الثلاثاء، 4 يونيو 2013

قوة المقاومة واستمرارها دليل على ربح المعركة

في ماي الماضي احتفل الشعب الصحراوي بالذكرى الاربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمرء ووادي الذهب وبذكرى اندلاع الكفاح المسلح 1973، وسيحتفل في هذا الشهر بالذكرى الثالثة والاربعين لإنتفاضة الزملة التاريخية سنة 1970 التي قادتها الحركة الجنينية. ثلاثة واربعون سنة مرت بصعوباتها واختلاف مراحلها وتعدد اشكال نضالها اثبتت ان ارادة الشعب الصحراوي قوية في الاستمرار على نهجه من اجل الحرية والاستقلال، هذا النهج وهذه الارادة ستتوج لامحالة ان انشاء الله بالنصر.
رغم ان تأسيس جبهة البوليساريو وقبلها الحركة الطليعية جاء في اوج الحرب الباردة وصراع القطبين واجواء التحرر وتصفية الاستعمار خاصة في القارة الافريقية، الا انه لم يكن من السهل انجاح العمل النضالي وخوض الكفاح المسلح لطرد المستعمر انذاك بسبب الاطماع التوسيعية لبعض دول المنطقة وتآمرها على مستقبل الصحراء الغربية. لكن بفضل التفاف ابناء الشعب الصحراوي وراء ممثله الشرعي واعلان الوحدة الوطنية حققت المقاومة الصحراوية نجاحا هاما افزع المتآمربن مما جعلهم يجمعون جهودهم لمحاولة كبح تقدم هذه المسيرة بالاتفاقية الثلاثية المشؤومة في 14 نوفمبر 1975 بين اسبانيا والمغرب وموريتانيا. فاستمر الكفاح المسلح رغم قلة العدد والعدة وتوالت انتصارات جيش التحرير الشعبي الصحراوي واستطاع ان يتحكم بزمام المبادرة في ساحة القتال بشكل ابهرالجميع وهو ما ادى الى افشال الاتفاقية الثلاثية بانسحاب موريتانيا من الصراع، وزاد من وتيرة التعاطف والمساندة الدولية التي توجت بقبول عضوية الجمهورية الصحراوية في المنظمة الافريقية ومنظمات دولية وقارية أخرى. وبالضغط العسكري ايضا فرض على العدو المغربي القبول بمبدء الحلول السياسية والتفاوض، ومن المتعارف عليه انها عادة ما تكون الخطوة الاخيرة في انهاء الصراعات.
كان وقف اطلاق النار والدخول في مسلسل السلام امر طبيعي قي تعاقب الاحداث لكنه آتى في ظل متغيرات دولية وجهوية معقدة فرضت التمسك بقاعدة تحكم الصراع : نهاية الحرب الباردة، وتوقف الحركة التحررية في القارة الافريقية، الحرب الاهلية في الجزائر وتنامي ظاهرة الارهاب. للاسف الشديد ان المغرب تنصل من التزاماته بخصوص تطبيق خطة تقرير المصير وراهن على تقلبات هذه الاوضاع . في الواقع واجهت المسيرة النضالية صعوبات كبيرة افرزت الكثير من السلبيات منها ما هو مقبول ومنها ما هو غير مقبول لكن ورغم ذلك فقد احرزت جبهة البوليساريو مكاسب من هذا التعاطي اولها الثقة في صدق نية الطرف الصحراوي وجنحه للسلم مقابل رفض مغربي وثانيها ترسيخ القناعة باحترام مبدء تقرير المصير وثالثها اتمام قائمة المؤهلين للتصويت.
إن من اهم ما يلفت الانتباه ويستحق التنويه، هو سياسة ضمان الصمود وتقوية الذات والمحافظة على المكاسب التي انتهجتها المنظمة خلال هذه الفترة. فالانسان الصحراوي في تنامي ويزداد التفافه حول اهدافه واستعداده لخوض اي شكل من اشكال المعركة في اي وقت، ومكانة الجمهورية الصحراوية ثابة وسمعتها جيدة واتساع دائرة الدعم والتضامن مع القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال بات معترفا به وظل المغرب يعتبر الغازي والمحتل للاراضي الصحراوية.
من المكاسب ايضا الهامة التي تركت بصماتها ، ليس في التاريخ الصحراوي وحده، بل في التاريخ المعاصر للشعوب ، هو الاسلوب الجديد والمتجدد للانتفاضة في الارض المحتلة التي ارغمت المحتل المغربي على الإعتراف بالحركة النضالية المتأججة والتي كشفت الستار عن حقيقة النظام المغربي ومغالطاته. بل الاكثر من ذلك ان هذه الانتفاضة جعلت العالم يركز انتباهه، بما في ذلك دوله العظمى، على ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان في الصحراء الغربية والمطالبة بحماية المواطنين الصحراويين وحقوقهم الاساسية المعترف بها دوليا. فاذا كانت انتفاضة الزملة 1970 والمظاهرات اثناء زيارة بعثة الامم المتحدة 1975 والهزيمة التي مني بها المغرب على يد اسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي شكلوا تحولا كبيرا في الصراع من اجل التحرير والاعتراف بالقوة والوجود الصحراوي فان انتفاضة الاستقلال ترسم معالم الفجر الذي تشرق بعده شمس الحرية.
رحم الله شهدائنا الابرار، وعاشت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
بقلم: الديش محمد الصالح.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر