الثلاثاء، 4 يونيو 2013

وزارة الاعلام والسنوات العجاف

"هذا ماجنت على نفسها براقش"، لست هنا بصدد شرح قصة المثل العربي ، لانكم تعرفونها جميعا انما اردت الحديث عن واحد من وزرائنا المحترمين الذي تمادي في غيه واوقف عجلة الدوران في واحد من اهم قطاعات الدولة عاملا بشعار (مكانك سر) وهو بذلك يحسب انه يحسن صنعا، انه وزير الاعلام صاحب الشخصية المعقدة والقرارات الارتجالية، اليوم وبعض حوالي ست سنوات او اكثر من حكمه للوزراة وجب علينا التوقف لنلقي نظرة على الوضعية الكارثية التي تعشيها وازرة الاعلام اليوم دون ان تتحرك الدولة لانقاذ مايمكن انقاذه ان وجد.
اخر خرجات الوزير هي تعيينه لمدير جهوي للاعلام بولاية السمارة وهو المنصب الذي سبق ان تقلده نفس الشخص في عهد الوزير السابق سيداحمد بطل ولم يحقق وقتها اي نتيجة تذكر تشفع له بالعودة من جديد، فهو على غرار باقي زملائه من المدراء الجهويين للاعلام الحاليين غير مؤهل لا مهنيا ولاشخصيا لتولي مسؤولية بحجم مديرية للاعلام الجواري يراد منها تقريب الاعلام من المواطن لكن وللاسف ابتعد الاعلام عن المواطن والسبب واحد نزوات الوزير المتعصب دائما لقراراته الارتجالية التي يتخذها داخل دائرة ضيقة من المحيطين به الانتهازيين الذين افرغوا الوزراة من اقدر طاقاتها خدمة لمصالحهم الذاتية ولكي يخلوا لهم قلب صاحبهم.
ومن الإعلام الجواري الي وسائل الإعلام الرسمية لنلقي عليها إطلالة سريعة ونحاول إيضاح صورتها بعد سنوات من عبث الوزير والبداية من الوسيلة الأم الاذاعة الوطنية الصوت الذي واكب كل محطات الكفاح الوطني وأوصل صوت الصحراويين الى كافة اقطار الدنيا، حاله اليوم مؤسف جدا والحديث عنه يتطلب مقالات عديدة لكنني هنا أحاول فتح الجرح قليلا ففي السنة الاخيرة شهدت الاذاعة نزيف حاد في صحفييها بين المطرود بقرار وزاري وبين المكره على المغادرة بفعل سوء التسيير وضعف الادارة واهمال الحكومة حيث انه من شهر يوليو 2012 الي اليوم غادرها ثمانية من ابرز صحفييها بينهم رئيسا التحرير اسلامة الناجم المغضوب عليه من قبل السلطة ونفعي احمد محمد الذي التحق بصفوف مهاجرينا مؤخرا وثلاثة من مقدمي الاخبار ومنشطة وتقني والمكلف بالادارة.
لتصبح اذاعة هواة تديرها ايادي مراهقين مبتدئين ومغرورين وجدوا انفسهم بالصدفة داخل الاذاعة مستغلين مصائب الاخرين من اجل الظهور وياليتهم مافعلوا لانهم ببساطة كمن يرقص على جثث الاسود مع احترامي لكل القدرات الصحفية و الاعلامية التي لاتزال تعمل بالإذاعة بصمت وصبر في انتظار رحيل الوزير او رحيلهم هم والتالية اقرب.
ومن الاذاعة الي التلفزة الوطنية البنت المدللة التي لم تبلغ من العمر سوى اربع سنوات كانت كافية لمسح مساحيق التجميل من على وجه معشوقة الخريجين الجامعيين الجدد ورغم الهالة التي رافقت وأعقبت انطلاق البث التلفزيوني والاهتمام الرسمي بهذا المولود ماديا وبشريا الا ان ورقة التوت سقطت وظهر ماوراء الاكمة جليا لنا جميعا رغم انه ليس لوزيرنا المحترم اليد الطولى فيه بسبب وجود مالك واحد للتلفزة على خلاف مزمن مع الوزير الذي اكتفى امام قوة المدير بمشاهدة اليتيمة عبر الشاشة وفقط حتى انه لا يستطيع دخول مقرها الا خلسة وعندما يكون المدير في رحلة علاج خارجية وبالتالي ترك التلفزة في يد المدير يفعل بها ما يشاء مستبيحا عرضها مقصيا ومهمشا لأبرز طاقاتها البشرية من الصحفيين والمخرجين امثال ابنو بلال والصالح الزوبير واحمد بادي والداه سلامة مني ويحي محمد سالم ومولاي احمد الليلي وغيرهم كثيرين.
هذا الي جانب استباحته لمواردها المالية وتوظيفها في خدمة مصلحته الشخصية ناهينك عن اشياء اخرى اتعفف عن ذكرها،
كل هذا يحدث امام اعين وزير لاحول له ولاقوة غير توزيع ابتسامات الشفقة امام المدير في مشهد مخزي ومذل، وفي ظل هذا الواقع المزري بالمؤسسة الإعلامية نعرج على وكالة الانباء الصحراوية التي تأسست سنة 1999 وتحظى برعاية رئاسية خاصة توجت العام الماضي ببناء مقر جديد لها اشرف رئيس الجمهورية بلحمه وشحمه على اختيار مكان تشييده في لحظة تاريخية اصبح فيها رئيسنا مهندسا معماريا بإمتياز ورغم عدم ملائمة المكان الذي اختاره رئيسنا الا انه لا احد استطاع ان يخالفه الرأي فنعم الرأي رأيك قالها وزيرنا بالفم الملأن وأوكلت مهمة البناء لشركة مقاولات تابعة لرئاسة الجمهورية وتلكم بشرى أخرى ازفها لكم متأخرة أبشرو فالرئاستنا مؤسسة مقاولات خاصة من اهل بيت الرئيس.
هذه الوكالة يديرها رجل خارج عن طاعة الوزير بسبب خلافات شخصية بين الرجلين جعلت من وكالة الانباء ملكا خاصا للمدير يفعل فيها مايحلوا له محميا من القاضي الاول في البلاد وبالتالي لاخوف عليه اما مردودها الاعلامي الذي ظل يراوح مكانه فبدل ان تكون الوكالة مصدرا رسميا للاخبار وصاحبة السبق نجدها اخر من يعلم تماما كشرطة افلام هوليود.
ومن الوكالة الي جريدة الصحراء الحرة ثاني اقدم وسيط بعد الاذاعة لكنها الاضعف مديرا وجندا ولم يشفع لها ان الوزير كان مديرا لها قبل ان تقذف به الانتفاضة الي الواجهة ونسيها وتركها لحالها تصارع بين اخواتها مثقلة بعقدة انها ليست الاجمل وان حظوظها في الزواج من رجل ثري قوي قليلة جدا مادامت التلفزة والوكالة متزوجتين من اثرياء، غير انها تواسي نفسها بالاذاعة التي تزوجت من ضعيف لكنها صابرة.
كل هذا الضعف ساهم الي جانب قلة الرعاية الحكومية في انتاج جريدة أسبوعية غاية في الركاكة وفقر في المحتوى لا تملك من القراء جمهورا غير اصحاب السيارات الذين يتهافتون عليها حبا في تنظيف زجاج سياراتهم.
هذا باختصار شديد هو واقع مؤسستنا الاعلامية التي نعول عليها كثيرا في معركتنا مع الاحتلال وقصدت الحديث اكثر عن المدراء وعلاقتهم بالوزير لانهم في نظري الخاص يشكلون عائقا امام تطور الخطاب الاعلامي الوطني ومن خلال هذه النظرة السريعة على واقع الوزارة نستنتج انه هناك وزير ضعيف جدا مع مدراء اقوياء متنفذين واخرين اضعف من الوزير نفسه واذا ما استمر الحال على ماهو عليه فسنكون امام سنوات اخرى من صناعة الفشل والفاشلين في قطاع حساس جدا بحجم الاعلام، واخيرا وجب علينا الجلوس مع ذواتنا ومحاسبتها على كل صغيرة وكبيرة وانت ايها الوزير اتمنى لك الشفاء وارجوا ان لاتكون مثل براقش التي لم تجني على قومها سوى القتل والخراب.
بقلم احد اطر وزارة الاعلام

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر