الثلاثاء، 4 يونيو 2013

وا اسفاه يا ابن الشهيد

قبل أن أخط هاته الكلمات ، فكرت مليا في ثقل ابراق الرسالة الى من يهمه الامر ممثلا في شخص ” محمد سالم السبطي” وكل من يحذو حذوه . وذلك مرده لظروف موضوعية واخرى ذاتية متعلقة بالمرسل اليه ، فارتباطا بالاولى لاشك بان سر صمود ونجاح الشعب الصحراوي في معركة استرداد الكرامة والشرف المسلوبين يتعلق في جزء كبير منه باجادته التعامل مع الفخاخ التي طالما عودنا المستعمر المغربي الغاشم في نصبها تزامنا مع كل نجاح يسجله الشعب الصحراوي لحسابه والتي يبقى في مقدمتها سياسته النتنة الهادفة الى تحوير مسار المعركة من عمودية ضد نظام استعماري غاشم الى حرب افقية بين ابناء الرقعة الجغرافية الواحدة باختلاف مشاربهم الفكرية ، اما ما تعلق بالظروف الذاتية فلا اخفيكم باني اصبت بالصدمة الممزوجة بالكثير من الحسرة وانا انبش في التنشئة الاجتماعية لمن افترض فيه ان يحذو حذو ابيه الشهيد الذي سقط شامخا تحت سياط الجلاد المغربي بالمعتقلات السرية الى جانب العديد من رفاقه الذين اختارو التغييب عن الحضور الغير المشرف .متناسيا بذلك هذا الماضي الاليم ومغفلا وصايا من ربتو على كتفه في حفل العزاء ومن توسلو لله عز وجل بان يجعله خير خليفة . الا ان رياح تساقط محمد سالم السبطي في شراك العدو سارت وللاسف بما لاتشتهيه سفن من عرفوا أبوه الشهيد وخبروه عن قرب وفي احلك الظروف .
ففي آخر فصول لسانيات المعني بالامر وفي خضم الحصار العسكري الذي تشهده مدينة السمارة الجريحة ، وبعد ان اجتمع الى مجلسه العديد من اشباهه المتساقطين اطلق محمد سالم العنان للسانه مستهدفا به الصحراويات المناضلات العفيفات واصفا اياهم ب “العاهرات” ، غير ابه للحد الادنى من روابطه بهذا الشعب الابي . متناسيا بأن تحت كل ملحفة جسد امرأة أكلته السياط ، وفي ملحفة كل امرأة هيكل عظمي احرقته الزنازن المغربية في اكدز وقلعة مكونة الرهيبة وفي القنيطرة وتازمامارت ودرب مولاي الشريف وبالسجن لكحل وايت ملول واخواتهم من دهاليز سلب الحرية ، أم انك تناسيت بان تحت كل ملحفة حزمة احزان وبقايا ذكريات للهراوات عندما تنهش جسد مناضلة صحراوية عفيفة عزيزة محولة اياه الى خارطة للاغتصاب والحط من الكرامة الانسانية وهي تسحل جهارا نهارا بشوارع وازقة ارضنا التي دنسها الدخلاء..
كما ان تحت كل دراعة يا سيدي بقايا رجل يرفض الموت الممنهج رغم تجواله لسنوات وسنوات في القلاع السالفة الذكر، ليخرج مهوسا أو محروقا بالبنزين وهو حي أو مشلولا مدى الحياة لا تتحرك منه إلا عيناه. وتحت كل دراعة يضمحل رجل ليخرج منها طفل يصنع البقاء والتواصل، وينمو كبذرة عصية على الذوبان يحبو وينطق بلا بديل، لابديل عن تقرير المصير. وإن تناسيت كل ذلك فهذه فرصتك لاعادة القراءة بعد ان لحنت ، فلا تتناسى بأن كل هؤلاء رغم المحن ومكائد الزمن ، رغم قطع الارزاق والتهديد بضرب العناق سيبقون مختزلين كل مرة الموت محولين اياه الى حياة افضل ، فالثورة لن تجف وستظل تحيا مادام القهر المتعدد الاشكال يستأسد هنا وهناك ، الثورة هي الهوية الفكرية والسياسية والانسانية التي تجعلنا نختلف عنك وعن اولئك الذين تجمدت قلوبهم في قصور وفيلات لا تعرف من الحياة الا اللذات المتآكلة في اجسامهم .
فوا اسفاه كم خيبت من امال علقت عليك وانت ابن ذلك الصادق الصدوق الذي عانق المنزلة العليا ،لكن لا يشعر بالعار من لا يعرف العار ، و لا يعرف العار من لا يعرف الشرف ، و يا لذُلّ قوم لا يعرفون ما هو الشرف و ما هو العار. 
بقلم المناضلة الصحراوية : كلثوم لبصير

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر