الجمعة، 20 يوليو 2012

عبد لعزيز الأول و حاشيته

الصالح ابراهيم الصالح
خرج المؤتمر الثالث عشر مؤتمر الشهيد المحفوظ أعلي بيبا رحمة الله عليهم جميعا , بتتويج الملك عبد لعزيز الأول على عرش حكومة البوليساريو السلمي (الأشخاص ) الذي يعتبر عهده عصرا ذهبيا في مجال الركوض الوطني المتفجر بالجراح و الفساد , فالرجل الذي يخلد في الرابوني و هناك يقرا "كتاب الأمير" تراه يستيقظ باكرا ليلتقي بحاشيته ويخبروه كل الأقاويل و الشائعات , بعد أن تنحى الشعب مستحيا إلى أبراج المراقبة و معسكراتهم لأن احتمال تحقيق مطالبهم في السباق مع الإرادة التي تريد تحويل الشعب إلى مملكة , بات مستحيل بعض أن إستطاع عبد لعزيز الاول السيطرة على سلامة المؤتمر الذي حوله من مؤتمر للشعب يرتب فيه أهدافه من أجل الاستقلال , إلى مؤتمر ملك يتربع على عرشه .
و بعد أن أضاف المقترح الرابع إلى بطولاته التاريخية ؟, بكل توسل و إذلال و إحباط أمام المؤتمرين , و التحقير من شأن تطلعاتهم إلى حرية الاختيار , و سد الباب أمامهم لأي اختيار لا يصب في تتويجه تاج ملكه , وظنه أن الشعب الصحراوي وقضيته سيموتون إذا ما استقال من منصبه , وكأن القضية الصحراوية تتمثل في شخصه الذي لايرى لغيره أهل له , فماذا لو أخذته المنية و ذاق الموت ؟, "رحمة الله عليه" , هل من الضروري عندها البحث عن رئيس ؟ , ثم هل ما كان ينظر إليه جلالتهم هو الصواب و رأي جميع المؤتمرين في القرار الرابع هو الخطاء ؟ , أم أن التحقير و الإستعداد للمضي قدما في مخططه على نهج (هتلر) للسيطرة على كل شيء على حساب مبادئ الثورة , ببراعة متناهية في التمثيل و القدرة على الإقناع و الميل إلى التهديد و التخويف , إنه خبير في دراسة مكونات الشعب الصحراوي و معرفة المداخل و الثغرات التي يستطيع النفاذ منها كالماء دون توقف للسيطرة عليهم و بهم , إن مشاعر الصحراويين المؤتمرين مهمة لديه لأنها الوسيلة الوحيدة للتلاعب بهم لحساب أهدافه في الملكية , والرجوع إلى العواطف و الود و الرحمة و الإخلاص و القيم الوطنية التي يعتبرها نقاط ضعف يستطيع الحصول عليها كلما أراد ذلك من الشعب النبيل , و إستقلالها في تمتين حظوظه في المملكة , و تراه في كل مرة يوهم الشعب بالتخلي عن الفوز سعيا منه لفوز أعظم و تتويج أكبر يتعدى حدود مملكته الرابونية السبخية .
و بعد أن جلس على كرسيه , عين الإمام الأول في البلاد ثم عمد إلى تحقير من حصل على ثقة الشعب و تكريم أصاحب الشغب متناسيا عشر ماي و عشرين و التاريخ ايسجل , و يهيم في ظلم ذوي القربى و خلق الصراعات و إشعال لهيب فتنة المناصب و حربها , كل حسب مجاله و قطاعه المتخصص في نسفه وتحطيمه من أجل القضية والشعب؟ , ليس لسبب يذكر غير دافعه الوحيد في التسلط و التربع على عرش المملكة , ثم راح سموه يوزع الأوسمة من الأول إلى المستشار التالي , إلى الوزراءالذين لادور لهم سياسيا , إلى ترقية كتابات الدولة إلى وزارات في عام شحيح صلى فيه كل المؤتمرين صلاة الاستسقاء طلبا للغيث في تيفارتي لأن الرابوني لا يحتاج للمطر فالخزينة تعج بالمال في ظل الأزمة العالمية ؟ , ثم يتفنن في خلق المناصب و توزيع الحقائب الفارغة حسب ضررها الإجتماعي , وفراسة كل و احد و فصاحته في الألفاظ الضارة و أسلوب العزلة عن القاعدة الشعبية و المواطن الضعيف , ذلك أن بعض الحكومة المتنافسة و المتناحرة على المناصب , نشأ معظمها على فلسفة الملك الجديد و سياسته في التعامل بالازدواجية في كل خطر من الشعب؟ بين الدولة و الجبهة , هذه الفئة من الصحراويين تربت على الإعتقاد في الأشخاص و تجاهل المبدأ و التفريط فيه و تشويهه على الرغم من أنهم ليسوا مجرمين بالمعنى الصحيح , فإنهم مفسدون متسلطين على حقوق الشعب الصحراوي دون خيار و لا استشارة أصحاب القرار الوحيد الذين كان لهم الفضل في خلق تنظيم سياسي يحمي القضية و المكاسب أكثر من استعبادهم و استقلالهم , حتى صار تجميد الفكر النقدي أفضل وسيلة في تكميم الأفواه , وتطبيق سياسة التجاهل و اعتبار كل طلب و نقد من أجل الشعب على أنه تجاوز للحدود , التي ترسم الفساد و تصوره على أنه مكسب من المكاسب .
و لاريب هنا في تذكير الملك عبد لعزيز الأول و حاشيته , أن الشعب الصحراوي هو الحامي الوحيد لمملكتهم , و إنه قد لا يشتكي كثيرا من سياستكم إذا ما عرفوا أن الشعب و القضية أصبحت تأن تحت وطأت الهجر و النسيان و الفساد , و إن كانت فئة من الشباب الصحراوي قد استطاعت أن تكتب إرحل أمامكم و تمحونها بالقوة و العنف وفي ظلامات الليالي عوض التحاور مع بني جلدتكم , وأنتم الحاصلين على ثقة الشعب و بكل ديمقراطية؟ من أجل تعذيبه أم خدمته؟ , ليعزز النظام انتصاراته الوطنية بقمع الشباب , بعد أن فشل في تحرير الرهائن الأجانب , حتى أصبحت إرحل في قلوب كل الصحراويين و قد لا تكون كما فهمها أعوان النظام الضعيف , و لكن إرحل هي إرحل للواقع العليل السحيق أكثر من إرحل للأشخاص , لكن الهاجس من واقع جديد سيرحلون معه هو ما يخيفهم , و إن كان لا ضرر في أن يختار الشعب من يريد . و إنه و بكل بساطة هذه هي المملكة الجديدة أيها الشعب الصحراوي , و ملكها عبد لعزيز الأول و حاشيته التي تزين حكومته , بعد أن أصبح الرئيس الأعلى للقضاء و قائد القوات المسلحة و الأمين العام للجبهة و رئيس الدولة الصحراوية , وله أن يدرك تماما أن كل ما حدث من ثورات ليس بالأساس من صنع الثوار , و إنما من صنع النظام السياسي الفاشل والعنيف .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر