السبت، 20 أكتوبر 2012

هنالك فجوة بين حكمة و قرارات الجبهة

رأيت النضال يصل أوجه و حب الوطن يعيش من جديد و التنظيم المفقود ساري على نحو تام ,رأيت الاستعداد الى أبعد الحدود للذود عن الوطن ,رأيت القوة النفسية النابعة من الأمل الذي حكم الأنفس هناك و التفاؤل الذي لم يفارق أحاديثنا رأيت الحسم بالنصر لمعارك لم تخض بعد, رأيت اليقين و الايمان رأيت العدل و الحق يجتمعان, رأيت رباطة الجأش في جيشنا ,رأيت ما أردت أن ارى, رأيت جيش التحرير الوطني أثناء تخليد الذكرى السابعة و الثلاثون للوحدة الوطنية ,هذا ما رأيت حين كنت هناك و هذا كله بعد ان رأيت في الأشهر الماضية النضال يصل الى الحضيض و حب الوطن شبه بعيد و التنظيم يستدعي الاستفهام و الاستعداد للذود عن الوطن شبه عفن ,لا وجود للأمل فكيف بالتفاؤل و الحسم بالنصر .
إن هذه الفجوة التي تكبر شيء فشيء بين ما يسمون الساسة للجمهورية و الجيش الشعبي إنما مصدرها السياسة العوجاء التي تعم التي يراها هؤلاء ما يجب أن ينتهج و أولئك ما يجب أن يجتنب و الهدف لنقل أنه خدمة الوطن و المواطن, هنالك فعلا فجوة بين نواحينا العسكرية و سياستنا ,هنالك فجوة بين نواحينا العسكرية و السياسة التي تنظم حياة المواطن الصحراوي اللاجئ ,هنالك فجوة بين ما هو موجود في أذهان الجيش الشعبي و ما هو موجود في أذهان الساسة لدينا بالمخيمات, باختصار هنالك فجوة بين ما يردد في المؤتمرات و ما يرى على ساحة الإنجازات هنالك فجوة بين حكمة جبهة البوليساريو و قرارات جبهة البوليساريو.الفجوة التي تيقنت من وجودها حين حاورت أحد مقاتلي جيش التحرير .
حكمة جبهة البوليساريو التي عهدناها في بعض ممن رحلوا و قلة ممن لا زالوا يخدمون الوطن و المواطن يبعدها بشكل شبه كلي فجوة لا تقبل أن تسد على المدى القريب عن القرارات الصادرة عن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب,و كأني أوضحت التعلة هنا للعلة فإن كنت قد أثنيت على قلة من الجبهة فإن الكثرة الباقية هي من تصنع الفجوة و لا تبالي بأي كان لأن الجبهة تحتضن الشورى و التواضع و الطيبة و النية الحسنة هذا رأسها أم صدرها فالفكر العفن و الشق و السبق و الأحول و أخيه أما الاطراف فالتنفيذ و الطاعة العمياء و الإتقان لما تريد الجبهة و الخوض في كل صغيرة و كبيرة من أجلها و الشعار الجبهة فوق كل اعتبار فنعم الأطراف لنعم التمثيل لولا ذلك الصدر.
انّ الناظر لما يجري اليوم حولنا في العالم المتغير و الأحداث التي لا تستقر حتي نرى ما هو أهول و أعظم يخلص الى أن حكمة جبهة البوليساريو اقتضت منحنى ذو ميل ثابت لسياستها, أما التغير و التحرك فهذا أمرا يترك لما يجري اليوم, فلا بد من حدوث ما قد يعفيها من تكلفة المبادرة و بالنسبة لنسبة احتمال وقوعه فلا المتابع و لا غيره يمكنه أن يجزم هنا .لكن الحقيقة هي التالي,هذه ليست الحكمة التي يمكن أن تحققها الجبهة كاملة مجتمعة تحت هدف و احد, الاستقلال ,و قضية واحدة, خدمة الشعب الصحراوي و مسألة واحدة, العمل مع العالم كله من أجل السير الى عالم أرقى ,قيّم و عادل و مسالم .إن عدم اكتمال حكمة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب ليس عائد الى رأسها و لا الى الاطراف و لكن الصدر اين تستوطن الحيلة من أجله و المكانة الزائفة و الترويج لها و الشق الذي مس الشعب ليصير دليل على أنه قد أستوفى ما عليه داخل الجبهة ,مع العلم أن هذا كله لا يحسب على الجبهة و لكن لها ,فبرغم من و جود صدر أخور الاّ أن الجبهة يمكنها أن تؤد الوجب و أن لم يكن على أكمل وجه, فتأدية القدر الكافي مع صدر لا يرى الاّ نفسه هو أعظم حجة أمام التاريخ.
جبهة البوليساريو واحد من ممثلين للشعب الصحراوي و هما معا يؤديان دورا و احدا و كلاهما يسند الأخر و لهما رأس و احد و قد يشتركان في أجزاء من الصدر و الأطراف و العبء محمول من كليهما و لو لا الثورة لكانت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لا تقبل بتاتا في أن يشاركها في التمثيل عن الوطن و الشعب جبهة البوليساريو ,المقاتل الصحراوي الذي حاورته و استعدت معه التاريخ ,سألته عن الاستقلال , أجاب قائلا يجب أن نبعد أنفسنا عن واقع جلي هو أن الاستقلال قد تم ,قلت كيف؟ قال بالنسبة لنا و للمناضلين فإن الاستقلال تم تحقيقه حين أعلن عن قيام الجمهورية ثم أضاف أتعلم ماذا ؟ قلت ماذا؟ قال لا ينقصنا الاّ شيء قليل من العمل الدؤوب و لكن طبعا ليس على المستوي العسكري ,فحركت رأسي أريد القول أنني أفهم جيدا ما يعني .
كان ذلك رأي أحد مقاتلي الجيش الشعبي الوطني و هو رأي اشاطره إياه ,و الذي يفضي الى ان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب عليها أن تجمع بين كل أطياف القوى الوطنية تحت سياسة واحدة ,نحو هدف واحد ,برؤية واحدة ,و أن كان كاتب المقال لا يفقه مثقال شيء من السياسة و الحنكة الا أنه يستنتج أن القرار 1415 يقتضي شرطا ضمني هو الوحدة بين جميع القوي الوطنية العسكرية ,السياسية ,..........للشعوب التي تريد أن تنتفض من يدي القمع الاستعماري.
بقلم دمين حيدار

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر