعبر عنها في المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو " كما أبرز الوزير الأول في حديث لوكالة الأنباء الصحراوية
وفي ميدان الإدارة والتسيير مشهود للدولة الصحراوية بالتجربة "الرائدة والنقلة" النوعية والتي لعبت فيها المرأة والشباب دورا "متميزا" رغم رواسب الجهل والأمية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية ؛ حيث أن خريجي وطلبة الجامعات في الحقبة الإسبانية ، كانوا يعدون على رؤوس الأصابع بحسب تقارير الهيئات الإسبانية نفسها لسنة 1975
وكان ظرف الاحتلال واللجوء و قلة الإمكانيات المادية إضافة إلى أن الدولة الصحراوية ، بدأت البناء من "الصفر" بحيث لم ترث عن الاستعمار الإسباني أطر قادرة على التسيير نتيجة "تآمر" المحتل المغربي وبعض حلفائه على الشعب الصحراوي ، كانت من بين الصعاب التي واجهت بناء الدولة الصحراوية "كما اوضح رئيسها محمد عبد العزيز في وقت سابق
وقد استطاعت الجمهورية الصحراوية خلال 38 سنة أن تذلل كل الصعاب وتؤسس لهذا البناء المؤسساتي الذي تحقق ، رغم أنه لا زال في طور التكوين.
فالجمهورية الصحراوية دخلت مباشرة منذ تأسيسها في حرب مع محتل أجنبي على أكثر من صعيد لمدة 16 سنة لتدخل بعد 1991 على الخط مساعي سلمية لمنظمة الأمم المتحدة ، ممثلة في بعثة المينورسو، وما صاحبها من "حرب خفية"
بل انه في بعض الاحيان لم تكن "معلنة"، بل ضمن كواليس وبتعاون من طرف بعض القوى "النافذة" على المستوى الدولي مثل فرنسا وإسبانيا وبعض الدوائر الأمريكية ،وصل الامر حد طلب من الدول "سحب" الاعترافات او "تجميده" في افق تنظيم الاستفتاء
وهناك حرب "تشويه" صورة جبهة البوليساريو عبر وصمها ب"الإرهاب" وقبل ذلك محاولة لصق بكفاح الشعب الصحراوي وصف "الشيوعية والارتزاق" وهلم جرا ، وأخيرا استهداف جبهتها الداخلية بمحاولة خلق "عدم الاستقرار" والتأثير على المتعاونين الاجانب، بحسب قيادة جبهة البوليساريو
لكن الدولة الصحراوية أصبحت "حقيقة" مسلم بها ومن دونها لا يمكن أن يكتب لأي مشروع سلام أو استقرار في منطقة المغرب العربي، النجاح " كما أوضح الرئيس محمد عبد العزيز في أكثر من مناسبة
"إن حجج المغرب التي طالما روج لها "يضحدها" الواقع السياسي والجغرافي عبر العالم فالترويج بأن الشعب الصحراوي قليل العدد ولا يستطيع أن يشكل دولة " أمر بلا أساس بالنظر لوجود ما يقارب 26 بلدا في العالم مسجل لدى منظمة الأمم المتحدة وسكانه أقل عددا من الشعب الصحراوي ثم إن القانون الدولي لم يضع سقفا محددا لعدد سكان الدولة
بعد وقف إطلاق النار عام 1991 حاول المغرب أن "يبيع الديمقراطية" من خلال تعطيل عملية استفتاء تقرير المصير الشعب الصحراوي . وهو ما أدى بجبهة البوليساريو إلى الدخول في مقاومة سلمية ، مع الاحترام التام للشروط المؤطرة لوقف إطلاق النار مع نظام المغرب
لقد أقرت جبهة البوليساريو منذ المؤتمرال12 ،"إقحام" الشريط المحرر في الترويج الإعلامي والسياسي في مواجهة "مغالطات" الاحتلال المغربي ومن أجل كذلك صيانة الآثار والثروات الطبيعية وتوظيفها في المعركة سواء في أبعادها السياسية أو الحقوقية أو الدبلوماسية، في ظل كذلك تواجد نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي وبعض البلديات في تلك المناطق (بئر لحلو، التفاريتي، ابير تيغيسيت، امهيريز، ميجيك، اغوينيت، زوك)
وفي هذا السياق ، تم تشكيل وزارة إعمار الأراضي المحررة وسط بحث جاد عن تهيئة الأرض المحررة رغم الظروف الصعبة وشح الإمكانيات وندرة المياه وشساعة المنطقة التي تتربع على أزيد من 70 ألف كلم مربع على شريط يمتد لأزيد من ألفي كلم يصل عرضه في بعض الأحيان أزيد من 100 كلم .
لكن دعاية المغرب تحاول "التقزيم" من كل مكاسب الدولة الصحراوية بالإدعاء أن جبهة البوليساريو "توظف" ما يعرف ب"المنطقة العازلة" والتي يمتد عرضها ما بين 5 و 35 كلم حسب بنود اتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول من 6 سبتمبر 1991، كما اوضح مسؤلو البوليساريو في مناسبات سابقة
وفي وقت يحي فيه الشعب الصحراوي مرور 38 سنة على حدث اعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تحضر القضية في المنابر الدولية وعلى الارض من خلال "تأصيل مد" الانتفاضة في كل المناطق المحتلة وجنوب المغرب، في ظل حضور قوي للمتضامنين من بقاع شتى من العالم مع الشعب الصحراوي بمشاركتهم في تظاهرة صحراء ماراطون 14.
كما بدأت اصوات الانتفاضة والدفاع عنها "تحرج" الاحتلال المغربي وتدخل على الخط في علاقاتها الاقليمية والدولية بشكل غير مسبوق بحسب المراقبين . 
المصدر: (واص)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر