السبت، 22 فبراير 2014

تظاهرة رياضية بأبعاد تضامنية وانسانية الصحراء ماراثون 2014


طيلة السنوات الثلاثة عشرة الماضية وفي كل احتفالات الشعب الصحراوي بذكرى اعلان الجمهورية ، يفتح المتضامنون من محتلف قارات الدنيا افاقا جديدة لدعم شعبنا في الحرية والاستقلال من بوابة الرياضة ، فمئات المتعاطفين يخوضون غمار سباقات الماراثون الاربعة من 42 كلم و21 كلم و10 و 5 كليمومترات على صعوبتها سعيا لإبداء تضامنهم مع الصحراويين ومعاناتهم ونقلا لواقعهم الصعب الى مستقبلا .
ماراثون الصحراء الذي يديره الان الاسباني السيد دييغو نونييث ورئيس فريقه التقني الايطالي السيد ماتيا دورلي ، جاء كفكرة تبحث التأسيس من الولايات المتحدة واسبانيا الامريكية العام 2000 عبر متضامنين وسعت فيه تنظيمة نظمه جمعيتان للتضامن مع الشعب الصحراوي هما رابطة الشهيد الولي ببولونيا الايطالية ورابطة مشروع الصحراء بمدريد لتعزيز المشاركة الدولية بمساهمة ماري فريسون من فرنسا، وفولفغانغ هوفمان من ألمانيا، واودفار روستن من النرويج ودانيال لويس من انجلترا انذاك بالتنسيق مع الهيئة الوصية وطنيا وهي وزارة الثقافة والرياضة قبل ان استحداث كتابة الدولة للشباب والرياضة من ثم لتصبح وزارة بعد المؤتمر الأخير للجبهة ..
التظاهرة الصحراوية الرياضية الأبرز بالمخيمات ببعدها التضامني وبمجالها الإنساني وبروح تنافسها وطيلة السنوات الماضية شكلت محطات كبيرة لدعم القضية الوطنية “فماراثون الصحراء” ليس مجرد سباق ولا هو كأي مسابقة بالمفهوم الاعتيادي, فمرتادو الحدث لا يبحثون عن إيرادات مادية لقاء مشاركتهم بل يسعون لرفع جزء من معاناة شعب أعزل يتحدث لغة التسامح والتعايش مع الآخرين. وعلى مدار عقد ونصف من الزمن دأب القائمون على هذا الموعد على دعم مشاريع إنسانية إنمائية بدء بشراء أجهزة تبريد للأدوية لمستشفى اوسرد في الطبعة الأولى أما في الثانية فتمثلت في إنشاء هاتف لولاية الداخلة يعمل عبر الأقمار الصناعية ومن ثم أتت إيرادات الطبعة الثالثة من التظاهرة لتساعد على بناء مركز خاص بالماراتون وهو المقر الذي تتواجد فيه وزارة الدولة للشباب والرياضة حاليا وذهب ريع الرابعة لإنشاء مشروع للبن الإبل لصالح العجزة الأطفال ضعاف البنية بولاية الداخلة, في حين جاء مشروع الخامسة إسهاما للبنية التحتية رياضيا بولاية اوسرد ببناء مركب لمختلف الرياضات, وكان التكفل بخمسة عدائين صحراويين ومشاركتهم في ماراثون فرانكفورت بألمانيا ضمن 24000, حل ممثلو الدولة الصحراوية جميعهم ضمن المائة الأوائل. كان ذلك الانجاز هدفا للطبعة السادسة, لتأتي السابعة بتأسيس الأهم من خلال مدرسة وطنية للرياضة بولاية السمارة, وتكفلت ثامنة التظاهرات في عدة مبادرات إنسانية, وجاءت التاسعة بمركز للشباب بالداخلة وتكفلت الطبعات المتتالية الاخرى بدعم اتحادية العاب القوى من خلال المساعدة على تشكيل فرق بالولايات ومؤطريها
السباق طيلة سنواته الماضية شهد مشاركة بعض الأسماء اللامعهة على غرار مشاركة بطل العالم السابق الاسباني مارتن فيث مارتن في الطبعة التاسعة وقبل مواطنه بطل الاختصاص ابيل انطون ولاعب ريال مدريد والمنتخب الاسباني ايفان هليغيرا وفي هذه السنة ستشهد حضور المتسلق العالمي خوانيتو أويرثابال الذي يستبدل البرد القارس بقمم جبال الهمالايا بتلال الرمال الساخنة بمخيمات اللاجئين دعما للشعب الصحراوي تقول صحيفة ماركا الرياضية المتخصصة التي تعودت رفقة العديد من وسائل الاعلام عبر العالم لتغطية الحدث في طبعاتها المختلفة .
الصحراء ماراثون فكرة تضامنية بامتياز ولجت المخيمات قبل ثلاثة عشرة سنة ، وعكف منظموها على تقديمها في نسخ متتالية في الإخراج والتنظيم والدقة وحجم المؤيدين .
وقد يرى الكثيرون أن الماراثون ليس غاية في حد ذاته بقدرما هو وسيلة للتعريف والتحسيس بقضيتنا وإيصال رسالة شعبنا من بوابة أهل الرياضة ومتتبعيها ، لكنه أيضا يسهم تكوين فرق رياضية صحراوية وتأطير القدرات الشابة المؤهلة وصقل مواهبها وتقوية هياكلنا الرياضية وإثراء تجربتنا في المجال .
ولئن كان السباق قد تاثر جزئيا في الطبعة الماضية بفعل الحرب على مالي والأزمة المالية العالمية وحادثة اختطاف الرهائن الا ان المتضامنين يعودون مجددا للمخيمات هذه السنة لتكلمة اهداف التظاهرة ونجاحاتها السابقة ..
وبالعودة سريعا إلى نتائج الصحراويين في السباقات الماضية فنجدها تكاد تكون معدومة إن لم تدخل في خانة الضعيف جدا في مسافات الماراثون 42 كلم ونصف الماراثون 21 كلم ونكتفي في المطلق ببعض البريق للعداء صلاح الدين أحمتو أميدان في مسافة العشر كيلومترات أو قلة من الفتيات في المسافتين القصيرتين مع أن التوقيتات الصحراوية في هذه المشاركات أبعد ما تكون عن التصنيف العالمي المحقق في المراتب الأولى على اختلاف المسافات لكنها في كل موسم تعد أفضل مما سبق بفعل تراكم التجربة الرياضية وطنيا .
قد تبدو فكرة تنظيم ماراثون في الرمال وفي ظروف قاسية وقياسية صعبة التجسيد , إنما وبعد كل هذه السنوات تتحقق من أن الفكرة التي رأت النور سرعان ما تبلورت لتصبح محطة فارقة في نضال شعبنا والتأييد واسع النطاق الذي يحظى به يوما بعد آخر .
وخير دليل على نجاحه، أن هذا المشروع الذي بدأ بمشاركة عدائين من خمس دول وصل الآن إلى مشاركة أبطال من أزيد من خمس وعشرين بلدا يتوجون ثقافة الرياضة والماراثون في مخيمات اللاجئين الصحراويين، ليجعلوا منها المخيمات الوحيدة في العامل التي تحتضن، وبنجاح، تظاهرة رياضية دولية من هذا الحجم.
بقلم : نفعي أحمد محمد 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر