الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

القصة الكاملة لمحاولة اغتيال الرئيس الموريتاني

قالت مصادر فرنسية ان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سينقل إلى باريس لاستكمال العلاج بعد اصابته في اطلاق نار مساء السبت.
وكانت الحكومة أعلنت في وقت متأخر من مساء أمس إن عبد العزيز "أصيب بجروح طفيفة" بعد أن أطلقت دورية عسكرية بطريق الخطأ النيران على موكبه مضيفة أن حياته ليست معرضة للخطر.
وأصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مساء السبت، بطلق ناري بينما كان مع مجموعة من حراسه أثناء عودته من منتجعه الخاص قرب بلدة »بنشاب«، 65 كلم شمالي العاصمة نواكشوط . وقد تعرضت سيارة الرئيس لإطلاق النار في منطقة تعرف ب»أطويلة« على طريق نواكشوط - أكجوجت، وتقع بتلك المنطقة وحدة عسكرية . وأكدت مصادر مطلعة أن ولد عبدالعزيز تعرّض لمحاولة اغتيال .
وأعلنت الحكومة الموريتانية، وعلى لسان وزير الإعلام حمدي ولد المحجوب أن إصابة الرئيس طفيفة وأنها جاءت بشكل عرضي وعن طريق الخطأ من وحدة عسكرية . وأكد الوزير في تصريح للتلفزيون الموريتاني أن إصابة الرئيس طفيفة وأنه دخل المستشفى سيراً على قدميه، وأن حياته ليست في خطر .
وأفاد شهود عيان من داخل المستشفى العسكري أن الرئيس نزل من سيارته وسار على قدميه، وكان ينزف من منطقة قريبة من الرقبة أو الذراع، وأجريت له عملية جراحية عن إصابة متوسطة .
فيما تسربت أنباء أخرى عن إصابة الرئيس بطلق ناري على يد أحد حراسه استهدف اغتياله، أو مسلحين مجهولين لاذوا بالفرار، فيما انشغل الحرس بالحالة الصحية للرئيس وقت الحادث .
أما الرواية الأكثر تداولا فهي أن الرئيس كان في سيارة واحدة برفقة اثنين من حراسه، كعادته كل أسبوع، وقد مرت السيارة بالقرب من وحدة عسكرية بمنطقة »أطويلة«، حيث لم تتوقف سيارة الرئيس فتم إطلاق النار بسبب عدم التعرف إليها .
ويشير انتقال قائد أركان الجيش وقائد أركان الدرك إلى منطقة »أطويلة«، 50 شمال، إلى أن الوحدة العسكرية هي التي أطلقت النار على سيارة الرئيس، وأن انتقال كبار المسوؤلين العسكريين إلى هناك جاء للإشراف على التحقيق حول ملابسات الحادث .
وكان الرئيس الموريتاني قد وصل إلى المستشفى العسكري بمقاطعة »تيارت« بنواكشوط في حدود الساعة الثامنة والربع ليلاً، حيث وصلت أيضا قوات الحرس الرئاسي وضربت طوقاً أمنياً مشدداً حول المستشفى وأغلقت المنطقة أمام المارة والسيارات، فيما عاش الموريتانيون على أعصابهم .
وإذا صحت المعلومات عن استهداف مقصود للرئيس، فهذه العملية أول محاولة اغتيال لرئيس موريتاني، إذ كانت كل الانقلابات السابقة في البلاد تستهدف اعتقال الرؤساء من دون تصفيتهم جسدياً.
ولاحقاً، طمأن ولد عبدالعزيز الشعب الموريتاني على صحته وتلمس العذر للعسكري الذي أطلق عليه الرصاص . وقال إنه تعرض لإطلاق نار من الجيش على طريق غير معبد، وشكر الأطباء الذين أجروا العملية التي وصفها ب»الناجحة« . وقال إنه أصيب عن طريق الخطأ من طرف مجموعة من الجيش على طريق غير معبد في نواحي زطويلة .
وأدلى الرئيس بهذا التصريح من سريره في المستشفى العسكري بالعاصمة نواكشوط، وكان لا يزال في ملابس العملية ومتكئاً على ظهره . ونقل صباح الأحد إلى فرنسا لتلقي المزيد من العلاج . وحسب معلومات طبية مؤكدة فقد تلقى الرئيس رصاصات في الذراع والكتف والخاصرة .
وحسب المعلومات الدقيقة فقد تعرض الرئيس ولد عبد العزيز لمحاولة اغتيال على يد محترفين، نصبوا كمينا لموكب الرئيس المكون من سيارتين فقط، وكان طريقه معروفاً وهو عائد من مزرعته الخاصة على بعد 78 كلم شمالي العاصمة نواكشوط .
وقال مصدر دقيق إن الحادث الذي تعرض له الرئيس »حادث عرضي مدبر«، وفق تعبيره . وتحمل حراس الرئيس الستة أغلب الرصاص الذي أطلق باتجاه الرئيس وحالة اثنين من الحراس بالغة . وفق المصدر .
وألغى أحمد ولد داداه زعيم المعارضة مؤتمراً صحفياً كان مقرراً أمس نظراً للتطور الجديد، ولحالة الرئيس، فيما نددت حركة »شباب 25 فبراير« بما اعتبرته محاولة اغتيال للرئيس . وقالت في بيان، »نرفض بشدة وبشكل لا يقبل التأويل استخدام العنف في أي سبيل غير شرعي، وخصوصاً كوسيلة للتغيير« . وجددت »وقوفها في وجه الدكتاتورية ورفضها استغلال الحادث للتأثير في الناس« . وطالبت قوى التغيير أن ترص صفوفها وأن تواصل جهودها من أجل إحداث تغيير جذري وبطريقة سلمية وحضارية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر