الأربعاء، 26 فبراير 2014

فرنسا والمغرب.. نهاية عقود العسل!


عرفت العلاقات بين المغرب وفرنسا خلال الأيام الأخيرة تأزما غير مسبوق منذ سنوات، وصلت إلى حد إلغاء زيارة المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي لحماية الكوكب نيكولا ايلو زيارة كانت مبرمجة أمس إلى الرباط.
فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مغربي مسؤول قوله “نظرا إلى الظروف الحالية التي تمر بها العلاقات بين البلدين، فقد توصل الطرفان بشكل مشترك إلى اختيار موعد آخر للزيارة”، وأضاف نفس المصدر أن نيكولا ايلو كان من المقرر أن يلقي محاضرة في الجامعة الدولية في الرباط تحت عنوان “حماية الكوكب: تحدي عالمي”.
وتأتي هذه التطورات في خضم أزمة دبلوماسية لا تزال تتوسع بين المغرب وفرنسا، الذين يعتبران حليفان في العديد من القضايا، خاصة في قضية الصحراء الغربية، أين تجد الرباط في باريس أقوى المواقف الداعمة لاحتلالها لهذا الإقليم الذي بدأ منذ السبعينات، بعد انسحاب الاحتلال الإسباني.
و كانت أولى ملامح التأزم بين البلدين قد ظهرت قبل أيام بعد أن أعلنت السلطات المغربية احتجاجها “بشدة” لدى السلطات الفرنسية وبعد أن استدعت سفيرها، مشيرة إلى “حادث خطير” إثر مطالبة منظمة غير حكومية فرنسية بمثول رئيس جهاز الاستخبارات المغربية، مديرية مراقبة التراب الوطني، أمام القضاء بعد اتهامه بـ “بالتواطؤ في التعذيب”. جاء فصل جديد من توتر العلاقات بين الرباط وفرنسا.
ثم زادت حدة التراشق الكلامي بين باريس والرباط بعد نشر صحيفة لوموند الخميس مقابلة مع الممثل الإسباني خافيير بارديم، الذي أعد وثائقيا عن الصحراء الغربية، أكد فيها أن السفير الفرنسي قال له في العام 2011 إن المغرب يشبه “العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها”.
ورغم مسارعة السلطات الفرنسية إلى نفي هذا الكلام، إلا أن الحكومة المغربية اعتبرت هذا الأسف غير كاف وطالبتها بمزيد من الخطوات قبل اعتبار أن الأزمة قد طويت، حيث أصدرت بيانا جاء فيه أنها “على ثقة تامة بقدرة فرنسا على معالجة ما خلفته هذه العبارات التي مست بكرامة جميع المغاربة”.
وتابع البيان أن “فرنسا لقادرة، على اعتماد أنسب الوسائل، لرفع الحيف والضرر، الذي سببته هذه العبارات، دون الاقتصار على مجرد تكذيب للناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية دون أي رد فعل للدبلوماسي المعني بالأمر، سواء نسبت إليه عن طريق الخطأ، أو أنه صرح بها فعلا”.
ومع هذه الحرب الكلامية بين مسؤولي البلدين، ظهرت هشاشة كبيرة في العلاقات التي تربطهما، بعدما كانت مضرب مثل في السابق من خلال التعاون الاقتصادي والتحالف السياسي بينهما خاصة حول القضية الصحراوية، أين تقف فرنسا منذ نشوبها بلا هوادة مع المغرب متجاهلة حقوق الشعب الصحراوي، كما أظهرت تصريحات الجانب الفرنسي أن تأييده للمغرب لا يعدو أن يكون مجرد تكتيك مرحلي قد يتغير في أية لحظة لحصول تغيرات في مصالح باريس بالمنطقة، مما أرعب المخزن الذي يعاني من تراجع الدعم العالمي الموفر له دائما وهو يواصل احتلال الصحراء الغربية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر