الثلاثاء، 18 فبراير 2014

الدبلوماسية الطلابية تخلق المستحيل؟

يعرف العالم اليوم تحولات كبيرة ومتعددة ومن بين هذه التحولات التي تشهدها الساحة السياسية هو نمط الحكم فمن الديمقراطية الي المواطنة الي الحكم الراشد, ويذهب البعض إلى إدخال فواعل جديدة على الساحة السياسية ومن بين هذه الفواعل المجتمع المدني والذي أصبح يأخذ اهتماما كبيرا من طرف المفكرين والمنظرين وتذهب بعض المقاربات الانجلوسكسونية إلى البحث عن كيفية إشراكه كمحدد في صناعة السياسة الخارجية للدول وقد تعزز هذا اطرح بعد تراجع الدور الكلاسيكي للأحزاب السياسية , من هنا ظهر ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية وتعتبر( الدبلوماسية الشعبية) احد القنوات غير الرسمية التي تلعب دورا مهما في التعريف بقضايا الشعوب ولهذا السبب نراها اليوم تحظى باهتمام كبير من طرف الدول والمؤسسات الرسمية قصد استعمالها في مختلف المجالات خاصة التي لا تستطع الدولة الرسمية إن تدخلها.
من هنا تكن الحاجة ماسة الي التوغل في المجتمعات المدنية العالمية, وربط اكبر شبكة ممكنة من العلاقات ومحاولة استثمارها من اجل خدمة القضية الوطني والاستفادة منها قدر الإمكان, وتجدر الإشارة الي ان المبادرة الطلابية او ما أصبح يعرف في الأوساط الطلابية والشبابية الصحراوية بالدبلوماسية الطلابية التي اطلقها مكتب الطلبة الثحراويين بالجزائر هي شكل من أشكال هذا التطور الحاصل في حقل العلوم السياسية, ورغم ان هذا العمل الطلابي الجبار - ان صح التعبير- ما يزال في بداية مشواره و يحتاج الي كثير من العوامل من اجل النهوض به منها مثلا تظافر جميع الجهود من مختلف أماكنها وتوجهاتها ومشاربها من اجل النهوض بها أعلى المستويات الا إن هذه الدبلوماسية يمكن لها ان تحقق مردود كبير في المستقبل خاصة إذا تطور دور المجتمع المدني في مختلف دول العالم.
فإضافة إلى الدور الكلاسيكي الذي تعود الطالب على القيام به من مكان تواجده تم استحدثنا الدبلوماسية الطلابية في شكل زيارة تهدف إلى جلب اكبر عدد ممكن من الطلبة الأجانب المتواجدين بالجامعات الجزائرية قصد اطلاعهم على واقع الحياة في مخيمات العزة والكرامة وجعل الواقع اليومي للاجئين يترك أثرا عند الزائرين ويولد لديهم الرغبة في مناصرة أهل هذه القضية .
فكانت الزيارة الأولى في عطلة الشتاء والتي قادت مجموعة من الطلبة من مختلف الدول على غرار الجزائر الأردن تشاد اريتريا الغابون وفلسطين بوركينافاسو والموزنبيق وقد دامت أربعة أيام تنقل خلالها الطلبة بين مختلف المؤسسات الوطنية للاطلاع على واقع الوجو الصعب .
كما كانت الزيارة الثانية في عطلة الربيع وقد قادت هي الأخرى مجموعة من الطلبة الجزائريين والتشاديين والفلسطينيين ومن الموزنبيق وغينيا الاستوائية وبوركينافاسو وقد كانت الرحلة استكشافية تمكن من خلالها الطلبة من الاطلاع على الجرائم الإنسانية التي يقوم بها الاحتلال المغربي في بلادنا من خلال جدار الفصل العنصري في الصحراء الغربية من خلال بعض الشهادات التي قدمت للمجموعة.
وكخلاصة عامة تتطلب المرحلة تظافر جميع الجهود بيننا كطلبة أولا وبيننا وجميع المؤسسات الوطنية ولا شك أن هناك بعض النقائص أو العوائق والتي منها ضعف الاهتمام داخل المجتمع بالعمل الجمعوي عاما والسياسي خاصا واقتصاره في بعض الأحيان على المؤسسات الرسمية, كذلك قلت الانفتاح على الآخرين عند بعض الأشخاص و الانطواء على النفس خلال تواجدهم في المحافل الجامعية مما يفوت عليهم فرص التعريف بواقعهم ومن هذه الصعوبات ضعف التعاطي الرسمي مع هذه المبادرات الفردية وعدم تشجيعها مما يحدث نوعا من الفتور عند أصحابها, وعليه نرى ضرورة توعية الأجيال الصاعدة بأهمية دور المجتمع المدني, ونشر القضية الوطنية, كذلك توعية المؤسسات الرسمية بضرورة الاهتمام بها والرفع منها, وكذلك ضرورة اطلاع القائمين عليها على أنها تستهدف الأشخاص المتميزين والمؤثرين في مجتمعاتهم والذين لديهم مؤشرات التألق في المستقبل وجعلهم في مقدمة اهتمامهم, وكذلك أهمية التكوين العلمي والتحصيل الدراسي الجيد بالنسبة للمنظمات الطلابية من اجل أن يكونوا قدوة للآخرين ويحظون باحترام الآخرين.
وفي الأخير لا يفوتنا أن نشكر كل الذين ساهموا في هذه الأفكار واحتضنوها منذ ظهورها وجعلوها تخرج إلى النور وتكبر, ونتمنى أن يقتدي بها الجميع من اجل النهوض بها.
بقلم: محمد سالم محمد عمار

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر