الثلاثاء، 18 فبراير 2014

قيمة الصوت وصوت القيمة



الانتخابات البرلمانية على الابواب ، وتتخيل في ذهنك بهذه المناسبة الكثير من الاشخاص الذين سيجلسون تحت قبة 9 يونيو لمحاسبة الحكومة والمصادقة على  برامجها والدفاع عن المواطنين وحقوقهم ... تفكر في قيمة صوتك وأنت تدلي به للشخص الذي ستختاره للحديث عنك ، للبرلماني الذي سيتقمصك ويتجرد من ذاته امام المسؤولين ليطرح مشاكلك وهمومك .. تعطي صوتك لصوت لن يخونك او يخذلك او يطلب بك اوووو...
هل بالفعل كل الذين يخوضون غمار المنافسة للوصول الى البرلمان هم جادون بالفعل في تحدي المتاريس وفتح قلاع الممنوع لمحاربة الفساد والمساءلة الشريفة ؟
ام ان القوم يتخذون صوتك مجرد مطية للوصول الى مآرب اخرى ؟ ثم ما سر تشبث العديد من الوجوه بهذا الكرسي والتمسك به دون ان يكون لهم موقف يذكر اوليس لأشياء نتعفف عن ذكرها اكراما للقاريء؟
صحيح ان هناك اشخاص يطمحون الى الاخلاص لصوتك والدفاع عن الثقة التي اعطيتهم اياها ولكنهم ثلة قليلة لا تتعدى اصابع اليد ، اضافة الى فئة ثالثة تلتزم الصمت في كل شيء لا من هؤلاء ولا من هؤلاء فهي مجرد ديكور نتفرج عليه تعجبك اجسامهم لكن مهمتهم  ملء الاماكن الشاغرة في الصفوف  لتجميل  الصورة امام الناس لا غير ، مسحوق اذن قابل للإزالة بمجرد ان يخلد صوتك الى الصندوق ، وتنتهي مسؤوليتك التي تشرع لهكذا اشخاص ان يدخلوا التاريخ من باب الصدفة .
ان تعطي صوتك معناه انك تتحمل المسؤولية فيمن قدمتهم يوما لتمثيلك ، معناه ان ضعف البرامج وهشاشتها هو من ضعف من ينوبون عنك ، او ليس تسلط الحكومة وقفزها وهروبها وكسبها للثقة ونجاحها في تمرير ماتريد  هو من تخاذل وفشل هؤلاء النواب ؟
صوتك امانة وسلاح لا يجب ان تدعه في يد لا تتقن الرمي به ، بل وقد تستغله تلك اليد  لحاجة في نفوس النواب لا يعلمها الا الله ثم هم .
صوتك ان وضع في شخص يدفع الى الامام ، هو طلقة مصوبة نحو الهدف للرفع من اداء مؤسساتنا الوطنية والرقي بها وتنظيفها من الطفيليات التي عششت وباضت دون نتيجة  .
فالصوت ليس كالجميل يزرع ولو في غير موضعه ، بل صونه وحسن التصرف فيه يكسبانه القوة ، لا ان تكون كمن يدلي بصوته و لا يهمه اينما وضعا !!
بقلم : محمود خطري


0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر