الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

الواجب الوطني للشباب الصحراوي‎.

هنالك حقيقة واحدة طالما قرر البعض الفرار منها إلى الوراء خوفا من مواجهتها، وطالما غرد الكثير منا لها خلف ألف ستار وستار ولغايات عديدة منها مايخدم الوطن الأسير بصدق وحسن نية ومنها ما يزيد الطين بلة وفسادا، فشمس الحرية التي نغازلها بصمودنا النضالي وبتضحياتنا المجيدة ومعاركنا الخالدة لن تبزغ حتى نؤمن بالواجب كما هو، لذا فواجبات الوطن علينا في زمن الاحتلال تأمرنا بالافتخار بالشهيد والقائد والأرض والشعب، وترشدنا إلى ترميم الوعي على جدار كل ذات صحراوية أصيلة وشريفة،وتنيرنا إلى احترام تاريخ وطننا الأسير ليس بالقراءة النموذجية فحسب،بل وكذالك بحفظ معاركه وبطولاته ، وأسماء أبطاله وشرفاءه، ونعتز بالانتماء إليه، والاخلاص له في السر والعلن، فنحزن في مأتمه، وتفرح في أعياده. 
وعندما تأسر الاوطان، تبزغ الثورة على ملامح الرجال والنساء،حينها يصير الواجب خارج القلب_ضرورة_ ، في اللسان وفي الأيادي وعلى السواعد المرابطة، يصيرا كتوما كي لايغتال او ينفى اويعتقل يصير قاسيا عنيفا مع الغزاة والعملاء،ورحيما -بالصغار والعجزة-،تراه دائما يقظا وجادا ونشطا فهو نبراس العمل الثوري،ففعل زحف الأعداء إلى وطننا،سيجعلهم يعملون على ابتكار ابادة جديدة تستهدف مربط العقل الوطني، لذا فان لم تكن تعمل فالجبناء يعملون.
الواجب، مهما اختلفنا في مفهومه ، غير انه في زمن الاحتلال يعني الرفض والمقاومة والثورة، فنرفض الخطاب السياسي الاحتلالي المغربي ونقاوم واقعه المر، ونثور ضد قواعده القمعية كي يرحل بعيدا عنا، وكلما تكلمنا معه بهدوء، وأسدينا ضربات موجعة إلى جسده الهش، كلما انشرح صدرنا صوب التحرير،وكلما تألمنا بصمت ، وصرخنا بحب الوطن، كلما أدركنا أن ساعة النصر القريب آتية، انه الواجب يا رفاقي، ينادينا ، فلنكتب اسم الوطن على كل جدار، ولنرسم معالمه أينما حللنا وارتحلنا، ونرقص لإشعاره الملتزمة في كل المناسبات التقدمية، ونصدح بوجوده الشرعي أمام كل شعوب العالم، ونرفع علمه بجراءة أمام أعين الجبناء.
احترام الواجب هو السبيل الوحيد للانعتاق والتحرر من قيود الغزاة، فالسجن الوطن ارحم من الوطن السجن، وعندما نحترم الواجب فإننا نقدر قيمة الهدف الأسمى، ونثمن لصناع تاريخنا الصامد، ونخط بطولات جديدة، نتركها وطنا حرا لكل الوطنيين الأحرار،فالبطولات التاريخية كانت استجابة للواجب الوطني، وسنكون ظالمين إن قلنا إن صناعة البطولة تأتي من ساحة المعارك العسكرية او في غياهب السجون فقط،فالواجب يولد من اللامكان ويستقر في اللامكان، كل يناضل من موقعه، ويصنع الحدث الكبير، حبا في أداء واجبه تجاه الأرض والتاريخ والشعب.
والواجب الوطني، في نظري،ينبغي ان يكون ساخرا، حتى نمزج بين متعة العمل الثوري الجاد ومنفعة الوطن، فالسخرية البناءة، سلاح منير، يرهب الأعداء، ويدخل البهجة والسرور في أبناء الوطن الأوفياء و المخلصين.
يا رفاقي الأعزاء،أليست الكتابة الصادقة عن شكل الوطن ولونه وجراحه،استجابة وفية لنداء الواجب ، لذا إن كان هنالك لوم، أو عتاب، أو نقذ داخلي، فالأحق والأولى به ،أنفسنا، لأننا نشترك وطنا واحدا، إن تداعى، ركن من أركانه_لا قدر الله_، تقاسمنا المسؤولية المرة في التقصير عنه، والتفريط فيه، لذا فليلتزم كل منا بواجبه كما ينبغي، عسى أن تجود بنا سواعد المناضلين وأياديهم بما فيه الخير والبركة لوطننا الغالي.

بــــقــــلــم : كلـــيـــمـــيــم صــامـــد 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر