الثلاثاء، 18 يونيو 2013

عباد الأطماع الوقحة داخل البرلمان

إن من يتابع اليوم ما يحدث في البرلمان الصحراوي ومتملقيه الأشداء في خيانة تطلعات الشعب المسكين و تمحيص أفعالهم الرخيصة المتناقضة و الداعمة لسلطة الفساد في أول النهار والقسم على الولاء لها مساءه، يدرك ببساطة هشاشة هذه الطبقة و ضعفها المتمسكة بأظافرها التي لم تعرف التقليم يوما خوفا من السقوط، بعد تبين جشعها وعدم مسؤوليتها إتجاه المواطن البسيط من شدة طمعها و خوفها من تجميد نفقاتها المتحصل عليها تملقا و تزلفا، فالطامع والخائف لا يصنعان الحرية قطعا و إنما يرسخان الخنوع و التشرذم و الإنقسام المدفوع بالتعصب الفردي و القبلي، ليس فقط في البرلمان و إنما سيرمي بظلاله إلى داخل الشعب و مستقبل القضية .
لقد إتضح زيف وطنية مثل هؤلاء، يوما بعد يوم تثبت هذه الفيئة عظم نفاقها و زيغ سعيها، وضعف بنيتها و مطالبها الباطلة بعد تجردها من إنسانيتها و سقوطها نحو الحضيض و الهاوية و تساقط أوراقها في واضح النهار.
إن ما يحدث اليوم هو خديعة كبرى ومؤامرة دنيئة ضد الشعب الصحراوي ونوابه الأحرار
، يقودها سفراء الحكومة في المجلس لتعطيل مؤسسات الدولة و البرلمان أولها، وإنهاك مواردها وطاقاتها، واستنزاف أوراق قوتها وشغل الرأي العام فيها بصراعات تغدي تحالفات بين لصوص المال العام وأباطرة الفساد والتطبيع مع الحكومة في كل شيء حتى و إن كان ذلك على حساب المواطن المريض الذي يأكل المرض الخبيث جسمه و يتلاعب أرباب التملق و النفاق عديمي الأنسانية و الأخلاق بمصيره، مثلما لا يترددون  في التنكر لمسيرته و تضحياته، لكن المسرحية بمشهدها الهزيل الهادفة إلى صرف النظر عن هموم المواطن الغارق في الفقر والعجز عن توفير أدنى احتياجاته والمنهك بالأمراض والجهل و الإحباط و ضبابية المصير ، لن تنطبق بعد اليوم على الأحرار داخل المجلس، الشرفاء المتمسكين بالحق و قوة الحق، و حكم القانون المستوحى من قيم الإنسانية النبيلة و الهوية الصحراوية القحة و الصامدة و الوفاء للعهد المرسع بتضحيات الشهداء الأبرار .
وهي سانحة أحيي فيها رواد التجارب المريرة في إعلاء صوت الشعب، وأشد على أيديهم، مثمنا أهمية دورهم  في الرقابة و كبح المفسدين، و نهنيئهم  كنواب تدفعهم الغيرة على الوطن من أجل المواطن و الشعب، رافضين إذلال كرامة الشعب معلنين الثبات و الصمود كالشجر من أجل الحق أمام التاريخ  .
إن الخطة الفاشلة الرامية إلى تتبع الحكومة في كل ما تشتهيه  من ما طاب و لذ والعمل على تكريس واقعها المر دون إرادة الشعب الرافض لكل ملفات الفساد و التي يبقى أهمها ملف المخدرات و إمتداده، و وضع حالات الإنتظار المرضية وارتفاع الأسعارالمستشري، وملف التعليم المعقد و الإحصاء و حرب التعدين و أكاذيب الخارجية التي لا تقف و لا يكل أصحابها في تجديدها زورا و الناس تموت، ما من مغيث ولا حسيب ولا رقيب، كلها معوقات كانت أولى أن تكون مدار حديث الساعة و الإهتمام و المناقشة داخل المجلس، لكن رفض عرضها للنقاش زاد من حدة الإحتدام و عمق الصدع و نسف بقايا الحرية و الإنسانية و الواجب الأخلاقي و الديني للفيئة التي أرادت أن يكتب لها التاريخ صفحة سوداء تعانق فيها و تتضامن مع سلطة الفساد، إذ كيف تخول لهم أنفسهم وهم صوت الشعب فعل العار و التنكر لمن منحوهم ثقتهم أملين في رد الإعتبار من أجل المصلحة الوطنية التي عٌرف منذ هذه اللحظة أهلها الذين يسيرون إلى الوراء  كلما حاول رفاقهم الأحرار التقدم إلى الأمام.
إن صراع بين نواب المجلس أبان عن فيئة عباد الأطماع الوقحة داخل البرلمان الصحراوي تدور أطماعها النذلة بين أقطاب الفساد الممنهج الذي يجسده الوجه الحقيقي المنحط لهذه الفئية التي أصبحت تعرف بمُداح الحكومة، كما يجسد العجز الحقيقي و المتفاقم للبرلمان المنهك و المنقسم كرها بين من أضحى طرفا تابعا في صراعه مع الحكومة من أجل خدمة الفساد، و مدافع حر عن تطلعات الشعب.
لقد بات واضحا أن أنصار الحكومة في المجلس تقف على لغم يكاد ينفجر في أول محاولة للتحرك عندما طبلت للأزمة فبكت على عجزها و سارعت في تقزيم دورها لتكون بذلك ضحية ظلم واستهداف سياسي بشع يشتت وحدة المجلس، ولم تجد متسعا من الوقت لتكتشف أن ما يجمعها من روابط  أكثر مما يفرقهما، وأنهما في النهاية حتى لو تعاركت بعنف ودموية، لا يمكن لأي منهما الاستنجاد بالحكومة التي تملك رقاب معظمهم بالمال.
لكنه بات من الواضح و نحن نتابع معارك فرقاء المجلس، أنه يحز في وجداننا أن يظل المواطن الصحراوي يسدد فاتورة الأطماع الوقحة بين الحكومة و زمرتها داخل المجلس الذي يعد واجهة للدفاع عن الشعب وليس لظلمه و التقطرس عليه .
ومن المهم بما كان أن نقول للصحراويين أنظروا لمن منحتموهم ثقتكم، إنها فيئة تصارع فقط من أجل مصالحها، كما يدفعها العناد المتخلف و المنحط إنسانيا و أخلاقيا، فهل يمكن التعويل على من أذاب هموم البلاد والعباد في صراع من أجل المادة و التمصلح؟.

 بقلم: برلماني سابق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر