الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

كتاب قصة الصحراء الغربية

العهد مبذول لا نبدل و لا نتبدل ,غير أنه هنالك في ركن بعيد بعيد من التاريخ توجد قصة عنوانها 'كل ما في حقيقي و لا شيء كذلك حقيقي' ,قصة خرج طالب من الصحراء الغربية وجهته سورية, يبغي استنباط فكرتها الاساسية ,فألقى بكامل جهده في دراستها, ثم عاد و قد صحب معه الفكرة الاساسية ,و أخذ يصيح في الناس لقد وجدتها ,لقد وجدتها, متناسيا أن هنالك من وجدها قبله وكان يدرس كيف يجعلها ضمن كتابه الخاص من مؤلفات كلها استحواذ في استحواذ ,تسرع الطالب من  الصحراء الغربية و كشف الغطاء عن الفكرة مما دفع بصاحب المؤلفات الى قص شطر من القصة ,الشطر الذي يفضي الى الفكرة الرئيسية ورمييه في سلة المهملات ,ففقدت القصة و فقد معها -الفقيد- الى يومنا هذا فالسلام على الفقيد.
 مرّ منك يا زمن ما قدر له أن يمر ليبرز طالب آخر من الصحراء الغربية, مقتديا بالفقيد غير أنه لم يهاجر الى سورية بل الى مكان تعلم فيه صاحب المؤلفات لعله يجد أثرا للفقيد و قصة من حقه فهو صاحب الفكرة الاساسية لها, فو جد ما كان يبحث عنه, القصة الكاملة بل زاد أن أخرج لها أفكارا ثانوية لألا يجد نفسه أمام ما واجهه الفقيد ,حينها صعب الأمر فعلا على المؤلف فقرر الاستعانة بدور النشر و الاسراع الى نشر الكتاب الذي يتضمن قصة صاحبها تعرفه و لو أنها تنطق لقالت هو هذا. طبع الكتاب و وزعت منه نسخ في كل الجهات و أصبح 'وليّ' القصة الجديد في حيرة من أمره و أسرع الى هذه الجهات الأهم فالأهم, ينادي و يستنجد فوجد أذن صاغية في مكان و أخرى تدّعي نفسها كذلك ,فنزعت القصة في أماكن من ذلك الكتاب الجديد و أعيدت للوليّهاالجديد ثم شرع الى شرحها و جمع أفكارها و أندفع يؤلف كتاب عنوانه 'قصة الصحراء الغربية' كتاب ينافس به مؤلفات مؤلفة ,أعدّ الكتاب على ورق ثم تقدم لدور النشر ,فأعترض عليه معظمها و كيف لا و كل دور النشر فيها صديق لمنافسه يعينه عليه ,غير أنّ هنالك دور للنشر صدّقته و نشرت كتابه و اشترطت عليه أن يكون من أهم الكتّاب لديها و ألّا يبدّل, فوافق الوليّ و حدث نفسه قائلا 'إنّ القصة ليست لي وحدي فلا بد لإخوتي الطلبة أن يعلموا عنها كل صغيرة و كبيرة ' فخلص الى شرحها شرحا مفصلا الى الطالبة و الطالب الأدنى فالأدنى و انتشرت القصة في الجسم الطلابي و انتشروا يقصونها في أجسام مجتمع الصحراء الغربية, و لم يكتفوا بهذا فقط بل خرج بعضهم الى دور النشر يلتمسون طباعة الكتاب فمنهم من أحرز طباعة جيدة و منهم من طبع له و لكن القارئ لا يمكنه أن يرى ما طبع لسوء الطباعة ,طباعة رديئة و لكنها كانت طباعة ,جمعت الطباعات للوليّ ليبدي رأيه فيها و هو يتحسر على أنها لم تأتي من دور النشر التي كان يتمنى إلا واحدة  ,جودة في الطباعة و لكن وسائلها ليست عملاقة فهو و المجتمع سيبقوا من الشاكرين .سارع مؤلف المؤلفات الى منع طباعة الكتاب في دور النشر ذات معدل مفتوح في المدة التي تريد دار النشر و نجح المؤلف المألوف ,وصار كتاب وليّ القصة يخرج بمدل ضعيف جدا والطلب عليه يزايد, حينها عمد وليّ القصة الى مناظرة كبرى أمام الملأ و ممثلي دور النشر في جميع بقاع الارض و لكل منهما مؤيديه و إن كان التأييد يتفاوت بشكل يضمن للمؤلف المألوف كل حظوظ الفوز على كاتبنا الجديد, ثم تمنح استراحة للمتناظرين ,ليأخذ الوليّ للقصة استراحة و يعهد الى أصحابه بمواصلة المناظرة في حال لم يعد لأن أمرا أعظم من ذلك كله قد يناديه, فخرج الوليّ للقصة قاعة المناظرة و ترك بمحاور المناظرة بين أيدي أصحابه , ثم تعالت الأصوات بين الحاضرين مطالبين بمواصلة المناظرة ,
تقدم أولياء القصة الجدد ليناظروا المؤلف غير أنه أعياهم ذلك و نادوا بصوت لا يفهمه الاّ من يعلم آلام التأليف, وقتها نادت ادارة دار النشر لكتاب قصة الصحراء الغربية بطلب إرجاءها الى وقت لاحق ,غادر المؤلف و دور النشر و هم يعلمون أن الأولياء الجدد للقصة لن ييأسوا و على أنهم سيعودون أشد حجة ,لأنه يظن أنهم سيخرجون طلبة آخرين من الصحراء الغربية كما خرج الفقيد طالبا و وليّ قصته طالبا و هو الآن يخرج كتابا جديدا عنوانه –أيها الطالب من الصحراء الغربية- و أولياء قصة الصحراء الغربية في سبات و المؤلف يؤلف و دور النشر في العالم كذلك تنشر كتبا عناوينها تصب في-أيها الطالب في العالم- و المناظرة قد لا تجرى أبدا لأنها أخذت منحا آخرهو– كتابك يغني عن المناظرة- و الآن ,الى الطلبة من الصحراء الغربية أكتبوا كتابكم و لو كان ذلك بأيديكم و لا جفت الأقلام و لا طويت الصحف, أخوكم الطالب من الصحراء الغربية.
بقلم : حدمين حيدار . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر