الاثنين، 18 نوفمبر 2013

البخاري أحمد في حوار مع المحور اليومي:الأمريكيون لا يمكنهم مواصلة تورطهم في مغامرة إستعمارية للمملكة المغربية


في حوارٍ لـ «المحور اليومي»، في الولايات المتحدة الأمريكية، مع ممثل جبهة البوليساريو الدبلوماسي والمفاوض وأحد وجوه القضية الصحراوية،البخاري أحمد ، تحدث عن مستجدات الصراع في الصحراء الغربية، وأعطى رأيه في الهجمة المغربية الأخيرة على الصحراويين والجزائر، واصفا ذلك بالموقف الصبياني المعادي، وشدّد على الدور النيجيري والإفريقي، الذي أسهم في إدخال بلاده لمنظمة الوحدة الإفريقية في العام 1984، وعرّج في حواره معنا، على رأيه على الحرب على الإرهاب في منطقة المغرب العربي والساحل والصحراء.
«احتكام المغرب للأمر الواقع على الأرض لن يعطيه الحق، وأكبر مثال ما وقع بين الجزائر وفرنسا»
«المغرب ظلل بعض الشركات، وأخرى تقوم باستغلال غير شرعي لعلمها وهؤلاء سيخسرون الكثير مستقبلا»
«جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية ملتزمون بالتعاون مع أصدقائنا للتصدي للتهديدات الأمنية ضد نمط عيشنا»
أكّد أحمد البخاري، انخراط بلاده في التعاون مع دول الجوار، من أجل التصدي للتهديدات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء والمغرب العربي، معتبرا أن المغرب أصبح يشعر ببداية رؤية أمريكية تقوم على أنه لا يمكن أخذ شيء على محمل الجد في منطقتي المغرب العربي و الساحل، دون موافقة وتعاون الجزائر، وعرّج على زيارة كريستوفر روس للمنطقة والصراع الذي يستمر منذ أزيد من 40 سنة، وعاد إلى مسألة نهب ثروات الصحراويين، محذرا الشركات، التي تعلم بأنها تنتهك القانون أو غرّر بها المغرب.
نبدأ من الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي كريستوفر روس، إلى المنطقة المغاربية، هل من جدوى للدبلوماسية المكوكية، وهل ثمة هدف جديد يبتغيه كاستشارة المواطنين الصحراويين؟
إن الجولة الأخيرة للمبعوث الأممي كريستوفر روس، لبلادنا والمنطقة، تأتي استجابة للجهود المستمرة للأمم المتحدة، من أجل إيجاد حل دائم وعادل للصراع الذي تعتبره الأمم المتحدة مشكل تصفية استعمار، ومن ثمّ حتمية تطبيق مبدأ حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغريبة، ولا أعتقد أن «الدبلوماسية المكوكية»، أو أي طريقة أخرى سوف تنجح، ما لم تمارس على المغرب نوعا من الضغوط الفعالة والمثمرة، لتفنيد الموقف ودرء الحجج، التي لا أساس لها من الصحة وغير العادلة والمتصلبة، هذه المواقف هي التي كانت ولا زالت تشكل العقبة أمام جهود الأمم المتحدة للتغلب على المأزق الحالي والواقع الخطير، ونحن نعتقد أننا على الطريق الصحيح، ومن المؤكد أننا سوف نحصل على استقلالنا، وما هي إلا قضية وقت وظروف دولية.
خلّفت قمة أبوجا الأخيرة حول الوضع في الصحراء الغربية، حملة من طرف المغرب ضد الجزائر، وصلت إلى سحب السفير المغربي والاعتداء على القنصلية الجزائرية بالمغرب، كيف تـرون هذه الخطوة، وما هي انعكاساتها؟
إن الندوة التي عُـقدت في آبوجا أكتوبر الماضي، مثلت بشكل ما، إعادة التأكيد على ضرورة تجديد الإلتزام الإفريقي لتحرير الصحراء الغربية من الإحتلال المغربي، باعتبارها آخر مستعمرة إفريقية في جدول الأمم المتحدة، إن أبوجا هي عاصمة نيجيريا، التى لعبت دورا حاسما في تعبيد الطريق لانضمام الجمهورية الصحراوية إلى منظمة الوحدة الإفريقية، وكان ذاك في ١٩٨٤، لدينا سفارة هناك، وهي التي تمكنت بجهد كبير، وبمساعدة العديد من الفاعلين النيجيريين، لضمان تنظيم هذه الندوة، وقد تكللت بنجاح كبير، وسنرى مضاعفات ذلك في المستقبل القريب، إن الموقف الذي عبر عنه وزير العدل الجزائري باسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ما كان إلا تأكيدا لموقف جزائري
معروف اتجاه الصحراء الغربية، و إن أغلبية المنتظم الدولي، بما في ذلك دول كبرى تشاطر الجزائر في هذا الموقف، خاصة فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، إن الموقف الصبياني المغربي هو مجرد حديث معاد، و يهدف إلى محاولة صرف النظر نحو ما هو زائف و غير واقعي، و في اعتقادي فإن هذه المحاولة لا تستحق مزيدا من التعليق أكثر من ما عبرت عنه السلطات الجزائر المعنية بكثير من الحكمة و الهدوء والرزانة.
نعيش اليوم 40 سنة من الصراع على الصحراء الغربية بين طرف صحراوي يؤكّد أنه يستند إلى الشرعية والقانون الدولي، في مقابل المملكة المغربية التي حتى وإن لم تمتلك الاعتراف الدولي بسيادتها على الصحراء، فهي تمتلك الواقع على الأرض، في ظل هذا «الستاتيكو» وتقاعس كل الدول العظمى لدعم حلّ واضح، ما الذي ستقدّمونه أنتم كصحراويين، كحل تصفونه بـالواقعي؟
إن القيادة الحالية لهذا البلد، لم تعط لغاية الآن، أي إشارات أو مؤشرات في الإتجاه الصحيح، التي من شأنها أن تسمح لنا لمنح ولو مزيدا من الوقت، ليسهل عليها تملّص صادق وحقيقي من الموقف الحالي المتحجر واللاعقلاني، وعلى كل حال، أعيد و أكرّر، إنه على المغرب أن يرحل.
سيكون مجلس الأمن في أفريل القادم، على موعد مع إعلان قرار جديد حول الوضع في الصحراء الغربية حيث سيتم تمديد مهمة المينورسو كالعادة، ما الذي قصدتموه مؤخرا بالوعود بان ملف حقوق الإنسان سيعرف الجديد داخل أروقة الأمم المتحدة؟
نحن ننتظر هذا التقرير، وفي كل الأحوال المشكل الأساسي لا ينحصر على قضية حقوق الإنسان التي ليست إلا مضاعفات مباشرة للإحتلال غير الشرعي لبلدنا، الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة يقوم بمظاهرات يوميا ضد هذا الإحتلال، و يقومون بها بطريقة شجاعة، في مواجهة أجهزة قمعية شرسة، إن موضوع حقوق الإنسان يشكل قبل أي شيء آخر اختبارا لمصداقية الأمم المتحدة، خاصة وأن هنالك إنطباعا طاغيا حول تحكم المعايير المزدوجة في مقاربة حقوق الإنسان، إن بعثة «المينورسو» تمثل الحالة الاستثناء الغير مبررة لأنها بعثة الأمم الوحيدة، التي لا تمتلك صلاحية مراقبة حقوق الإنسان في البلد، الذي تعمل بداخله.
نسجت قيادة البوليساريو في الداخل والخارج علاقات مع سياسيين وفاعلين أمريكيين في مراحل متعددة، لكن البعض يرى أنها لم تستثمر إلى الآن في تغيير القناعات وإخراج الموقف الأمريكي المتحفظ أو الحيادي، إن صحّ القول، من القضية، كيف تعلقون؟ ولماذا وقعت تلك الشخصيات الأمريكية على توصيات بمن فيهم كيري، لماذا لم يأخذوا موقفا أكثر جرأة ؟
إن مجهوداتنا في الولايات المتحدة، تعطي نتائج إيجابية، صحيح أنه ليس كل ما نطمح إليه، ولكنني على يقين أننا في الاتجاه الصحيح، لقد بدأننا في أواخر السبعينات، وفي ذلك الوقت، واجهنا بعض الصعوبات النابعة من الأفكار المسبقة التي أنتجها منطق الحرب الباردة، بطبيعة الحال، المغرب قام بالكثير من العمل بدعم من لوبيات قوية في واشنطن، ولكنّني أعتقد أن كل ما بناه المغرب في الولايات المتحدة، ما هو إلا عبارة عن مثلجات لذيذة «آيس كريم»، لا يمكنها أن تقف أو تصمد أمام مرور الزمن وحرارة الطرح المنطقي، إن الطرح المغربي هو طرح هش، لأن الأمريكيين لا يمكنهم الاستمرار في التورط في مغامرة استعمارية خاطئة وغير أخلاقية، إن لدي شعور إنهم لا يمكن أن يستمروا في تجاهل ما يحدث حقيقة في شمال إفريقيا، أو يستمروا في تصديق ما يقوله لهم الفرنسيون و المغاربة، إن مستقل المنطقة المغاربية لا يمكن أن يتشكل على الغنائم الناتجة عن استراتيجية التوسع الترابي وامتهان القانون الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان، إنني أعتقد أن المغرب أصبح بالأحرى يشعر ببداية رؤية أمريكية جديدة، تقوم على أنه لا يمكن أن يعتد بشيء أو يؤخذ على محمل الجد في منطقتي المغرب العربي والساحل دون موافقة وتعاون الجزائر، نحن والجزائر، لدينا الرؤية ذاتها، عمليا في ما يتعلّق بجناحي هذا الجزء من إفريقيا، ونحن معا شركاء جدييّن من أجل مغرب وساحل مشعّين آمنين ديمقراطيين ومزدهرين، لا يمكنني التحدث باسم موريتانيا، ولكن لدينا يقين أنه يمكن أن يشاطرونا هذه الرؤية، دون مشاركة وتعاون هذه البلدان الثلاثة لا يمكن لهذا الجزء من إفريقيا أن يقلع بأمان في فضاء من السلام والأمن والإستقرار والرفاهية، إن مالي وموريتانيا والجزائر، لديهم موقف مشترك في ما يتعلّق بالإعتراف بالجمهورية الصحراوية، كعنصر أساسي في هيكلة الأمن والاندماج الجهوي، والمغرب يسبح وحده بحثا عن أحلام لا يمكن لها ميدانيا أن تتحقّق، إذا كان الأمريكيون يريدون بلورة شيء ذي مصداقية، حول مستقبل هذا الجزء من إفريقيا، لا بد لهم أن يأخذوا في الحسبان هذه الحقائق.
تبحث الولايات المتحدة الأمريكية على موطئ قدم في دول المغرب العربي والساحل والصحراء بحجج كثيرة، كما تعلمون منها الحرب على الإرهاب، حماية المواطنين، انهيار الدولة المركزية وغيرها من الحجج، ما هو حجم التعاون الذي يمكن أن تنخرط فيه جبهة البوليساريو مع الأمريكان، مثلما هو النموذج في العلاقات القطرية-الأمريكية؟
إن ما قلته آنفا، يجيب على سؤالكم، إن جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية، وبالتعاون مع أصدقائنا، ملتزمون بالتصدي للتهديدات الأمنية ضد نمط عيشنا، وضد استقرار وسعادة شعوبنا وبلداننا، مع العلم أن الأمن الجهوي ظل يعاني من تهديد خطير منذ زمن طويل قبل ظهور الإشكال الجديد، وذلك التهديد تمثل في المحاولات المتكرّرة للمغرب لتغيير الحدود بالقوة، لقد كنا جميعا في هذه المنطقة ضحايا لذلك التهديد الذي كلّفنا الكثير من الخسائر المادية والبشرية، لقد حان الوقت ليتعلم المغرب كيف يتعايش بسلام مع جميع جيرانه، إن هذا الشرط الأساسي سيمكننا جميعا لنتفرغ للتحديات الأخرى، وبطبيعة الحال، لا يمكن أن نوجه اللوم أولا إلى الولايات المتحدة، لقد كانت وظلت فرنسا على الدوام هي البلد الذي يدعم التوسع المغربي ضد جيرانه، إن فرنسا لم تُعطِ إلى الآن، أي إشارات تجاه إعادة الاعتبار في هذه السياسة المؤسفة والكارثية، التي تمثل في هذا الظرف الحساس، مشكلة جوهرية، نحن وأجيالنا القادمة، لا يمكن أن ننسى أن فرنسا هندست ونفذت معاناتنا ومأساتنا الجماعية، أما إسبانيا، وفي إاعتقادي ستكون هي الخاسر الأكبر، لأنها في السبعينات لم تستطع استشراف المستقبل، وفي الثمانينات، قرّرت إقصاء نفسها من ديناميكيات مستقبل المنطقة.
في المؤتمر الأخير للبوليساريو، الذي شاركتم فيه، ظهرت دعوة من شباب للتغيير في قيادة الجبهة، معلّلين ذلك بكبر سن أغلب قيادة الجبهة وضرورة التجديد والتغيير،هل قمتم فعليا بذلك؟، هل لديكم متدربون الآن، أو فريق عمل من الشباب في نيويورك، لإعدادهم لنقل 20 سنة من الخبرة في العمل بالأمم المتحدة، وهل لديكم مانع في ذلك، وهل لكم الثقة في أن الجيل القادم للقيادة سيستمر على النهج الذي اخترتموه؟
نحن منخرطون في بناء المستقبل، ونبنيه بمساهمة كل الصحراويين شبابا وغير شباب، لا يمكننا أن نعمل ضد قوانين الطبيعة، إن الصحراويين كانوا شجعانا بما يكفي، ليعطوا دروسا للعالم، في ما يتعلّق بالحكمة، الإستماتة، الوحدة، الصبر والتركيز على المستقبل، لقد تعلمنا من تجربتنا ومن تجارب الآخرين،عند ما يكون لديك هدف واضح وغاية محددة، فإنه يمكنك أن تعد استراتيجية ما، وهذا الشيء هو الذي قمنا به.
يطمح المغرب الذي يتوفر على أهم احتياطات الفوسفات في العالم، للاستفادة من إبرام عقودٍ مع شركات أجنبية لدول تستطيع التأثير في الصراعات السياسية، ونظرا لرغبة الدول الصناعية كالبرازيل، الصين، وأمريكا وروسيا بتعويض الفوسفات بالنفط كمصدر للطاقة، علما أن جزءا كبيرا من هذا الفوسفات، يتواجد بالصحراء الغربية، كيف ستتعاملون مع هذه المسألة؟
إنه ليس من السهل اليوم، ولكن بعض الدول والشركات، مازالت تصرّ وتحاول ذلك عن طريق قنوات سرية، ربما تمكن المغرب التغرير ببعضهم، والبعض الآخر واعون تماما بتورطهم اللا شرعي، إننا لن ننسى أولائك الذين شاركوا في الإستغلال غير الشرعي لمواردنا الطبيعية، ويجب أن يكون ذلك واضحا، إنهم يعلمون أن ما يقومون به هو عار وتجارة غير شرعية، وإننا لن ننسى لهم ذلك.
…في الوقت الذي يعمل فيه المغرب بشرعنة احتلاله للصحراء الغربية، بالاستغلال للثروات، هل يـكفي إبرام عقود مع شركات أجنبية في حال استقلال الدول الصحراوية من أجل إجراء توازن مع المغرب، وهل ثمة أمثلة في هذا الإطار؟
إن موقفنا المبدئي يقوم على نقطتين، أولا، إننا لا نريد من أي دولة أو شركة أجنبية أن تدخل في مفاوضات مع قوة الإحتلال حول مواردنا الطبيعية، عليهم أن ينتظروا حتى نهاية النزاع، ليعلموا على الأقل، من هي الحكومة الشرعية للصحراء الغربية، إن المغرب ليست له تلك الأهلية، ثانيا، إننا متفتحون على المصالح الأجنبية مستقبلا، في إطار ما يجب أن تكون عليه الأمور بين الدول المتحضرة.
في ظل فشل كل المفاوضات الرسمية وغير الرسمية، وبالموازاة مع هدنة تفي بغرض عدم الوصول للحرب، هل ثمة اتصالات سرية بينكم وبين المغرب وأطراف لحل هذه القضية ؟
كل ما لدينا في هذا الشأن، هو شفاف وواضح، لقد ألزمنا أنفسنا، منذ انتشار، المينورسو، بحل سلمي للنزاع، قائم على الشرعية الدولية. إننا نؤمن بقوة بأن استفتاء تقرير المصير هو الطريق المشرف والمناسب بالنسبة للأطراف وللأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة لديها كل الوسائل، بما فيها لائحة المصوتين وخارطة طريق شديدة التفصيل متضمنة في اتفاقيات «هيوستن»، إلى جانب خبرتها من أجل تنظيم الإستفتاء الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي، بهدف واضح، وهو تمكين الشعب الصحراوي من الاختيار بين الاستقلال والإندماج، أو الحكم الذاتي داخل المغرب، إنه حل عادل ونزيه وسهل، إننا سنستمر إلى يوم القيامة، في الدفاع عن المقاربة السلمية، حتى اليوم الذي تقرر فيه الأمم المتحدة فشلها، وتنسحب من الإقليم، إننا إذا، نعمل داخل إطار الأمم المتحدة، وليست لدينا النية أو أي مصلحة في البحث عن طرق أخرى.
حاوره في نيويورك «مبعوث» المحور اليومي»: فتحي شفيق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر