الأحد، 23 يونيو 2013

الولي لم يمت

يحتفل الشعب الصحراوي هذه السنة بمرور أربعين سنة على تأسيس رائد كفاحه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب ذلك الإشعاع الحضاري الذي نقل الإنسان الصحراوي من ظلمات الجعل و التفرقة إلى نور العلم و' الوحدة الوطنية ' ,كما يحتفل هذا الشعب اليوم بالذكرى السابعة والثلاثون ليوم الشهيد وهو الذي (الشعب) لا يكاد يخلوا بيت من بيوته من شهيد أو اثنين من قوافل الشهداء الذين عبدا بهم طريق الحرية و الانعتاق و لم يزده ذلك إلا صرارا على مواصلة النضال , رغم كل المؤامرات التي يتعرض لها ,فبإصراره استطاع أن يحبط كل محاولان القدر و الخيانة و أن يضرب مثلا في التحدي و العزم, فرحم الله جدتي التي كانت دائما تقول عند ما ندعوها للخروج إلى البادية وقد اشتدا عليها المرض " لن اخرج إلا إلى احد الوجهتين إما العيون حرة مستقلة و إما مقبرة السمارة.
كما لا يكاد ينتهي أي حديث عن الثورة دون أن يتوقف أو يضرب مثلا بشهيد الحرية و الكرامة, قائد وملهم كفاح شعبنا العربي المسلم في الساقية الحمراء وواد الذهب ' الولي مصطفي السيد ' و منها مثلا انه كان متواضعا و كان مثابرا مؤمننا بقدرة الشعب الصحراوي على صناعة التاريخ و منها انه كان ذكيا و مجتهدا و كان صارما و و و ومنها ما سمعت ذات مرة و أنا اجلس بالقرب من المذياع (أراديو) بمناسبة احد الاحتفالات بيوم الشهيد فتحدث من كان خلف المذياع فقال "يحتفل الشعب الصحراوي اليوم بيوم استشهاد ابنه البار ...و أضاف ضريح و قبره مجهول ..." ولم افهم بسبب صغر السن وقتها معنى هذا الكلام مما دفعني إلى الاستفسار من من كانت بجانبي فأجابتني انه " لا يوجد مكان مؤكد على انه قبره...وأضافت بشي من الرجاء ربما لم يمت..." و منذ ذلك الوقت و أنا اعش على وقع انه مازال على قيد الحياة وانه سيعود ذات يوم.
فمن قال انه مات الولي هو من كان يقود معارك جيش التحرير البطولية التي خاضها ضد العدو الغربي و الاسباني من قبل و أذاق العدو الهزيمة كاس حنظل تجرعها في أكثر من مرة في الخنكة و اخواتها .
الولي كان يؤمن بالعنف الثوري ولأنه كان يتخذ من العنف الثوري وسيلة لتحرير شعبه فمن المؤكد انه لن يكن راضي عن فكرة وفق إطلاق النار مما دفعه إلى تأجيل ظهوره و فضل قيادة العمل الثوري من المدن المنتفضة ضد العدو فالولي هو من قاد الانتفاضة من الطنطان و من قليمم وهو من قادها من العيون و من الداخلة و من السمارة و من بوجدور , الولي هو من خطط و من نفذ المعركة "اكديم ازيك " , الولي هو من فتح المفاوضات مع الاحتلال الاسباني و الجبهات مشتعلة و يد الولي مع يد المفاوضين , الولي استطاع أن يخلد في أذهان الشعب الصحراوي و أن يسكن قلوب كل الصحراويين ألانه أمنا بقدرة الإنسان على الخلود فسخر نفسه خدمتا للجماهير, فمن منا لم يسمع الكلام المأثور الذي يكرره كل الشعب و الذي مفاده انه الو كان الشهيد الولي بيننا اليوم لكان بالمكان أفضل مما كان .
الولي لم يمت لأنه لم يكن لمجموعة أو حزب أو تنظيم يل عاش من اجل الشعب و قد امن بأجود الشعب و انه لا تنظيم إلا لتنظيم السياسي للجبهة فالولي لم يمت ألانه صدق عند قوله "إذا أردت حقك يجب أن تسخاء بدمك " فسخاء بدمه و صدق قوله مثل ما صدق المحفوظ اعلي بيبا في قوله " إذا أراد الصحراويين أن يكون مغاربة فانا لان أكن مغربي... ".
الولي لم يمت ألانه اختار و رفاقه أن يموتوا موحدين ولا يعيشوا متفرقين فهم لن يموتوا ألانهم أسسوا لفكر سيظل واقف مهما حاول العدو عبثا.
فالولي لم يمت فقد أراد له الله عزا وجل أن ببقاء مع شعبه إلى الأبد, فقال عزا من قائل " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170 " فهو اليوم ينعم مع رفاقه أمثال الشهيد حماد و الشهيد وليد و بيكا و سيدي حيذوك و سيد براهيم بصيري و المحفوظ والخليل وكلهم في جنان ألخلدي وهم لا شك يشاهدون من حيث لا ندري ما أصاب القضية الوطنية من فتور و لو سألناهم لكان عندهم جواب لكل إبهام و جوابهم " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
بقلم: محمدعمار محمد سالم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر