السبت، 30 نوفمبر 2013

حركية عبثية للاعلام وسقوط بين فكي عفريت

يواصل وزير الاعلام المراهق السياسي الذي يسبح عكس التيار أدائه الرخو المثير للعجائب بعد أن استكان إلي الاسترخاء في زمن معركة الاعلام وراح يلعب في وقته الضائع محاولا ترتيب بيته بأوراق وملفات قديمة جديدة، بعد أن فقد بوصلته الطبيعية معتمدا على أخرى جديدة في استرخاء لا أحد يحاسبه مكرسا سطوة الحرس القديم للتغطية على فشل ذريع مني به الوزير الشاب بعد اطلاع البرلمان على الحالة الكارثية التي وصلت اليها الوزارة والتذمر العام الذي ابداه العاملون بها من السياسة العشوائية والتخبط اللذان دفعا بالعشرات من الصحفيين المخلصين الى تفضيل الهجرة ومغادرة العمل على المكوث في وزارة تسقط تدريجيا بين فكي عفريت.
نزيف الهجرة من مختلف الوسائط الاعلامية التي باتت حالتها اشبه بأكواخ كالكهوف في وقت تهدر الميزانيات الضخمة عبثا للترميم، فيما يعيش الصحفيون ظروف قاسية اقل ما يقال عنها غير طبيعية في ظل الاكراهات والضغوط الممارسة عليهم.
وكالة الانباء الصحراوية وهي الاكثر حظا من بين الوسائط الاعلامية الصحراوية بعد الالتفاتة التي خصها بها الرئيس ببناء مقر جديد لها وتجهيزات تؤهلها لأداء المهمة المنوطة و التي لاتزال حبيسة السياسة القديمة الجديدة في غياب تام لهيئات التحرير في مختلف اللغات، وتزايد الهجرة، مما دفع الرئيس بالتدخل مجددا وتعيين مديرا جديدا لها لتواكب الحدث بعدما كانت اخر من يعلم.
وخوفا من ان يتدخل الرئيس من جديد بادر الوزير بحركية استباقية افرزت نتائج غير مدروسة العواقب فافرغ الاذاعة من التحرير وعزز الوكالة برئيس تحرير لإرضاء الرئيس وإبعاد الصندوق الاسود من الادارة العامة لإبعاد المخاوف من تعرية ملف الموظفين الوهميين وميزانيات التسيير و مشاريع الدعم التي لا أحد يعلم عنها الكثير ناهيك عن ديون الوزير الوهمية التي يبتدعها تلفيقا كلما أراد الاحتيال و تنمية ثروته الحيوانية.
الاذاعة الوطنية وهي المؤسسة العتيدة بوزارة الاعلام ، يعول عليها في الخطاب الداخلي الموجه للمواطنين ورفع المعنويات وبالرغم من قدمها إذ تأسست سنة 1975 في اشد الظروف واعتاها لاتزال تبث على موجات قصيرة لا تتجاوز حدود المخيمات وبعض المناطق المحررة ولا تلتقط في المناطق المحتلة إلا بشق الانفس، الاذاعة التي تقضي مجمل وقتها بفقرات غنائية لافتقارها البرامج والحصص الهادفة كوسيلة لتوعية الجماهير بمصالحها الضرورية والتركيز على القضايا الوطنية الكبرى وإنعاش الروح الوطنية لديها لتعلوا على كل المصالح الأخرى.
إذ تعد الاذاعة الوطنية الوسيط الاعلامي الوحيد الذي يخصه الوزير بالرعاية والدعم ويشرف على اجتماعاتها الصباحية، وتم تجهيزها لأكثر من مرة بتجهيزات في مقدورها تحقيق الاكتفاء الذاتي لكل الوسائط الصحراوية غير ان ضعف التسيير واستفراد الوزير بها وتجاوز المدير القديم في تسييرها جعله يعين عليها الاعلامي الذي تدرج بسرعة في زمن الوزير من مدير جهوي للإعلام الى مدير للإعلام الجواري الذي استحدثه الوزير لصاحبه ليصبح الان مديرا للإذاعة الوطنية.
وهو ما يفسر سر تمسك الوزير بالإذاعة وعجزه عن مواجهة الوسائط الاخرى التي لم تعد تأتمر بأمره كالتلفزيون والأرشيف والرقابة و التعاون.
جريدة الصحراء الحرة وهي الجريدة التي توقفت عن النشر خلال السنتين الماضيتين بسبب هجرة الصحفيين المقتدرين الرافضين لكل ما هو سلبي هدام معيق للنهوض من ظواهر و ممارسات بروح وطنية عالية لا تقدس الاشخاص بعد تعطل اجهزة العمل، وتحول مقرها الى كوخ مظلم اشبه بكوخ عالي بابا في زمن اللصوص، حتى أصبحت مقيدة ولا تواكب التطور الحاصل بالإعلام.
التكوين مديرية وهمية كانت الوزارة تستنزف من خلالها ميزانية الدولة بالأرقام الوهمية للمتربصين واستفادتهم ومعيشتهم.
الافراد والإدارة العامة وهما اشبه بالبقرة الحلوب التي يجني منها الوزير اموال طائلة وقد شهدت عملية معقدة للسطو على رواتب الموظفين والتحايل في ادراج اشخاص وهميين وحالات غياب لاتزال الوزارة تحتفظ برواتبهم على انهم عمال يزاولون مهامهم بالوزارة في وقت يحرم موظفو وكالة الانباء من نصف رواتبهم وحقوق الترجمة، وهو ما كشفته اللجنة التي شكلت لمراجعة الاستفادة قبل ان يوقف الوزير عملها بعد فضح التجاوزات.
و من الجدير بالذكر أن المدراء المركزيين يعينون بقرار من الوزير الاول مما يكشف عبثية حركية الوزير التي تدل في عمقها على سعيه ترتيب البيت على حساب الدور المنوط بالمؤسسة الاعلامية.
وختاما ندرك ان الوزير قام بحركية اشبه ما تكون بالانتحار فبدلا من ان تكون الحركية جدية وتعكس نية الوزير في التجديد والإصلاح قام بتحريك الحرس القديم حارما الشباب الذي يفترض فيه ان يقود المؤسسة الاعلامية الصحراوية نحو التميز ويضعها في لب مرحلتها ورهانها الكبير.
و يتجدد في واقع كالذي تعيشه وزارة الاعلام سلوكيات التواطؤ و ممارسات قوى الفساد التي تنخر الجسم الوطني خاصة ذراعه الاعلامي على وقع التصرفات العشوائية التي يغطي بها الوزير على سوء تسييره لمؤسسة عتيدة ظلت لسان حال الصحراويين خلال كفاحهم الوطني.
بقلم: صحفي صحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر