الخميس، 4 أكتوبر 2012

ماذا تبقى من هذه الثورة؟؟

      

الانسان  في تفاعله  مع  الاحداث - وخصوصا القريب  والمعاصر منها- عادة  ما يغلب عليه  الطابع  العاطفي  والوجداني  دون الاخذ  بعين الاعتبار جذور  ومنطلقات تلك  الاحداث ، لانه وبكل بساطة  قد لا يراها تنسجم مع افكاره  وعواطفه  ومعتقداته الحالية  ، او لانه قد  اعتاد على ان يكون متلقي  ولاهم  له  في البحث  والتحري عن ماهية  وحقيقة  الامور.
ولكي يتمكن عزيزي القاريء  من  مواصلته  في  تتبع وقراءة  هذا المقال  دون اصابته  بجلطة دماغية  او  بصدمة  وجدانية ،  فعليه ان  يحكِّم  عقله  ويتجرد  من  عواطفه  ويقلل  من ثوابته  ويلين  في  قناعاته .
اظن انه اصبح  حريا  ولزاما علينا جميعا  ان  نقف  ولو للحظة  واحدة ، نفكر فيها  بكل  صدق  وشفافية  ويسأل كل منا الآخر بعد ان نسأل انفسنا !! هل كنا بحاجة  لمثل هذه  الثورة ؟ بل  هل كنا اساسا بحاجة الى ثورة من اجل المطالبة  بالحصول على استقلالنا ؟ الم تكن هناك  بدائل  وسبل  أخرى  للحصول على الاستقلال ؟ ثم  حتى  وان سلمنا  جدلا بحتمية قدر الثورة ، فهل كانت ثورة 20 ماى  في اسلوبها  ونمطها حتمية هي الأخرى ؟  وفي الاخير  ونحن نقترب من نهاية العقد الرابع من عمر هذه الثورة ، الا  يحق لنا ان نسأل عن ماذا تبقى منها ؟
وكما اسلفت مقدما ، فلكي نبحث عن جواب  لتلك  الاستفسارات  فإنه  من  الضروري  التجرد من رداء العاطفة  والتعصب  والتحجر ،  والجزم  بإمتلاك الحقيقة  والتفرد بها ، وان نكف جميعا عن توزيع " صكوك الوطنية " . ولكي تتضح  الرؤية  للجميع  ونكشف بعض الغيم  ونفند بعض اكاذيب  تاريخنا  الحديث ، فانه لا مفر لنا من اعطاء لمحة مبسطة عن الظروف  السياسية  والاجتماعية  التي كانت  تمر بها منطقة  الصحراء الغربية  وسكانها  بسنوات قليلة  قبل   الاعلان عن تفجير الثورة ، لكي يكون  الكل على بينة  من  مدى  موضوعية  قيام  الثورة  من عدمها في  تلك  الظروف . 
ان  من كان  يسكن الصحراء الغربية  " الاسبانية " في تلك الحقبة ، اي منذ نهاية الخمسينيات الى بداية السبعينيات ، لا يمكنه القول الا بان المنطقة  كانت  تتمتع  بامن  واستقرار  مشهودين .         
من الناحية  السياسية ، كان هناك استتباب اداري  وتنظيمي تام  مع الاخذ في  عين الاعتبار بخصوصية المنطقة الصحراوية  كمقاطعة  اسبانية ، كان الصحراوي  يتمتع  بجل حقوقه المدنية . اما التمثيل السياسي،  فكان مجسدا في اعضاء الجماعة  الذين  يتم اختيارهم  شعبيا من طرف القبيلة. وهذه  الجماعة  هي التي كانت مخولة بالتنسيق  والتفاوض  مع الحكومة  المركزية  في كل ما يخص شأن الصحراويين  وحاضر  ومستقبل المنطقة.                                                          
   اما من الناحية الاقتصادية ، فكانت المنطقة  تشهد  ازدهارا  اقتصاديا  غير مسبوق ، فعملية استخراج الفوسفات  وبناء الحزام  الناقل  كانت  على  نهايتها ، وفي مجال الصيد البحري كانت عائداته في تزايد مطرد ، بل انه تم ضخ  اموال  حكومية  من  اجل انعاش المنطقة  اقتصاديا  الى درجة انعدام  تقريبا البطالة  في صفوف  من هم  في سن الشغل في نهاية الستينيات . ولعل معدل دخل  الفرد  في بداية  السبعينيات  في المنطقة  كان من اعلى المعدلات  في افريقيا ، بل في البلدان  النامية  جميعا. وهذ راجع في الاساس لقلة  عدد السكان  وكثرة  موارد المنطقة. ومن الناحية الصحية ،  فقد شهدت المنطقة  تراجع  شبه  تام  لانتشار الاوبئة  الفتاكة  التي كانت تعصف بسكان  المنطقة  من  حين  لآخر ، ولا شك ان لحملات التلقيح  التي كانت  تجرى  للسكان الفضل  في ذلك التراجع  الملحوظ ، ضف الى ذلك  بناء بعض من المراكز الصحية  في المدن  الكبرى . وبخصوص الجانب التعليمي ، فلقد  تم بناء  مدارس لكل  من اراد التعليم  باللغة  الاسبانية - العربية كان  يتم تدريسها يومين في الاسبوع -  في معظم  المدن  الصحراوية  ولم يتم  منع مزاولة  التعليم  التقليدي  في الكتاتيب  القرآنية . كذلك  كان  بإمكان  كل من  وصل  لدرجة التعليم  الجامعي  مواصلة  دراسته الجامعية  في اي  من الجامعات الاسبانية  في اطار بعثات طلابية منتظمة ، ولعل الكثير ممن كانوا  يزاولون  تعليمهم  في الجامعات الاسبانية  هم  قيادة سابقين  وحاليين  في الجبهة.     
 عموما  وقبل  حادثة  انتفاضة  الزملة  1970 ، لم  تشهد المنطقة  اي  حراك  سياسي  يذكر ، ولم يكن هناك  لا قمع   ولا مساجين  ولا تعذيب . كان هناك تعايش  سلمي  وعلاقات  ودية  بين الصحراويين  والاسبان .
 كل ما سبق  لا يتعارض  مطلقا  مع  حق الصحراويين  في  تقرير مصيرهم  وتصفية  الاستعمار ، فقط اردت التمهيد  بذكر الوضعية  والواقع  المعاش في المنطقة ، دون اية مبالغة  او اسراف ، لكي نضع الامور في سياقها التاريخي الصحيح  قبل تفجير الاوضاع  فيها  وقلب الامور راسا على عقب .
لعل  "منظمة الطليعة لتحرير الصحراء" ، بقيادة  سيد ابراهيم  بصيري ، كانت هي الحركة  او المنظمة الاهم  في تلك الاونة  قبل ظهور البوليساريو ، فبالرغم من قلة المعلومات  وتضارب  وتناقض بعضها ، وهو راجع في الاساس لقصر عمر المنظمة ، الا انه يمكننا التحدث عن اول  محاولة  جادة  لبعض  افراد المنطقة  للدخول  في تكوين  سياسي  بغرض الضغط على المستعمر الاسباني من اجل الدخول  في محادثات  تهم  شأن  ومصير المنطقة .
ورغم فشل المنظمة  واعتقال قياداتها، الا انها كانت بمثابة  نداء  وتحذيرصريح  للمستعمر  ببداية  نشأة  وتكوين وعي  وطني سياسي صحراوي  ذاتي  وغير موجه . 
بعد انتفاضة الزملة  واسر قائدها  رجعت الامور الى مجاريها، الا ان المستعمر الاسباني اصبح اكثر حيطة  " اللي عظو لحنش اعودلو لحبل خلعة ". اصبح هناك نوع من الشك  وسوء الظن المتبادل ، الا ان الامور ظلت تسير بشكلها السابق ، نمو اقتصادي  متسارع ، تطور اجتماعي ملحوظ  ونزوح  معظم  اهل  البوادي  الى  المداشر.
لقد تم الاعلان عن  تكوين  و قيام  جبهة  البوليساريو في العاشر من ماي  1973 ، في ظرف كانت قد ادرجت  فيه  قضية الصحراء الغربية  في  خانة تصفية الاستعمار في الجمعية العامة ، في زمن كانت السلطات الاسبانية قد اعلنت  فيه  عن  قبولها  باجراء استفتاء  تقرير المصير . في وقت  كانت قد تكثفت  فيه  المشاورات  بين  ممثلين  الجماعة  " الشيوخ  "  والسلطات الاسبانية ،  بل انه  ومنذ بداية الستينيات كانت المحادثات  والمفاوضات  جارية  بين اعضاء الجماعة  مع الحكومة الاسبانية  لرسم  ملامح  وطبيعة المستقبل السياسي الذي  ستكون عليه الصحراء الغربية  انطلاقا من املاءات  الامم المتحدة  وحق الصحراويين في تصفية الاستعمار  (وهنا لابد من الاشارة الى ان المحادثات بين الجماعة  والحكومة  الاسبانية  كانت  قد وصلت الى اطوار متقدمة من تصور للخطوات التي  ينبغي اتخاذها  من اجل تصفية الاستعمار على نحو  يضمن للصحراويين حقوقهم  ويكفل للاسبان  منافعهم  في الارض). كانت  الجبهة  قد اعلنت  في  وضع  وحالة  نمو اقتصادي  واجتماعي  متسارع   وواعد  بمستقبل  زاهر للمنطقة  وسكانها. 
ايضا في تلك السنوات كانت  قد  تمت  تصفية الاستعمار من معظم  المستعمرات  الافريقية ، وفي جلها بطريقة سلمية  وتفاوضية  دون ما حرب  او ثورات . كذلك  كانت الثورة الكوبية  في ذروة  انتصارها ، وكان خيال اتشي غيفارة يخيم   بظلاله  في كل اصقاع المعمورة . زد على كل ذلك ثورة  الشباب  الفرنسي في ماي 1968  و تزايد المد الشيوعي  والحرب الباردة  بين القطبين .
اذن في كل تلك الظروف  نشأت  الجبهة  …..واذا ما نظرنا  الى  احوال اهل المنطقة  والى  الافق السياسي  والاقتصادي الواعد في ذلك الحين ، واذا ما ادركنا ان المصالح  الجيو استراتجية  للصحراويين  انذاك  كانت  تسلزم  نوع  من الهدو  وطول النفس  وعدم الدخول  في مغامرات غير محسوبة ، حينها سنقف ليس فقط على عدم ملاءمة  او موضعية  قيام  الثورة  في  ذلك  الوقت ، بل انها  كانت ، عن قصد او بغيره ، ضد المصلحة  الاستراتجية  للصحراويين . لم  يكن هناك  من مؤشر – من  اي  نوع  كان –  ينصح  بضرورة  او ملاءمة   القيام  بأي  فعل  سياسي  في المنطقة ، بل على العكس ، كل المؤشرات  لمن  كانت لديه حكمة  او ادنى فهم  لاحوال  الصحراويين في  تلك  الاونة ، كانت  تشير الى مصلحة الصحراويين  في عدم  تحريك   المياه  الراكدة  وانتظار ماذا ستسفر عنه السنوات القادمة . وهنا السؤال الاكبر…لماذ تمت  نشأة  البوليساريو في  ذلك  الوقت  بالذات ؟ وهل كان من الممكن الانتظار لمزيد من الوقت؟ في حقيقة  الامر  وللاجابة على هذا الاستفسار العريض  بكل  بساطة  ، يجب ان نتعرف  ولو في عجالة على من  كانوا  وراء تكوين  ونشأة الجبهة¨ " البوليساريو " .
فالمجموعة  وعلى رأسها ، الولى مصطفى السيد ، كانت  في اغلبها عبارة عن شبان  وطلبة  في مقتبل العمر ، يحذوهم  الطموح  ، وتراوضهم  الاحلام ، وتتقاذفهم  امواج  العزلة  والتهميش في مجتمع  تربوا فيه  ولكنهم  لا  يشعرون  بالانتماء او الانتساب له. شباب  تكون  لديهم  نوع  من الوعي السياسي  والصحوة الوطنية  في  خوض  غمار  مشروع  تحرير لمنطقة  لم  يعيشوا  فيها ولكنهم  يشعرون  بالانتماء لها. 
فالجماعة  بحكم  وضعها المتناقض ــ النشا  والعيش  في  وطن  ومجتمع  لا يشعرون  بالانتساب له ــ كانوا انفسهم  احوج  الى الاسراع  في  تحرير الصحراء  من الصحراويين  القاطنين  في  الصحراء  نفسها. وهنا  يكمن  بيت القصيد ، فعملية  اسقاط  اوضاعهم  الشخصية  وتعميمها على كل الصحراويين  كانت خاطئة  في اساسها , فظروف هولاء الطلبة  من  تهميش  وعزلة  وفقر ومطاردة  الى جانب  صراعهم  مع  الهوية ، ليست بالضرورة هي ظروف  ومعاناة  الصحراويين في  المستعمرة.
 من ناحية اخرى ، يظهر ان قوى سياسية  من اليسار المغربي  كانت  قد لعبت  دورها في تحفيز الولي  ورفاقه  للبدء  في  مشروع التحرير،  واعيدين  اياهم  بالدعم  والمؤازوة  وهو ما لم  يفوا به ، وذلك باعتراف من الشهيد الولي نفسه في احدى خطاباته  بان قوى اليسار المغربي قد خذلتهم  وكانوا يعولون على موقفهم.
ولنا ان نتصور لو ان الثورة لم تعلن في تلك السنوات ، فانه  وفي ظرف وجيز  كانت اسبانيا ستنتقل من الديكتاتورية  الى الديمقراطية ،الشيئ  الذي  بدون شك كان  سيعزز من حظوظ الصحراويين  في تضفية الاستعمار بطريقة امنة  وسلسة .
وبالاخير ، فالمجموعة ركبت موجة التحرر وقررت البدء في العمل  دون  تحضير ودون  امتلاك اي امكانيات  تذكر......اللهم  تلك  التي  كانوا يؤمنون  بحتمية  وقوعها.
لم يكن  في تلك المجموعة  من مثقف او اكاديمي  يذكر سوى اثنين : الاول هو الولي مصفي السيد ، ذكي بحكم الفطرة ، ولديه سهولة  وسرعة مذهلة  في تعلم  وتحليل  الامور من الناحية النظرية  والفكرية  المجردة . تنقصه التجربة  ، اندفاعي  بطبعه ، عنيد في الكثير من الاحيان  ومستبد في رأيه احيانا اخرى. اما الثاني فهو احمد بابا مسكة ، مثقف حتى النخاع ، اكاديمي  وله خبرة  وتجربة معتبرة  في مجالي السياسة  والصحافة ، وكان الولى يعزه  ويقدره  ويوليه مكانة خاصة عنده . كان الاثنان متفقين على حتمية التقاء  نهري  مجتمع البيظان  في مجرى  واحد  بشكل  طبيعي  وطوعي . تم  تهميشه  وعزله  بعد استشهاد  الولى  من طرف اعضاء نافذين  في اللجنة  التنفيذية  انذاك  ، مما ادى الى خروجه من الباب الخلفي للجبهة.
غير هذين القطبين ، كانت الجماعة تنقسم الى قسمين  بين انصاف متعلمين  واشباه مثقفين ، يغازلون الشيوعية  تارة  ويسامرون  الاشتراكية  تارة  آخرى.
 على اية حال ، تم الاعلان عن انتشاء الجبهة  وانتهاج  سبيل الكفاح  المسلح  كطريق  اوحد لتحقيق  مآرب الصحراويين . وبعد سنتين او اكثر من الكر  والفر  في  مواجهة  الاستعمار الاسباني ، ظهر لاعبون جدد في قلب الصراع   واحتدت  الازمة  وخرج  الاسبان  ليتم  غزو المنطقة  من  طرف الجارين ، المغرب  وموريتانيا.
 وعندها  التف الجميع  حول  الجبهة - في كثير من الحالات  مرغم  اخاك  لا بطل -  لتبدأ مرحلة جديدة  من  التضحيات  الاسطورية ، ومن العطاءات  بد ون ملل  و لا كلل . شعب اسطوري  بكل  ما  في الكلمة  من  معنى .  شعب تعالى عن  كل  الصغائر ، ووضع رأسه  وعنقه تحت سيف قيادة  لتفعل  به  ما  تشاء.
قيادة  كانت  قد احسنت  الصنع  في البداية  ولكنها  لم  ترقى  يوما الى  مستوى هذا الشعب  الفريد . فمنذ البداية  كان  التطاحن  والتآمر سيمة  افرادها ، حتى  والولي على قيد الحياة  لم  تسلم القيادة  من  الفتنة  والانقسامات  ، اما  بعد  رحيله  فحدث  و لا حرج . كل  ذلك  ليس الا غيظ  من فيض ،  يوحي بأن هذه  القيادة  لم  تكن  سليمة  المقاصد  لا في بداياتها  ولا في  خااتمها  في سنة 1988 . فمنذ تلك السنة  لم  تعد هناك  قيادة ، وتحول مشروع الدولة  الى مشروع  طوائف  وحكم الفرد الواحد المحاط  ببطانة  وحاشية  لا تُسبِحْ الا بحمد  العطاءات  من " المطالب  والغرفات " التي  يمنُّ عليهم  بها .
ومهما يكن من امر ، فإن الثورة التي اُعلنت  في ارض الصحراء الغربية  كانت  ثورة  ناجحة في بداياتها ، وحققت   بشعبها  مكاسب  مذهلة ، وقدمت  تضحيات  لا يمكن  تعويضها الا  با لاستقلال  الكامل  والغير  مشروط . وكما يقال  " فالامور على  خواتمها " ورغم ان هذه الثورة لم  تنته  بعد  الا انها مصابة  في  رأسها ، فلقد تضخم الرأس  وهرم  وشاخ  من  به  حتى ولوا  جميعهم  اشباه  " مومياوات " . فلم  يعد جسم الثورة  النحيف  قادرا على حمل هذه العالة الثقيلة ، واصبح لزاما علينا جميعا - تماشيا مع ما كان  يدعو له مفجر الثورة -  ان نهزها  ، وبما ان السيل قد بلغ  حد الزبا ، فإن الهز  وحده  لم  يعد يجدي  نفعا  وصار من الضروري اجتثاثها ، اي اعلان  الثورة  على  ما  تبقى  من الثورة .
فالوطن لم يعد كله ،  والشهادة  امست  خبرا !!…. امتشاق البندقية  اصبح  ارهابا   لا تنال  به الحرية !! ….الاستقرار في الحمادة  لم  يعد  افة  للكادر !!…..لم  نعد  نفدي  الصحراء بالكفاح   والسلاح   واصبحنا  نفتديها  بطوابير الحقوقيين  في السجون !!……وامسينا  ندرك  ان الدولة  الصحراوية  المستقلة  هي  الحل ـ تفسير الماء بالماء ـ 
رغم عزوفنا عن الوسيلة  منذ  وقف اطلاق النار في سنة  1991 .
بقلم : براهيم سيداحمد
 lajwad1@yahoo.es

3 التعليقات:

Z.L. يقول...

رغم تحفظي على بعض النقاط في هذا القال، الا انني ارى فيه نوع جديد من الجرأة و الواقعية.
اعتقد ان صاحب المقال لم يقرأ تاريخ الاستعمار الاسباني جيدا و خاصة آخر مستعمراته الثلاثة و هي "الفلبين" و "بويرتو الريكو" و "كوبا". فهذه المستعمرات الثلاثة قد تم تسليمهم من طرف اسبانيا قهرا او طواعية الى امريكا و اظن ان ذلك ايضا كان هو مصير الصحراء الغربية.
نعم، اسبانيا كانت سستتحول الى "ديمقراطية" و لكن...اي نوع من الديمقراطية يا ترا؟ لم تستكمل "دمقرطة" اسبانيا الى بعد دخولها في الاتحاد الاروبي و لكن مواقفها لا زالت ضعيفة و متأثرة بالمواقف الفرنسية.
اذا، آجلا ام عاجلا، اعتقد ان اسبانيا، بنائا على هذه الحقائق و بالاضافة الى ردة فعلها الدموية على انتفاضة الزملة، كانت ستسلم الصحراء الغربية للمغرب او ينتزعها منها الحسن الثاني بمكره و مصالحه المتقاطعة مع الفرنسيين.

غير معرف يقول...

التاريخ المجهول
القيادة القادمة من الطنطان سبب المحنة ! كان من الواجب عليهم ان يثيرو على المغرب و اسقاط الجنسية المغربية.
النقطة الاولى: ان صعاليك الطنطان (قيادة البوليساريو) لا علم لهم ان المغرب سيقوم بغزو الصحراء الغربية .
النقطة الثانية :عندما تم اسر بعض الاسبان من طرف الفَلاّكة أنذاك تجاهلو مصير الفقيد بصيري و لم يطرح كنقطة شرط ؟ و لماذا ؟ .
النقطة الثالثة:الملتقى الذي أقيم في عين بنتيلي تجاهلو حكمة اشيوخ في البقاء مع اسبانيا ،ان الشعب لا طاقتا له على الحرب و الشتات و لا سلاح لنا للحرب ! ؟ الجواب هو : لنا ليبيا و الجزائر سيدعموننا بكل شيء و بعدها اسبانيا ارادت نقض الموقف و لم تستطع و عرفت ان من يقود البوليساريو ليسوا من الصحراء وان القرار خارج نطاق( اشيوخ) .و الشيء الذي قامت به فرنسا هو دراسة مخطط المسيرة الخضراء في قسم المخابرات الابريطاني بدعم مادي من السعودية و اعطاء الضوء الاخضر من وزير الخارجية الامريكي كسنجر !
النقطة الرابعة: حرب الرمال 1963 بين المغرب و الجزائر ندفع ثمنها ايضا عندما قال هواري بومدين للمخطار ولد داداه اليد التي ضربني بها ساضربه بها هناك تسائل !! حصار لبيرات يوليو 1981 شهر كامل خسر فيه طاغية المغرب الحرب و استنجد بالجزائر ان يرفع عنه الحصار و سيقوم باستفتاء ! وافقت الجزائر الصديق الاول للشعب الصحراوي وماعرفناه في حرب الجزائر ان فصل بين المفاوضات والحرب معا ! لكن نحن لا ! لماذا ؟
النقطة الخامسة: بالنسبة للقذافي يرى في نفسه (che guevara ) العرب وهو من سلط الضوء على الاستعمار الاسباني سنة 1972 بتصعيد العسكري ،قبل انشاء حركة البوليساريو !! !لماذا لا يكون شخص ما من ساكنة الارض يفكر في قيام حرب ضد الاسبان ! .بعد حرب جيش التحرير المكون من طرف المغرب سنة 1957 لم تعد هناك حرب .صحيح اننا نطالب بحقنا في تقرير المصير مع إسبانيا وهو ما طالب به مجلس الشيوخ الصحراوي ،هذا التصريح معتم عليه , لماذا ؟ . ما قامت به القيادة في السنوات الاوائل هو تشويه سمعة اشيوخ بانهم مرتزقة و جهلاء و لا يخدمون الا القبلية و خونة و عملاء الخ ... فلسفة الشيوعيةالقضاء على الحكم السابق و تشويهه للشعب، وهذا ماعرفناه عن قيادتنا !ولكن رجعت القيادة الى نفس النمط الاسباني اعطاء اشيوخ ( المواد الغدائية والمال ) شهريا نفس الصعاليك(القبادة) بالامس هم صعاليك اليوم اغنياء النهب.
هذه حقائق مر بها الشعب الصحراوي و يجهلها ! هذا جزء من محنة التاريخ الذي نسير فيه اليوم ؟ القيادة غير متفائلة بالاستقلال لماذا ؟ عندما يكون القيادي المثالي يقوم بنهب و بناء المنازل الفخمة في نواذيبو وتندوف و شراء المنازل في اسبانيا لا يرى الا الفشل ! طارق بن زياد عندما وصل بسفنه الى اسبانيا قام بحرقها لان الهدف واحد حتى لا يفكر احد برجوع . الفرق شاسع ...

غير معرف يقول...

في بداية السبعينيات قامت مجموعة من الشباب في الطنطان في جنوب المغرب. بتظاهرة سلمية للمطالبة بحقوقهم المدنية و السياسية وأبسطها حق العمل كالحق في الشغل وفي السكن اللائق الخ ...لم يفلحوا في شيئ إلا الضرب المبرح و القمع من البوليس المغربي !!! . من جهة نظري هولاء الشباب لو اعتصموا وناشدو المغرب بالانفصال و اسقاط الهوية المغربية و تشبثو بالاعتصام و التحالف مع اخوانهم في الصحراء الاسبانية آنذاك . المغرب سيقع في مشكل داخلي وهذا الاخير لا يمنح له الفرصة بغزو الصحراء الغربية . ماوقع لفلسطين سنة 1967 كانت لهم حصة كبيرة من الاراضي الفلسطينية بعد مفاوضات مع إسرائيل و رفضو ! لا ! كل الارض ؟ ماذا قال لهم الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ؛ خذ ثم طالب ؛خذ ثم طالب . وهذا ماوقع لنا ايضا مع موريتانيا بعد الحرب، تسليم الجزء المحتل من طرفهم الى منظمة الوحدة الافريقية ! و رفضتم الحل الموريتاني . دخل القذافي على الخط و ندد بالحرب في خطابه سبتمبر 1972 وكانت بداية العمل المسلح ضد اسبانيا في سنة 1973 ! الحملة اتت من التل بفكر ماركسي و انتقام بومدني (حرب 1963) و خوف دداهي و مكر مغربي . الم يحق لنا ان نقرر مصيرنا و البقاء مع اسبانيا ! ام فكر التحرر هو من اوقعنا في غزو مغربي ،بعد 39 سنة ظهر نوايا المتملقين و ضعفهم الفكري العكر المبني على بقايا الحرب الباردة ! ذهب القذافي و لحويسين الثاني و ذهب بومدين ولكل منهم اهدافه في هذا الصراع ، اما الشعب الصحراوي منقسم الى فئتين تحت سوط الاحتلال المغربي و الأخر في سناء تندوف تحت كذب المتملقين القادمون من التل ! أين فكركم الذي بلا حدود أين ! بل نرى انه تعفن مند توقيف اطلاق النار ! وفضله يرجع لمقاتل الذي اوشك على النصر ، لكن فكركم المتعفن الاناني هو من اوصلنا الى هذا المأزق.

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر