الخميس، 11 أكتوبر 2012

هل أصبح نظامنا نظاما غريزيا لا مجال للعقل فيه ؟

تعلم بعض الأنظمة والمؤسسات أتباعها أن يكونوا أسوداً، تشحذ لديهم غريزة البقاء، تعلمهم أن الزئير فضيلة، والوثب تجاه الخصم مكرمة. وهي وإن أرادت بذلك شحذ الحماس وتطوير قدراتها الدفاعية؛ إلا أنها كذلك تعبر عن واقعها.
فهي أنظمة غريزية لا مجال للعاقل فيها ، تمارس العمليات الأولية التي تلزم بقاء أي نظام، فهي تلتهم يومياً وجبات فكرية كلاسيكية مشبعة لغريزتها، تعمل على طرد المخالفين، وتقضي يومها في مقارعة الخصوم، والخصوم هنا هم كل منافس لها من أجل التغيير إلى واقع أفضل يعتمد على الرجوع إلى عهد الشهيد و مبادئ الثورة الخالدة و الحرية و الإستقلال الكامل .

ثم تعود آخر اليوم لديها راحة ضمير منقطعة النظير في كل ما فعلته، لا تتشكك أبداً فيما قامت به.. وكيف لا وقد استجابت لنداء الغريزة؟!
والنظام الغريزي قلما يمارس المستوى الأعلى من التفكير، الذي يجيب على أسئلة عدد الأعضاء ونوعيتهم، و دورهم في صناعة القرار، أو مدى حضور النقد كمحرك أساسي للتنظيم .. الخ، فقيامها معتمد على تدمير هذا المستوى من التفكير، هو ليس في حاجة إلى دماغ إنسان، يكفيه دماغ أسد، أو بالأحرى عضلاته!!.
ولما لا يعتمد هذه النظام في قوته على تربية أسود حقيقية، يخيف بها خصومه، أو كلاباً فتاكة مدربة تدين بالولاء المطلق لزعيمها وقائدها، أو كتيبة من القرود المشاكسة التي تقلق نوم أي مخالف؟! .
الإنسان العاقل الذي يسعى إلى مصلحة الشعب هو العنصر المفقود في مثل هذه الأنظمة .. شتان بين نظام ينمي الغريزة وآخر ينمي العقل.


النظام الغريزي يبدأ أولى خطواته في الحياة بزئير يبدو مهيباً، أما النظام الذي يرجح كفة العقل على الغريزة فيبدأ حياته بتواضع وهو يتعلم المشي، ليعلن أنه ينتمي إلى جنس بني الإنسان، كله رغبة في التعلم وتطوير فكر النظام و مستواه العلمي ، لأنه في الأخير يعلم أن عقله هو مصدر قوته، وأنه بفضله قادر على التميز و تحقيق الإنتصار ومن ورائه الحلم الأكبر في الحرية و الإستقلال .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر