الأحد، 23 يونيو 2013

مسيرة الحرية أو قصة العبودية في الصحراء الغربية

رغم العلاقة البنيوية ما بين ملف الرق ومستقبل السلم الاجتماعي من جهة وبناء دولة المواطنة بما تحيل إليه من مساواة وعدالة وندية بين المواطنين من جهة أخري فإن رؤية نخبة "البظان" لواقع الرق وتصور تجاوزه تتميز بالاختلاف والتباين وذلك من خلال التيارات التالية.:
ــ تيار تمثله الطبقة التقليدية ويضم الوجهاء وزعماء القبائل والفقهاء والأغلبية الساحقة من المسؤولين في مختلف قطاعات الدولة وكذلك القضاة والموظفين في قطاع العدالة وجل العاملين في حقل الثقافة من جامعيين وإعلاميين ويعبر أصحاب هذا التيار عن موقفهم الرجعي والسلبي من الرق في واقعه وفي النقاش الدائر حوله وذلك من خلا ل مسايرة المجتمع والتواطيء معه في ممارساته الاسترقاقية المباشرة وغير المباشرة، وفي نظري أن الفكرة المؤسسة لهذا الموقف هي استشراء وتمكن النظرة الطبقية التراتبية وتحكمها في الذهن البيظاني الذي يبدو كما لو كان يمتلك مناعة أو قوة خارقة ضد تيار التنوير والحداثة والخروج على فكرة وهذا التيار هو الذي يوجه ويؤطر موقف الدولة من ملف الرق.
ــ تيار السياسيين : يتعامل سياسيو الدولة الصحراوية مع ملف الرق اليوم في الصحراء الغربية حيث يختصرون الاهتمام بالموضوع في أنجع وسيلة دعائية انتهازية للحصول علي أكبر نسبة من المصوتين "ذوي البشرة السوداء" أما هموم هذه الشريحة المتعلقة بالفقر والجهل والإذلال الاجتماعي وغيرها من الأمراض والمصائب الناتجة عن وقوع هذه الشريحة تحت وطأة الرق لقرون طويلة فإن هذه النخبة لا تملك رؤية واضحة للتعامل معها.
وفي الوقت الذي تتزايد وتيرة الحركة المطلبية في هذه الشريحة نتيجة تنامي الوعي والتوثب نحو الحرية والعدالة الاجتماعية في صفوفها تزداد شرعية التساؤلات المتعلقة بمستقبل العلاقة ما بين "ذوي البشرة السوداء" والبيظان..
نخبة الحكومية تعاني من الحيرة وعدم وضوح الرؤية ولا تملك تصورا واضحا للتعامل مع هذه الشريحة الناهضة فهل يعني ان البيظان يحاولون وقف حركة التاريخ وقانون تداول السيادة.
أن عدم تفهم الحكومة الصحراوية لمشاغل وهموم "ذوي البشرة السوداء" اليوم وطبيعة العلاقة الجديدة التي يجب ان ينسجو خيوطها معهم سيشكل خطرا داهما علي التفاهم والتعايش السلمي بين الطرفين ومن خلالهما على مستقبل كيان الدولة الصحراوية ومن التغفيل البين أن تتوهم نخبة البيظان اليوم أن احتواء "ذوي البشرة السوداء" عن طريق الترقية السياسية التعيينات أو عن طريق الدمج في القبيلة البيظانية ما زال ممكنا لأن مثقفي "ذوي البشرة السوداء" ونخبتهم السياسية تعتبر النفاذ إلي الوظائف الإدارية والسياسية حقا من حقوق المواطنة كما أنها مدعومة برصيد انتخابي كبير تعمل على تأطيره وتسجل نجاحات كبيرة في سبيل عزله وفصله عن الأسياد السابقين كما أنها ترفض العودة لنظام القبيلة البيظاني لأنه لا يضمن لها الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وهو نظام اجتماعي أيضا أذاقها في الماضي كل أصناف الإقصاء والاضطهاد والإهانة.
ــ تيار الحركة الانعتاقية التنويرية: هذا التيار هو الضوء الذي ينير آخر النفق وبالرغم من ضعف هذا التيار مقابل قوة التيار التقليدي الظلماني الرجعي وبالرغم كذلك من عدم التعاطي الإيجابي معه من طرف المجتمع ومن طرف الدولة والنخبة السياسية الصحراوية التي تحدثنا عنها سابقا فإن هذا التيار يسعي جاهدا ليسمع صوته المنطلق من الرؤية الوطنية الجامعة التي تعمل علي تأسيس دولة المواطنة الحقيقية.
إن شرعية الحديث في قضية الرق تنطلق من عدة مبررات منها المكانة الكبيرة التي يكتسي الموضوع بالنسبة لأطر ومثقفي "ذوي البشرة السوداء" ومنها . وهي نقطة ترتبط بسابقتها أهمية هذه الشريحة المعنية قبل غيرها بالموضوع. علاقة الموضوع بحاضر ومستقبل السلم الاجتماعي ببلد مثل الصحراء الغربية تعود مواطنوه التسيب والفوضي ولم يعرف تقاليد الدولة الناظمة، ومنها رابعا تجاوز ثقافة الخوف والكتمان واعتماد المصارحة والمكاشفة منهجا في التعاطي مع القضايا التي يترتب عليها مستقبل البلاد.
بقلم : غالي احمد:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر