الأحد، 9 فبراير 2014

الخارجية و لعبة المصالح

عندما تسقط ورقة التوت يتعرى من كان يستر عورته بدراعة بالية، وزير الخارجية و من ورائه ظل يوهم الجماهير الصحراوية بالانتصارات الدبلوماسية و قيادة عربة الخارجية نحوا نجاحات كاذبة شنف بها آذاننا انكشفت عورته.
و أنكشف أن ما يفعله يدل على أنه يعمل مع أطرافا بعينها تروم الانقضاض على السلطة وتهيئ لها في العلن وفي الخفاء دون حيا من خلال سياسة تفريخ الغاضبين على سياستنا الخارجية التي لم تعد تبشر بالخير بعد مسلسل سحب الاعترافات المتكررة.
وبعد تعيين السلك الدبلوماسي و تجاهل المعايير الدبلوماسية التي تم الاختيار على قاعدتها هؤلاء؟ تفاجئ المتابعين لهذا الشأن بعد نشر خبر يفيد اعتماد السيد اباه المد كسفير مفوض فوق العادة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بكينيا، و تنصيب السلطات الصحراوية للسيدة مريم محمدو مكلفة بالقائم بالأعمال بالسفارة، هذا التعيين الفاضح الأول من نوعه لسفير وتكليف زوجته بالقائم بأعمال السفارة يشكل تعزيز لسياسات الفشل والغموض والولاء على حساب الكفاءات الموجودة التي تنتظر منذ زمن بعيد في ثلاجة تركن قاعة انتظار فكر الوزير الغائب أصلا و تقاعس السلطة عن النهوض بالوزارة الى بر الامان .
وربما يكون مهندس القبلية سيد احمد البطل له ضلع في عملية التعيين هذه للضغط على الرئيس واجباره على التوقيع على اشراك السفير لزوجته في عمل السفارة .
أما الوزير الذي دشن السفارة بدون سفير وفي فندق بعيد عن السفارة ربما جعل الكثيرون يشككون في خبر التدشين اصلا لان الوزير اعتاد اللعب على العواطف والتحدث عن مكاسب لا أساس لها من الصحة.
هذه السياسات المريضة و التي تعتمد على المحاصصة القبلية تعد أحد الاسباب الرئيسية في موجة سحب الاعترافات بالجمهورية الصحراوية يعيد النظام تطبيقها مع كينيا التي جمدت الاعتراف اكثر من مرة لكن النظام لا يريد ان يستفيد من دروس الماضي ويمضي في سياسة أبعد ما من الصواب، في وقت تعج المخيمات بالشباب المؤهل لخوض غمار الخارجية و الاستفادة من خبراتهم و تطوير أساليبها القديمة .
السفير الشاب المثقف الذي وجد نفسه في عالم أكبر منه مع إحترامنا الكبير له قد يقضي على مصداقيته بتوريطه في هذا المشهد الذي يعزز سطوة العائلة بمفهومها الضيق ويميط اللثام عن العجز في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب و يعطي الصورة المشوشة أصلا عن القيادة عند الشباب الصحراوي عموما.
ومن هنا لم نعد نصدق فرية تعيينات الخارجية وسقطت ورقة التوت وأصبح الوزير الراعي الرسمي للتعيينات المشبوهة.
و في سياق متصل اثار هذا التعيين جدلا واضحا في الوسط الشعبي حيث انتقد العديد من المثقفين هذا التعيين .
و بهذا التعيين تستمر فضائح التعيينات الدبلوماسية في وزارة الخارجية ...و تستمر لعبة المصالح المدمرة التي تقود البلاد نحو الهاوية، والمتصارعون لا يبالون، بل أصبحوا أكثر غرقا في مصالحهم الخاصة التي يرون أن الصراع سوف يجلبها لهم بينما تنتفي المصلحة العامة من أجندتهم بغير رجعة.
بقلم: محمد عبدو .

0 التعليقات:

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر