الجمعة، 12 أكتوبر 2012

الوحدة الوطنية ... سر الانتصار

منذ السنوات الاولى بعد قيام الجبهة الشعبية، اتضح للقاصي والداني أن الوحدة الوطنية أمر لا مناص منه لشعب يتوق الخروج من واقع العدمية السياسية كي يلج بوابة العالم المتمدن، وان عوامل هذا الرهان قائمة في ابناء الامة التي تسكن هذا الو طن، بما يجمعهم من عناصر التوحد في ثقافتهم وتقاليدهم ومطامحهم وتاريخهم وسائر الميزات والخصائص المشتركة التي تثبت مدى تماسكهم .
ومنذ ذلك التاريخ البعيد شكلت الوحدة بحق ثورة ضد كل انواع الاخطار و المخططات التي استهدفت تفكيك نسيج الشعب واوضحت للمتآمرين أن الصحراء الغربية وطن غير قابل للاحتلال او التجزئة تحت أية ظروف أو ضغوط‏.
وانطلاقا من هذه الرؤية شكل اعلان ملتقى عين بنتيلي علامة فارقة في تاريخنا ومسار جهادنا، مثبتا ان الوحدة الحقيقية التي ينشدها الشعب الصحراوي لم تكن ولن تكون سوى اتحادا سليما يرمي الى توحيد قوانا الوطنية لا من أجل خدمة مصالح ذاتية أو ضيقة بل من أجل كسب الاستقلال و توطيد السيادة الوطنية وتقوية الرابط بين اطياف الشعب كما تترابط اعضاء الجسم بعضها ببعض.
ومذها لم تكن الوحدة الوطنية مجرد شعار براق خاطف للاضواء بل كانت هبة إلهية قادرة على لملمة الكثير من الجروح التي شقتها الظروف في الجسد الصحراوي و جسرا متينا مشبعا بالقيم الوطنية التي تذوب إزاءها كافة الخلافات والمنازعات ليتحول الصحراويون الى طيف واحد و إسمنت مسلح لتوطيد عرى ما يوحد ويرفع من وتيرة الوعي باهمية التعاضد ها لمواجهة الاخطارالقادمة.
ونظرا لما تشكله الوحدة الوطنية من رافعة اساسية لضمان مكتسبات شهداء شعبنا وارامله وثكلاه وايتامه...فقد تعرضت مرارا وتكرار للعديد من حملات التشويه والتشهير التي استهدفت تنفير الجماهير من تنظيمها الوطني والتشكيك في إمكانية استمراره وتحقيق مقاصد نبل رسالته ..
بيد أنه وعلى الرغم من كل تلك المحاولات والدسائس التي تعرضت لها لتكون هوية مجردة من محتواها وحسها الوطني إلا أن الجماهير لم تتخل يوما عن هذا الصرح الذي أمدها وما زال يمدها بقوة خارقة لتحمل المكاره ومواجهة العواصف والتغلب على الصعاب التي تعترض مسيرتها التحريرية ... مصرة على ان تجعل منها هوية تؤكد عمق الانتماء للوطن.
إن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان الذي يوفر القاعدة المتينة والاساسية والوحيدة للمحافظة على لبنات كياننا الوطني وان الواجب يحث اليوم كل وطني غيور على التنازل عن اناه الضيقة لصالح الانا التنظيمية - ممثلنا الشرعي والوحيد - من اجل تمكنينها من مواجهة التحديات الماثلة امام حقنا المقدس في تقرير المصير عوض دفعها للانشغال بمواجهة قضايا عرضية تهدر طاقاتها وامكاناتها ومواردها وتمس بالثوابت والمقدسات الوطنية دون إحساس بما يترتب عليها من العواقب الكارثية الوخيمة التي يتضرر منها الجميع ولا يستفيد منها سوى الأعداء.

المصدر: الصحراء الحرة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر