الأحد، 16 يونيو 2013

رغم التنبيه لها، ظاهرة العنوسة في تزايد داخل المجتمع الصحراوي

قدمت مجموعة من المؤسسات دراسات حول ظاهرة العزوف عن الزواج داخل مجتمعات شمال إفريقيا، وكان السبب الأول في ذلك حسب جل تلك الدراسات الوضع المادي للأفراد وفي المقابل غلاء المهور، لكن اتضح بعد ذلك أن لكل بلد من بلدان شمال إفريقيا خصوصية أثرت بشكل سلبي على عملية التكاثر.
وبخصوص حالة الصحراء الغربية تفسر من ناحيتين الأولى تشمل السكان الموجودين داخل الجزء الذي يحتله المغرب والثانية تخص أولئك الموجودين داخل مخيمات اللاجئين جنوب غرب الجزائر. ففي الأراضي التي تخضع للسيطرة المغربية يتعدى سن الزواج 32 عاما لدى النساء أما الرجال فأكثر بقليل ويرجع ذلك إضافة إلى المذكور أعلاه إلى انتشار بعض الآفات الاجتماعية وعلى رأسها الدعارة التي انتشرت في السنوات الأخيرة، فقد تعمدت السلطات المغربية في إجلاء شبكات الدعارة إلى إقليم الصحراء الغربية من أجل التغطية على مشاكل الشباب الصحراوي. وفي تتبع لذلك فإن الظاهرة “العزوف” ستساهم حتما في التأثير على الجغرافيا البشرية داخل الإقليم. أما في مخيمات اللاجئين الصحراويين فإن جبهة البوليساريو اعتمدت جملة خطط من اجل القضاء على الظاهرة لكن دون جدوى، ففي فترة سابقة أخرجت توصية حول التكاثر وتحدث العديد من المثقفين الصحراويين عن مخاطر ظاهرة العزوف عن الزواج وأخذوا يربطون ذلك برؤية مستقبلية لكن مع كل ذلك لم تتوفر حوافز حقيقية لدى الشباب بسبب ارتيابهم بين المألوف من العادات وواقع حياتهم اليومية.
ومن الأسباب الأخرى التي ساهمت في الظاهرة داخل المخيمات الصحراوية هو تأثر أولئك بنمط الحياة الحضرية، هذا إضافة إلى درجة الحرية التي يتمتع بها أولئك إذ أصبحوا لا يستجيبون لنداءات قياداتهم السياسية والقبلية بخصوص مسألة التكاثر التي ترى فيها البوليساريو رهانا مستقبليا. لكن في الحقيقة القيادات داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين لم تضع حل عملي لهذه الظاهرة فمثلا مسالة الزواج الجماعي التي أصبحت معروفة في بعض البلدان العربية لا يعرفها الصحراويين وإن وجدت ستكون كفكرة لا أكثر لأن المجتمع الصحراوي مرتاب بين عاداته البدوية والذهنية الحضرية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر