السبت، 30 نوفمبر 2013

من ملتقى داوود.. الى ملتقى الأعراس

إحتضنت "بوجدور", وهي الولاية الاخيرة, من بين خمس, التي قامت على أرض اللجوء, والاولى التي قامت بتكوين وتجييش النساء, والوحيدة التي ترأسها امرأة, لحد الآن, والاقرب, الى عاصمتنا التنفيذية الحالية "الشهيد الحافظ", ما سمي " الملتقى الثامن لحوار الاديان من اجل السلام", وأخذ هذه المرة, اسم النبي داوود عليه السلام...وحضره علماء وائمة ومشايخ, صحراويون, ومن الجزائر الشقيقة, و وفد من القساوسة الامريكيين, وحضر الافتتاح, كل من البشير السيد, اباه الشيخ, وموسى سلمة, والعزة ببيه, بصفتهم الرسمية المعروفة, كما حضرته تشله مديرة المركز و آخرون, وكانت قاعة الشهيدة النعجة, هي مقر الكراسي المختلفة لرجال الدين, والمايكروفون الموحد لهم من اجل الحوار... وتمت تلاوة آيات من الذكر الحكيم, وأخرى من" انجيل متى البشير", كما يسمى عادة.
وقد ذكرني اسم الشهيدة "النعجة", لتشابه الاحرف, بإسم"العجلة" وهي واحدة من زوجات النبي داوود عليه السلام, المزعوم أن عددهن مئة, وقلت في نفسي: أليست هذه عجلة! كيف ذكرني اسم الشهيدة النعجة بزوجة النبي العجلة..؟ وحوار الاديان.. أليست هذه عجلة! كنت اظن أن مكانه المناسب فلسطين... وما دامت الولاية فتية, والوالي سيدة, والقاعة باسم شهيدة, والنساء هن من اسس هذه الولاية اصلا, والشريعة تسمح للرجل باربعة, ولنبينا محمد عليه الصلاة والسلام أكثر من عشرة, و زوجات داوود عددهن مئة, ونساء ابنه النبي سليمان حوالي الألف! وخصمنا45 مليونا ونحن يعلم الله عددنا... أليس من الاهمية بمكان أن تقوم السيدة الوالي بثورة من اجل التكاثر, وتحول قاعة الشهيدة النعجة الى حوار للاعراس من اجل المصير وتحقيق الاحلام بدل حوار الاديان من اجل السلام؟
يقال أن احدى العانسات مرة, لم تجد بدا من التبول داخل مسجد, للفت انظار الرجال اليها, بحثا عن الشهرة من اجل الزواج! وقد شبهنا البعض بهذه العانس, وضيفنا, حوار الاديان, ب"المسجد" كمحاولة, لإبعاد شبح العزوف عن قضيتنا, وإثارة من يغضون الطرف عن حقنا في تقرير المصير وزواجنا الشرعي بالارض.. ولكن هل"حوار الاديان" هو "المرود" المناسب لتكحيل عين الشعب الصحراوي, واعطائه الصورة الجذابة في عين الاخرين؟! ترى ما الذي جنته تلك العانس, من التوجه الى حرم المسجد بمائها الناقض للوضوء؟! كل هذا لا يعطي الحجة على رواد الفكرة, ولا على منظمي الحدث, الذي لابد من ان يكون له طعم او رائحة, أو ربما فائدة لصالح القضية.. ولكن اعتقد أن زمام الامريكيين, هو الجهة التي تمول في امريكا من طرف المغرب. وهو اسرائيل نفسها, كدولة, وهو بعد ذلك مجتمع الكنائس, وهو نظام الوكالات المختلفة في البلد المترامي الاطراف,,, و لا أظن أن كلمات الغزل, ستكون سببا في التقارب, فضلا عن التحالف المتوفرة اسباب عكسه : " حوارا استراتيجيا بين ممثلين عن الاسلام المعتدل متمثلا في الصحراويين والجزائريين وبين مسيحيين ممثلين من الحليف المحتمل والموعود وهو الولايات المتحدة"! هذا ما قاله البشير في الملتقى الاخير لحوار الاديان من اجل السلام, واعتقد ان هذا الكلام ليس مكانه الجمع المذكور.. علينا ان نذهب الى الولايات الاخرى, في المحيط, ونصلي ونصوم, ونغني, كما كان دوود عليه السلام, ونتكلم باللغة الانجليزية, وبالعبرية, وبكلام الرب, ونقول هناك, أننا نبحث عن الحق الذي يكفله لنا الوحي, ومع الحوار الثقافي والتسامح الديني, والعدالة الدولية وحق الشعوب في الكرامة والحرية وتقرير المصير. ونذهب الى اسرائل ونقول لها اننا مع انفسنا ومع فلسطين, ومع حقكم انتم الذي جاءكم من السماء... أما حوار الاديان فهو شائك مثل القنفذ, وقد أسال الدم من الاصابع, التي حالت التطرق اليه قبلنا.
أرى ان القاعة الثقافية, والسلطات الرسمية, والولاية الفتية, ممن وقع في قلبهم جميعا, هذا الملتقى "النبوي" من اجل السلام, تنتظرهم بفارغ الصبر ملتقيات لا تقل أهمية, إن لم تكن تلامس, بحد ذاتها, عنوان القضية الوطنية وحدود المصير, وعليكم أن تتصوروا, لو أقيمت ونجحت, مثل هذه الملتقيات المفترضة: ”ملتقى الشباب الصحراوي من اجل التواصل واستلام المهام", ” ملتقى الشباب من اجل التكاثر والانجاب"... أو أليس من الافضل لموسى البحث عن العصى الضائعة, لضرب العنوسة؟! وهل لمركزية الفروع ضلوع تحتضن القلب النابض للشباب بحب الشعب, والتكاثر من اجل الوطن؟ولماذا لا تعيد ولاية بوجدور الفتية مجدها القديم في القيام بهذا الدور, وترفع شعارات حية من قبيل: “ لا عذوبة للعزوبة" و "العنوسة عبوسة"و "الانجاب ثمرة الشباب"... وما العيب في أن تقوم الولاية بتنظيم ملتقى, يحضره وزير العدل ورؤوس المنظمات الجماهيرية, ورأس الشباب والرياضة, رأس مركزية الفروع, وتحضره الصحافة, وممثلوا العنوسة والعزوبة, وتمثيلية عن "جناح العقم", و"شرطة مكافحة محاربي الانجاب", وتسمي هذا الملتقى ب"ملتقى النبي داوود من اجل التكاثر لفرض الوجود", على اعتبار ان هذا النبي كان له ما شاء الله من الزوجات والاولاد والبنات.. أو تسميه "ملتقى موسى لضرب العنوسة", او على الاقل تسميه ب"ملتقى الاعراس", حتى يكون له عطر يشمه الناس, ويشعر به الانسان, بدلا من " ملتقى الاديان...” الذى أخطأ منظموه المكان.
أخيرا الرحمة للشهيدة النعجة ولكل الشهداء, والعزة للدولة, والهزيمة للعنوسة, وبشرى للبشير وللوزير بالتبشير, والعصى لموسى, إلا هذه المرة! .
بقلم : حسن مولود

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر