الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

تفاصل مملة لفحوى جولة رئاسية مملة


قاعة وزارة الثقافة بالشهيد الحافظ بوجمعة تغص بالحضور قبل ان يصل الوفد الرئاسي الذي يختتم يوم 12/11/2013 جولته الماراطونية التي بدأها من ولاية الداخلة 06/11/2013 .
الوفد يصل في موكب تشريفات تتقدمه سيارة للدرك الوطني ثم يترجل نحو القاعة على انغام الجوق العسكري والملاحظ في هذه الجولة المبالغة في البروتوكول وهي سابقة لم نشهدها في الجولات الماضية.
بعد تلاوة فاتحة الكتاب والترحم على ارواح الشهداء والاداء الجماعي للنشيد الوطني ، افتتح الرئيس ما اسماه المحاضرة بمبررات الزيارة شارحا اهدافها ومسوغاتها والتي من بينها كما قال نفض الغبار ومحاربة الوهن وازالة الغموض والمعني بهذه الافات الثلاث هو الشعب . واكد الرئيس انه والوفد المرافق له وقفوا بأنفسهم خلال الجولة التي شملت الولايات الخمس على ان الامور تسير كما يجب فالصحة والتعليم اوضاعهما جيدة والمياه متوفرة وكذلك باقي الخدمات .
الرئيس بعد المقدمة التي كانت خارطة طريق لكلام باقي اعضاء الوفد قدم وفده المتكون من رئيس المجلس الوطني رئيس الوفد المفاوض، الوزير الأول، مسؤول امانة الفروع، وزير الدفاع، وزير شؤون الارض المحتلة والجاليات .
والي الشهيد الحافظ بوجمعة قدم تقريرا مقتضبا عن سير "الولاية" والتي اكد انها جيدة على العموم ولا يشوبها سوى ان بعض المؤسسات العامة لا زالت تمد بعض الخواص بالكهرباء، ولا احد يعرف هل الشهيد الحافظ ولاية سادسة ام وحدة ادارية يترأسها والي وهو لم يزل هذا الغموض فقط تلا سطورا فحواها كل شيء على ما يرام .
الوزير الاول اثنى على تقرير الوالي واعتبره تقريرا وافيا ويعكس المجهودات حسب تعبيره وهو حكم طالما سمعناه على كل التقارير المقدمة وكل اعمال الحكومة وكل المناسبات وكل المنابر الانطباع واحد كل شيئ جيد وناجح .كان يجب ان تقتصر كلمة الوزير الاول على الوضع الاجتماعي وعمل حكومته في هذا الاتجاه عوض ذلك اسهب في تحليل الوضع السياسي وانصب كلامه على المقارنة مع دول الربيع العربي وما تعانيه من خراب و ما يهددها من فشل دون ان يكلف نفسه عناء الربط بين الاستبداد والفشل، فهي دول حكمها اشخاص لمدة طويلة القذافي 42 سنة، على عبد الله صالح 34 سنة، مبارك 30 سنة، بن اعلي 24 سنة واقلهم الاسد 10 سنوات مضافا لها سنوات ابيه ال 40 والذي اورثه الحكم في سابقة لم يعرفها النظام الجمهوري ، طول هذه المدد التي قضاها هؤلاء في الحكم واطل هو ما دمر مؤسسات الدولة واطلق يد العائلة و سبب الفساد فتدهورت الاحوال ما دفع الشعوب الى الانتفاضة على حكامها. ونحن الان في حال مشابه لحالها ان لم نتدارك انفسنا .
خلال المقارنة التي اعجبته كرر الوزير الاول مرات عديدة صفة اللاجئين وتناسى ان يذكر ولو مرة الدولة التي هو وزير اول بسببها او الجبهة والتي يحمل صفة عضو امانتها السياسية . وطوال مداخلته ردد كلمات مثل رأينا الاوضاع جيدة وجدنا المؤسسات ممتازة ....الخ خاصة المدارس والمستشفيات وكأن الوفد (محمد والذين معه) من كوكب اخر، ليدخل في ختام مداخلته في مشاحنة وصراخ متبادل وهو المسلح بميكروفون مع مواطن صوته ات من اخر القاعة اراد ان يسمح له بالكلام دون جدوى. وصرخ في وجه المواطن و باقي القاعة انه رغم كل العثرات او الاخطاء فان الامور بخواتمها وكأننا حصلنا على مرادنا في دولة حرة مستقلة.
مسؤول امانة الفروع جاءت مداخلته الطويلة مليئة بالغمز و " التمعني" هنا وهناك ولم يكن موفقا في اي من الامثلة التي ساقها ففي احدها قال كلاما الذي يسمعه يظننا نحارب تحت الوية قبائل تتنافس في صنع المجد و الأصل، طريقة الحديث المتكلفة ونبرة التعالي اوقعته في تشبيه غير بليغ بل خارج سياق العرف والأدب فالقاعة مكتظة بمواطنين من مختلف الاعمار ولا يجوز فيها مثل هذا التعبير حتى وان صح في ثقافات اخرى، قال ايضا ما معناه انه حان الوقت لان يفسح المجال للشباب، غير انه ظل يدور في عموميات ولم يحدد كيف ولا اين؟.
تحدث مسؤول امانة الفروع بإسهاب ايضا عن الوضع السياسي وطنيا و جهويا ودوليا متقمصا دور المحلل السياسي والمنظر الاستراتيجي وهو دور يستهويه كثيرا، سأله مواطن شاب عن الجديد وان لم يوجد فالخروج اولى، وكان رده عليه بان لا جديد وان خارج القاعة افضل من داخلها وكانت خلاصة مداخلته مثل سابقه بان الامور على ما يرام وفي الاتجاه الصحيح لاسيما وان الموقف الامريكي بدأ حسب ما قال يتغير ويتحول عن موقفه التقليدي الداعم للعدو ، وان النصر بات قريبا وان الخناق ضاق جدا على العدو..
وزير الدفاع كعادته قدم كرونولوجيا عن مراحل نشأة جيش التحرير الشعبي الصحراوي وتطوره غير انه اعتبر من خلال تحليل عبقري ان السبب الرئيسي لتفاقم الوضعية الاجتماعية وكل ما شهدته من تجاوزات عائد بالدرجة الاولى الى ان الرجال يجب ان يظلوا في نواحيهم وان لا يبقى في الولايات غير النساء والاطفال ويبدوا انه لم يسمع زملائه الاخرين خاصة الوزير الاول الذي اعتبر ان القطاع الخاص والاعمال الحرة ساهمت في حل المشاكل وساعدت الدولة في تحسين وتسهيل حياة المواطنين . قاطعه شابان يريدانه ان يتحدث عن اطلاق النار على سيارات مواطنين صحراويين غير انه تجاهلهما كباقي زملائه تشابهت قلوبهم ام تواصوا به .
وزير شؤون الارض المحتلة والجاليات مثل زميله وزير الدفاع لم يقدم اكثر من كرونولوجيا عن الانتفاضة ومحطاتها التي مرت بها تخلله كلام بلا معنى من قبيل "راهم بلغولكم السلام وقالولكم تصبروا " ولا ندري من يصير من ؟ لكن ربما ميزته انه لم يأخذ الكثير من وقت الناس في حديث لا طائل منه مثلما فعل زملاؤه الذين سبقوه، واعتبر هو الاخر ان الانتفاضة جعلت الاستقلال على الابواب .
رئيس الوفد المفاوض وقدمته تحت هذا الوصف لأنه حصر حديثه في المفاوضات ولم يتعرض للمجلس وعمله من قريب او بعيد، ولا عن تجربته في التشريع والرقابة، هو ايضا اسهب في الموضوع السياسي ومسار التفاوض ، وبدا من خلال كلامه ان المفاوضات تحرز تقدما لصالحنا وان كان بطيئا وان الطرف المغربي فرغت جعبته من الالاعيب والمناورات ، غير ان التقدم البطيء حسب وصف كبير المفاوضين لم يلمسه احد اخر غيره رغم مرور اكثر من 20 سنة من التفاوض او من اللقاءات بتعبير ادق، غير ان كبير المفاوضين اعطانا دون ان يدري دليلا انه لا علاقة له بالسياسة ولا الدبلوماسية حين قال في مستهل مداخلته انه لا يحمل جديد، ورغم صدقه غير ان هذه الكلمة تنسف من الاساس مبرر هذه الجولة، وتحرج رئيسه الذي يعتبرها جاءت لتزيل غموضا ولتضع بين يدي القاعدة الشعبية - تعبيره المفضل في وصف الشعب- عصارة عمل القيادة خلال هذه السنة التي بلغت فيها الجبهة سن الاربعين، ثم ان الذين سبقوه اكدوا قرب الاستقلال وهو اعتبر ان التقدم بطيئا.
الرئيس يعود مرة اخرى محاولا كدأبه ان يقدم خلاصة المداخلات ويستخلص النتائج وقدم نقاطا اعتبرها ضرورية مشددا ان العدو يستهدفنا من خلال محاور ثلاثة اضعاف الدولة والجبهة – اضعاف الوحدة الوطنية- وضرب العلاقة الاستراتيجية بيننا وبين الحليف. وهذا تحصيل حاصل كمن يفسر الماء بالماء ، كيف سيكون المغرب عدوا لو لم يكن هذا فعله ؟ العدو هذه طبيعة عمله غير ان الرئيس لم يحدثنا عن فعلنا او فعل حكوماته على الاصح واثر سياسته على هذه المحاور بل اختار تحسيس الشعب باعتباره الخاصرة الرخوة التي قد يدخل منها العدو ، والذي لم يقله الرئيس ولم يرد ان يسمعه بدليل انه جاء من اجل التلقين سادا الطريق امام مداخلات المواطنين التي يعرف مسبقا انها ستحمله والذين معه الجزء الاكبر من مسؤولية اضعاف الدولة وإضعاف الوحدة الوطنية وضرب العلاقة الاستراتيجية مع الحليف الشقيق من خلال عدم التنسيق الجيد .
وكما قال الوزير الاول ان العبرة بالخواتيم اختار الرئيس ان يكون الختام توجيها ونصيحة للمواطنين ان يكونوا بعيدين عن الانتخابات في موريتانيا الشقيقة وهي نصيحة ثمينة دون شك لو ان الرئيس وجهها لجاليات الشمال وهي تدعو في ملتقى سابق لها بالعيون الرئيس الجزائري بوتفليقة في رسالة موجهة له ان يترشح لعهدة ثالثة. ماذا نسمي هذا ؟
والخلاصة انه باستثناء الرئيس فان جميع اعضاء الوفد هم ضيوف مقيمين في البرنامج التلفزيوني "الحدث" الذي يعده ويقدمه مدير التلفزة الوطنية وان كلامهم لم يخرج عما يقولونه هناك ولا جديد به فما المغزى اذن من هكذا جولة ، هي لم تات بجديد ولم تفسح للمواطنين ان ينفسوا قليلا عن احتقانهم ، وحتى الذي قاله الرئيس يكرره دوما في المناسبات الوطنية وغيرها، وبالمناسبة لماذا الرئيس لا يدلي بتصريح او لقاء مع وسائل الاعلام الوطنية ؟ هل هي عدم ثقة في الصحافي الصحراوي؟
هدف هذه الجولة المصممة بهذه الطريقة من البروتوكول الى منع المداخلات انما هو استعراض قوة وتسجيل حضور امام المواطنين الذي تجرؤوا واعتصموا امام الرئاسة و غيرهم ممن ظن بالرئيس ضعفا او تهربا، ولكن اطمئن سيدي الرئيس والاخ العزيز لاشيئ مما في بالك نظنه عنك او بك لكن رجاء في المرة القادمة انزع غطاء الكيكوطة ليخرج البخار والا فان الضغط يولد......
مراسل المستقبل الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر