وزير الخارجية و الوزير المستشار يساهمان في الحفاظ على بارونات الفساد في وزارة الخارجية

ساهم بشكل كبير كل من محمد سالم ولد السالك و البشير ولد السيد بالتعاون مع الرئيس في الحفاظ على بارونات الفساد في السلك الدبلوماسي و الخارجية عموما دون تردد و هو إنعكاس لمدى الخلافات القائمة بين الوزيرين منذ أحداث 1988 و التي و فيما يبدو أنها لازالت دفينة مشحونة بحقد أعمى لا يراعي مصالح الشعب و القضية في البحث عن مخرج من الأزمة الدبلوماسية التي تعاني منها القضية الصحراوية منذ سنوات و التي أكد المؤتمر الأخير على ضرورة تفعيل القوة الدبلوماسية لتحمل رايتها الأسمى لتكون سدا منيعا في معركة التفاوض التي تبقى إلى يومنا هذا في حاجة ماسة إلى دبلوماسية قوية تقارع أكاذيب الإحتلال المغربي في كل المحافل الدولية ، ونشر معانات أبطال الإنتفاضة داخل المناطق المحتلة و التحسيس بواقع الشعب الصحراوي المقسم بين ضفتي جدار عازل قاتل ، و من جهة أخرى يتضح نية السلطة الصحراوية في إبقاء دار لقمان على حالها مع بعض التكتيكات الجديدة  يمثلها الرئيس تحمل نوع من التحكيم و الفصل بين كل المقترحات المقدمة و التي تعدت ولد السالك و ولد السيد لتصل رجال الظل الممنوحين سك الوطنية ، لإقحام من يمثلون صوتهم الجهور داخل الدبلوماسية الصحراوية  .

غير أن المتتبع للأحداث و ما أعلن عنه من أسماء قديمة ، يدرك تمسك كل طرف بقطعته من الكعكة الدبلوماسية التي لا يوجد أحلى منها في مفاصل العمل التنظيمي المتعددة ، و التي أصبحت الشغل الشاغل لكل دبلوماسي صحراوي خبير في فن التكسب على حساب القضية   لكن وبعد مرور أيام من الإنتظار تحت رحمة الخلافات الثنائية بين وزير الخارجية الخالد فيها منذ سنين و الوزير المستشار العائد إلى التنظيم بعد سنوات عجاف ميزها طابع الخلاف التضليلي مع هرم السلطة و بعض القيادات التابعة لصنف الرعيل الأول  ، تم إخراج الفيلم الدبلوماسي دون ألوان و هي إشارة إلى تجديد القديم في قالب فني فاضح ، حيث و بدون حياء تم إدراج أكبر تجار السفارات و اللصوص المشهود لهم بسرقة ملايين الدولارات و بيع الفيلات و مكاتب الجبهة عبر أماكن تواجدها في العالم ، و هي صفات أصبحت تميز السلك الدبلوماسي في السنوات الأخيرة مع ظهور أباطرة الفساد و المليارديرات الجدد الخبراء في نسف المال الدبلوماسي المخصص لدعم القضية و الشعب الصحراوي ، أصحاب الإسترزاق و التمصلح بين تحويل المال المخصص للعمل الدبلوماسي و إستنزاف المال العام تحت تسميات متنوعة تتراوح من سفير إلى ممثل إلى سفير مستشار إلى كاتب أول و ثاني و ثالث و....... .

وهنا يمكننا القول أن خلافات ولد السالك و ولد السيد و تحكيم الرئيس أفرز دبلوماسية ميتة و أن الدبلوماسية الصحراوية لازالت في خندق مكشوف ، همها الوحيد التجول و الترحال ، و الكسب و الإسترزاق ، و انه إذا لم يتم إتخاذ إجراءات حقيقية و صارمة في العمل الدبلوماسي الصحراوي ، فإن القضية لن تحرز تقدم خاصة إذا ما تأكد الجميع ان المفاوضات تستمد قوتها من العمل الدبلوماسي ...

 و يوضح الشكل الجديد للخارجية نية الوزيرين في تهميش باقي الطاقات الدبلوماسية لمنعهم من الظهور الذي يشكل تهديدا كبير لمكانتهم ، رغم أن الفرصة في فرض عناصر دبلوماسية فاعلة كانت بين يدي الوزيرين اللذين حملهما الشغف إلى التمتع معنويا بشعور القوة كونهم السبيل الوحيد في رسم خارطة الخارجية الصحراوية ، إلا أن تقوقعهما في جلد الأسد دفعهما إلى السقوط في سيناريوهات الماضي التي تبحث عن التوظيف القبلي و العاطفي أكثر من البحث عن المردود الفكري و العملي للعامل داخل السلك الدبلوماسي الصحراوي ، و إن كان لابد من القول أن الدبلوماسية الصحراوية لا تستطيع الخروج إلى مستوى الدبلوماسية العالمية بحكم أحكام و قواعد أصبحت عادة لا يمكن التخلي عنها و كأنها قانون الدبلوماسية الصحراوية ، إذا لم يتحلى بها الدبلوماسي الصحراوي فقد حكم على نفسه بالطرد من الخارجية في أول حركية .