السبت، 8 فبراير 2014

جاليات الجنوب : الرعايا المنسيون في الفلوات


بعد ايام قليلة ستشهد بلدة "اغوينيت" المحررة عودة لانعقاد ملتقى جاليات الجنوب وهي الجالية الصحراوية القاطنة بالجارة موريتانيا بعد ازيد من سنتين ونيف من عدم انعقاده في ظل تجاهل تام من قبل القيادة الصحراوية للاهتمام بهذا النوع من اللقاءات كونه جسر يربط بين هموم المواطن الصحراوي والسلطات الوصية كي تطلع وعن قرب على معاناة الرعايا الصحراويين في الدولة الموريتانية . ويشتكي العديد من الفاعلين في الجالية الصحراوية بالجنوب إلتقتهم "المستقبل الصحراوي " ايام قبل الملتقى من الإهمال الذي توليه القيادة لهؤلاء الرعايا دون غيرهم من الجالية الصحراوية في مختلف تواجداتها .فبينما تدلل القيادة جاليات الشمال وهم الجالية الصحراوية بالجزائر والتي يتركز اغلبها في مدينة تيندوف يجد افراد الجالية الصحراوية بالجنوب انفسهم رعايا منسيون ينتشرون في مساحة موريتانيا الشاسعة بل ويمتد تعدادهم ليشمل بقية الدولة الافريقية جنوب الصحراء، لكن رغم البعد لاتنفصل وشائج رابطتهم بالوطن الام مهما حاولت القيادة نسيانهم في اهتماماتها المتعددة . ولايحتاج دليل إهمال القيادة الصحراوية للجالية الصحراوية في الجنوب كثير إثبات لتوضيحه فبينما تشهد مدينة تندوف اسبوعا ثقافيا سنويا وتحضر الجالية الصحراوي بالشمال في كل مناسبة وتُفسح لها المكانة والأبواب , تعيش الجالية الصحراوية في الجنوب على اصوات الموسيقى الصحراوية وهي تشدو صبابة لوطن مغتصب. وبالكاد يُرى لها أثر أو يسمع لها وجود في شتى المناسبات وتعاني سياسة الأبواب الموصدة في التعامل الإداري داخل مؤسسات الدولة الصحراوية رغم أن مشاريع القيادة في موريتانيا تزاحم مشاريعها في تندوف إن لم تكن تتخطاها بحكم غياب مسطرة قانون تتعلق بتسيير العقار في الدولة الموريتانية ماسمح للقيادة الصحراوية بشراء اكثر من دار وتأجير فيلات ضخمة في مدن موريتانية أهمها ازويرات وانواذيبو . جانب آخر من الاهمال تعانيه الجالية الصحراوية في الجنوب وهو قلة زيارة مسؤولي الوزارة الوصية وهي وزارة المدن المحتلة والجاليات لهم، و غياب إطلاعها المستمر على أحوالهم وعدم وجود تأطير محكم يضمن لهم التجنيد داخل أطر الدولة الصحراوية ففي الوقت الذي تحول فيه المسؤول الأول في القطاع –وزير المدن المحتلة والجاليات- الى سائح من درجة أولى يقوم بزيارات مكوكية بين فرنسا اسبانيا وغيرهما لم يكلف الرجل نفسه عناء التواصل مع الجالية الصحراوية بالجنوب .
التأطير السياسي مهمة اخرى تغيب داخل الجالية الصحراوية بالجنوب في ظل تخاذل القيادة الصحراوية عن ذلك اذ تكتفي عادة بتعيين مسؤول على الجالية الصحراوية للجنوب لايتغير لسنوات ويقتصر دوره فقط على سفير النوايا الحسنة للنظام لدى العوائل الكبرى في موريتانيا لاغير . بينما لايستطيع عقد جلسات لمختلف افرع الجالية هناك والتي ماتت جراء النسيان والبعد إلا حين يطلب له النظام مشاركة بعض افراد الجالية التي يقوم باختيارهم عشوائيا وبطريقة قبلية في غالب الاحيان. على النقيض من ذلك تولي القيادة اهتمام بالغ للفروع التابعة للجالية الصحراوية بتندوف الجزائرية والتي أصبحت اشبه بدكاكين لوبيات يتبع كل واحد منها لقائد يدافع عن مصالحه ويحمي استثماراته في المدينة ويجيش قواعد الناخبين لصالحه في كل مناسبة إنتخابية ماجعل دور الفروع التنظيمية هناك اكبر بكثير من ادوار بعض الهيئات الوصية داخل الدولة الصحراوية .
ايام قبل الموعد كان ل"المستقبل الصحراوي " لقاءات جانبية مع بعض افراد الجالية الصحراوية بالجنوب في مدينة "ازويرات" الموريتانية لمعرفة أرائهم في الحدث ومدى اهتمامهم به كشفت لنا عمق الجرح الذي تعاني منه الجالية الصحراوية في موريتانيا بشكل عام سيما وانها ترى أن القيادة تعاملها كمواطنين من درجة خامسة لاحق لهم طالما اختاروا الغربة عن المخيم . آخرين استغربوا عدم وجود أي هيئة تابعة للدولة الصحراوية بشكل علني واضح في الدول الموريتانية طالما ان موريتانيا تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية كان يُفترض على الأقل اعتماد مكتب عليه علم لدولة الصحراوية، اما المكتب الذي في جيب المسؤول عن الجالية هناك فلا فائدة منه يقول المتحدثون . شاب آخر من الجالية قال متهكم : "والله الا افقرش اهل باصاجا من قوم المكتب". في ظل واقع الإهمال والنسيان وغياب التأطير يُراد للجالية الصحراوية في موريتانيا ان تكون جدار تتحطم على صخرته كل مخططات العدو في ظل استباحة المخابرات المغربية لدولة الموريتانية ومحاولة شرائها ذمم بعض ضعاف العقول من أبناء جلدتنا وتنظيم مايسمونه "عودة طوعية" للعديد من الصحراويين إلى المدن المحتلة مقابل الحصول على امتيازات سرعانما يكتشفون زيفها . هموم كثيرة وآماني اكثر تتطلع لها الجالية الصحراوية بالجنوب وهي مقبلة على انعقاد ملتقاها مدركة صعوبة المرحلة وتخاذل القيادة في إيلائها الاهتمام المطلوب لكنهم عازمون على المشاركة بوسائلهم الذاتية ولسان حالهم "ماه اصديق اللي ماجابو حس ارغاها " .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر