الأحد، 23 فبراير 2014

إغراء ذنب

مصل في وريد ازرق …….
بعض الحب يكفي أو لعله بعض التسامح حتى تستعيد كل الحوارات المؤجلة أو اللحظات المثقلة بالصمت الموحش الذي اندس بينهم ,خفتها التي تقيأتها مرغمة ولم تحصد إلا الغضب و الاحزان الغامضة
أو لتوقِف إنهمار قرارات تتخذ عنها بالوكالة بإنهيار فتاة محدودة التفكير ,محدودة المهارات ولكنها تدرك أنها يجب أن تكون حرة الاختيار
هل ستنتبه حواسهم الى غياب تلك الجلبة المبكرة التي تغزو صباحهم بإيقاع كؤوس الشاي التي تنبعث منها رائحة النعناع وعذوبة مدائح تصدح من صوت الشعب الصحراوي المكافح لتنبئهم ببداية يوم جديدا ,لقد استقالت الأم من دورها مبكرا لتأخذه هي على عاتقها وبحنان مضاعف
طقوس صباحية لم تتغير منذ سنوات عندما قررت وبعنفوان البنت البكر حمل هموم المجموعة تاركة خلفها أحلام الدراسة لتستبدلها بعادات شدتها نحو تيار القاعدات في الخيمة والتي قد لا تعني أكثر من تبذير الوقت وانتظار قدر الزواج والاستعداد لخدمة الجميع
في حين تغير كل شيء الأم كبرت و اصبحت في جسمها الف علة , الصغار ايضا كبروا و تعاطوا عقار الهجرة و كأنهم مذنبا إنفجر في أصقاع الارض ذلك في اسبانيا و الآخر في فنزويلا وتلك في موريتانيا وبعضهم يحمل همه وينتقل بين الحدود لا يملك إلا سحنته البدوية وهاتفا يذكرهم كل عيد أو بعد نزول فاجعة المطر
خيط خفي لعب بقدرها عندما وضعه شوكة في حلق القناعة اليومية التي تعيشها دون أحلام مرهقة ودون أوجاع كبيرة وهو الهارب من عوز منفى العائد الى سعة صدره بدراهم معدودة وسيارة مستعملة ودما يجري بعروقه يزيده غواية ويجعله الاوفر حظا بالظفر بها
لتغدو ايامها تخطو على رؤوس خيبتها محاصرة بتجمع شتاتهم على جاذبية ذنبه رغم حقارته بعد ان الفت وحشة الوحدة في منزل طيني يجدد كل مرة على مقاس وهمي لعائلة ما عاد يجمعها إلا حديث الذكريات و الم الشوق في عيون امّاً اختارت هذه المرة الصمت والحياد
وبعد عمر من التنازل المجاني لإرضاء الجميع لم تتحمل بساطة عقلها ان العائلة تصنع بقرار منفعي أو بقرار قرابة وأن العلاقات بإمكانها ان تقام على عاطفة النعم بدل القيم , قناعات صغيرة امتلكتها من زمن البساطة والشظف ولا يعني الآن التمسك بها إلا كمن يركض خلف ظله
تبدو الان كأطلال مبنى محاط بسلسة من الابواب مطلية بالأسرار , بصمتها ,استسلامها المريع للمخدر ونظراتها الغائبة و ابتسامتها البلهاء وشعرها العاري من غطاء ملحفتها , متوشحة بشعور الخذلان وبسعادة غامضة بعد ان اصبحت معفاة من تحمل المسؤولية تحت طائلة الجنون .
بقلم:الحسينة حمادي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر