الأحد، 3 نوفمبر 2013

السفير‮ ‬المغربي‮ ‬يعود‮ ‬إلى‮ ‬الجزائر

عاد أمس سفير المملكة المغربية، المعتمد بالجزائر، عبد الله بلقزيز، إلى الجزائر، بعد أن تم استدعاءه أمس الأول في إطار الاحتجاج على رسالة الرئيس بوتفليقة التي وجهها للمشاركين في اجتماع أبوجا النيجيرية بشأن الصحراء الغربية، والتي حملت الطرح ذاته الذي مافتئت الجزائر‮ ‬تدافع‮ ‬عنه‮ ‬في‮ ‬مختلف‮ ‬المحافل،‮ ‬والقاضي‮ ‬بحق‮ ‬الشعب‮ ‬الصحراوي‮ ‬في‮ ‬تقرير‮ ‬مصيره‮.‬
ونقلت مصادر مطلعة أمس، أن السفير عاد أمس على متن الرحلة الجوية رقم "AT 560"، للخطوط الملكية المغربية، في حدود الساعة الثانية زوالا ، حيث لوحظ دون مرافقة يتجول في المطار قبل أن يغادره على متن سيارة ديبلوماسية، ويرتقب أن يعود المسؤول الدبلوماسي المغربي‮ ‬اليوم‮ ‬إلى‮ ‬منصبه‮ ‬لممارسة‮ ‬مهامه‮ ‬بشكل‮ ‬عادي‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬غاب‮ ‬عن‮ ‬الجزائر‮ ‬لمدة‮ ‬ثلاثة‮ ‬أيام‮.‬
وتوقعت مصادر سياسية وإعلامية متتبعة عودة السفير إلى الجزائر في غضون اليومين المقبلين، غير أن الواضح أن المملكة راجعت قرارها قبل أن تأمر بإعادة سفيرها لممارسة مهامه وبشكل عادي بالجزائر، في خطوة وصفتها مصادر متتبعة بالاستدراك في أعقاب تطور الاستفزازات إلى "تدنيس‮ ‬العلم‮ ‬الجزائري‮"‬،‮ ‬وتمسك‮ ‬الجزائر‮ ‬دائما‮ ‬بالصمت‮ ‬والرد‮ ‬الدبلوماسي‮ ‬بالرصانة‮ ‬وفي‮ ‬الوقت‮ ‬المناسب‮.‬
الدبلوماسية الجزائرية في التعامل مع الحادثة، عززت من موقعها ودعمت موقفها حيال القضايا الإقليمية، خصوصا وأنها ترفعت عن الرد بالمثل على التصرف الذي وصفته الخارجية الجزائرية "بغير المبرر"، وأكدت إبقاء كافة ممثلياتها الدبلوماسية في المملكة تعمل "بشكل عادي"، في‮ ‬وقت‮ ‬واصلت‮ ‬المغرب‮ ‬استفزازاتها‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬اقتحام‮ ‬القنصلية‮ ‬الجزائرية‮ ‬بالدار‮ ‬البيضاء‮ ‬وتدنيس‮ ‬العلم‮ ‬الجزائري‮.‬
وإن اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار أن قرار استدعاء سفير المغرب بالجزائر للتشاور "يأتي عقب ما اسماه تواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما فيما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية" التي ربطها برسالة الرئيس بوتفليقة إلى قمة أبوجا، غير أن متتبعين أكدوا أن خطاب الجزائر لم يتغير ولا موقفها من القضية الصحراوية، بل أن ما حز في نفس المغرب هو حصد الدعم الأوروبي والدولي لطرح الجزائر حيال قضية الصحراء الغربية، هذا من جهة، ورغبة الملك محمد السادس استغلال الوضع "لإلهاء" شعبه عن أمور جوهرية تتعلق بمعاناة المغرب من ظروف اقتصادية واجتماعية "متعفنة" أفرزتها الأزمة الاقتصادية الأوروبية، بالإضافة إلى تداعيات الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الجزائر على الحدود لمنع عمليات التهريب وهي العملية التي قضت على عشرات مناصب الشغل "المؤقتة‮" ‬التي‮ ‬كان‮ ‬المغاربة‮ ‬يسترزقون‮ ‬منها،‮ ‬خصوصا‮ ‬ما‮ ‬تعلق‮ ‬بتهريب‮ "‬الحشيش‮"‬،‮ ‬ما‮ ‬قد‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى‮ ‬انفجار‮ ‬الوضع‮ ‬بالمملكة‮ ‬ونسف‮ "‬الهدوء‮ ‬النسبي‮" ‬الذي‮ ‬يسودها‮.‬

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر